توترات عرقية في إيران وأفغانستان وأزمة دبلوماسية بين البلدين

  • حادثة الطعن التي شهدها ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد شمال شرقي إيران أدت إلى سلسلة من الأحداث
  • كلا البلدين أرسل قوات إلى الحدود المشتركة بينهما على خلفية الأزمة
  • ردت إيران بتعليق الخدمات القنصلية في أفغانستان لمدة 10 أيام

 

 

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن حادثة الطعن التي شهدها ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد شمال شرقي إيران أدت إلى سلسلة من الأحداث التي تصاعدت وتحولت إلى توترات عرقية في إيران وأفغانستان وقادت لأزمة دبلوماسية بين البلدين، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشر، الخميس، أن كلا البلدين أرسل قوات إلى الحدود المشتركة بينهما على خلفية الأزمة.

وكانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت في وقت سابق هذا الشهر أن مهاجرا أفغانيا دخل إلى أحد أقدس الأضرحة في إيران، وسحب سكينا وطعن ثلاثة رجال دين عدة مرات، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة الثالث بجروح خطيرة.

كما قال مسؤولون إيرانيون يوم الأربعاء إن طهران وكابول تجريان محادثات لنزع فتيل الأزمة، وإن وفدا من طالبان قد يسافر قريبا إلى طهران لإجراء محادثات.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الأعمال العدائية بين الطرفين تظهر مدى سهولة أن تؤجج شرارة واحدة حدة التوترات بين دولتين كانت علاقاتهما هشة منذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان الصيف الماضي.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الهجوم أثار مخاوف من أعمال انتقامية تستهدف ملايين الأفغان الذين يعيشون في إيران، بالتزامن مع تقارير موثوقة تحدثت عن وقوع هجوم واحد على الأقل من قبل إيرانيين على شخص أفغاني.

وبينت الصحيفة أن مقاطع فيديو لم يتم التحقق منها، وبعضها قيل إنها تعود لسنوات مضت، انتشرت على وسائل على وسائل التواصل الاجتماعي وتظهر إيرانيين يعتدون على أفغان، ما أثار حنقاً على إيران في داخل أفغانستان.

وتابعت أن متظاهرين، وفي خضم هذه الأزمة، هاجموا القنصلية الإيرانية في مدينة هرات ودعوا إلى شن عمل عسكري ضد إيران.

بدورها ردت إيران بتعليق الخدمات القنصلية في أفغانستان لمدة 10 أيام.

في الوقت ذاته، تقول الصحيفة الأمريكية إن التوترات على الحدود تصاعدت حيث لجأ المزيد من الأفغان الفارين من حكم طالبان والاقتصاد المتدهور إلى إيران المجاورة.

ووفقاً لتقارير بثتها وسائل الإعلام الإيرانية، أرسلت طهران، هذا الأسبوع، قوات ودبابات بالقرب من الحدود مع أفغانستان بعد أن اندلعت مناوشات بين حرس الحدود عند معبر إسلام-قلعة بعد أن حاولت طالبان إنشاء طريق على الحدود.

وقالت وسائل إعلام أفغانية إن طالبان نشرت المزيد من القوات على الحدود، فيما نفى وزير الداخلية الإيراني، الأربعاء، وقوع أي اشتباك حدودي.

ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي الأفغاني السابق الذي خدم في إيران داود قيومي القول إنه كلما تصاعدت التوترات بين إيران وأفغانستان، انعكس ذلك على اللاجئين الأفغان في إيران، لأن الرأي العام يتحول إلى موقف سلبي تجاههم.

ويعيش نحو خمسة ملايين أفغاني الآن في إيران بحسب التقديرات الإيرانية. وينتمي معظمهم إلى مجموعتين عرقيتين من الأقليات، الهزارة، وهم من المسلمين الشيعة، والأفغان الطاجيك الذين تربطهم علاقات ثقافية وثيقة بإيران.

وتشير نيويروك تايمز إلى أن حادثة الطعن، التي وقعت في السادس من أبريل الجاري، صدمت الإيرانيين، لأن الهجمات الإرهابية نادرة للغاية في البلاد ولأن ضريح الإمام الرضا يعد أحد أقدس الأماكن ويعتبر ملاذا آمنا.

وأوردت وكالة “تسنيم” للانباء أن المشتبه به الرئيسي يدعى عبد اللطيف مرادي (21 عاما) وهو أفغاني “من البشتون أوزبكي الأصل، كان دخل إيران قبل عام بشكل غير قانوني من الحدود الباكستانية، ثم استقر في مدينة مشهد المقدسة. وكان يعمل مع شقيقه في مكتب للنقل في مشهد ويعيشان في منطقة مهرآباد”.

وبعد يوم من الهجوم، أقدم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على الإفطار مع طلاب أفغان في محاولة للحد من التوترات.

بالمقابل هدد عضو لجنة الشؤون الثقافية في طالبان مولوي أصغر إيران علانية. وكتب في تغريدة في 8 أبريل “إذا استمرت إيران في قمع الأفغان، فعلينا اتخاذ إجراء عسكري ضدها”.

ودعا وزير خارجية طالبان بالوكالة أمير خان متقي، في اجتماع مع المبعوث الإيراني في أفغانستان في 10 أبريل إيران إلى “منع الانتهاكات” ضد المهاجرين الأفغان.

وبعد يوم واحد فقط، هاجم محتجون القنصلية الإيرانية في هرات، وأشعلوا النار في بوابتها ورشقوها بالحجارة وسط هتافات “الموت لإيران”.

وفي وقت لاحق من ذلك الأسبوع، ازدادت التوترات، بعد اعتقال رجل دين أفغاني شيعي موال لإيران، كان قدم الزهور للسفارة الإيرانية في كابول بعد الاحتجاجات.

بعدها، علقت إيران خدماتها في سفارتها وقنصلياتها في أفغانستان، وطالبت طالبان بحماية مواقعها الدبلوماسية، واستدعت كبير الدبلوماسيين الأفغان في طهران. كما دعت إيران طالبان إلى حماية الشيعة في أفغانستان.

لكن في الأسبوع الماضي، تقول الصحيفة الأمريكية إن هجومان استهدفا شيعة الهزارة في أفغانستان، الأول تبنته جماعة تابعة لتنظيم داعش وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في مسجد في مزار الشريف.

أما الهجوم الثاني، الذي تضمن ثلاث انفجارات خارج مؤسستين تربويتين مختلفتين فلم يعلن أحد مسؤوليته بعد.