الأزمة الأوكرانية أشهر من الصراع والتهديدات بين موسكو والغرب

  • مصادر: روسيا قد تستخدم المرتزقة لزرع الفتنة وشل أوكرانيا
  • التوغل الروسي في أوكرانيا يمكن أن تسبقه حرب معلومات
  • القوات الروسية تحتشد على حدود أوكرانيا ما يزيد من التوتر

تزداد المخاوف يوما بعد يوم من غزو روسي محتمل لأوكرانيا على الرغم من المساعي الدولية لتفادي التصعيد العسكري. ميدانيا، حشدت كل من روسيا وأوكرانيا قواتهما العسكرية على الحدود وعزز حلف شمال الأطلسي دفاعاته في أوروبا الشرقية ووضع قواته في حالة تأهب.
ثلاثة مصادر أمنية غربية كبيرة قالت لرويتر إن المرتزقة الروس المرتبطين بأجهزة الأمن والاستخبارات الروسية عززوا وجودهم في أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار مخاوف بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن روسيا قد تحاول إيجاد ذريعة للغزو.

وقالوا إن مخاوفهم زادت في الأسابيع الأخيرة من أن التوغل الروسي في أوكرانيا يمكن أن تسبقه حرب معلومات وهجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا مثل شبكات الكهرباء والغاز، بحسب ما نقلت “رويترز”.

وقالت المصادر إن روسيا قد تستخدم المرتزقة لزرع الفتنة وشل أوكرانيا، من خلال الاغتيالات المستهدفة واستخدام أسلحة متخصصة.

وقال مصدر أمني غربي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “من المرجح أن يكون المرتزقة الروس، بتوجيه من الدولة الروسية ،متورطين في أعمال عدائية في أوكرانيا بما في ذلك على الأرجح إيجاد ذريعة لغزو”.

وقالت المصادر الأمنية الغربية إن المرتزقة يتبعون شركات عسكرية روسية خاصة تربطها علاقات وثيقة بجهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، ووكالة المخابرات العسكرية الروسية (GRU).

من بين أولئك الذين تم إرسالهم في الأسابيع الأخيرة ضابط سابق عمل أيضا في مجموعة مرتزقة “فاغنر”، الذي قالت مصادر الوكالة إنه ذهب إلى دونيتسك، إحدى منطقتين بشرق أوكرانيا يسيطر عليهما الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014.

وقالت المصادر إن مجموعات المرتزقة الروسية زودوا الميليشيات الموالية لروسيا بالأسلحة ودربوا أفراد العمليات الخاصة في شرق أوكرانيا.

وأوضحت أن عددا من عناصر “فاغنر” ذهبوا إلى الحدود الأوكرانية، بعد تدريبهم في قاعدة “جي آر يو” بالقرب من مدينة كراسنودار بجنوب روسيا، وأن مجموعات مرتزقة روسية أخرى مرتبطة بجهازي الأمن المذكورين زادا أنشطتهما في أوكرانيا منذ بداية العام.

وأعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها أن تستخدم روسيا المرتزقة وقوات العمليات الخاصة وتقنيات حرب المنطقة الرمادية الأخرى لنزع الشرعية عن كييف قبل الغزو، وفق مصادر رويترز.

وتسري تكهنات بأن روسيا باتت قريبة من التحرك لغزو أوكرانيا ويرى محللون أن التحركات العسكرية الروسية يمكنها دعم منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، اللتان يقاتلان الجيش الأوكراني منذ 2014، إذ تعزز روسيا تواجدها العسكري شرق أوكرانيا، مما يجعل شرق البلاد أسهل المواقع لبدء الغزو.

وكشفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية، عن صورًا بالأقمار الصناعية حصلت عليها من الشركة الأمريكية “ماكسار” المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء، تظهر نقل معدات عسكرية بينها دبابات ومدفعية ومدرعات روسية، من قاعدة “يلينا” العسكرية، إلى الحدود الأوكرانية، في الأيام الأخيرة.

روسيا

تُظهر صورة الأقمار الصناعية التي نشرتها Maxar Technologies نظرة أقرب لنشر طائرات مقاتلة جديدة من طراز SU-34 في قاعدة بريمورسكو أختارسك الجوية في كراسنودار كراي ، روسيا في 13 فبراير 2022. (الصورة من مصادر مختلفة / وكالة الصحافة الفرنسية)

تدريبات أوكرانية على بعد 30 كيلومترا من شبه جزيرة القرم

كما أجرى الجيش الأوكراني مناورات عسكرية في منطقة خيرسون شمال شبه جزيرة القرم. وشاركت في التدريبات وحدات من وزارة الداخلية والشرطة الوطنية والحرس الوطني وحرس الحدود، وبحضور من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

في حين تتركز القوات الروسية بالفعل بالقرب من الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية مع أوكرانيا. ولا تزال هناك خطوات إضافية قبل بدء العملية، ولكن التدريبات والمناورات بالذخيرة الحية التي تجري حاليا ووصول الوحدات اللوجستية تدل على وجود قوة تستعد للعمل.

وبغض النظر عما إذا كانت روسيا تختار توغلا محدودا أكثر أو هجوما أوسع نطاقا، فإن العواقب التي تواجهها من الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها يجب أن تكون غير مسبوقة، كما حذرت إدارة بايدن سابقا من أنها ستكون كذلك.