إثيوبيا تؤكد أنها لن تتراجع في “الحرب الوجودية” ضد متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي والمتمردين يعلنون قرب سيطرتهم على أديس أبابا

  • أعلن المتمردون خلال عطلة نهاية الأسبوع سيطرتهم على مدن استراتيجية عدة في أمهرة
  • إثيوبيا ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان
  • تؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 400 ألف شخص باتوا على شفير المجاعة في تيغراي

أعلنت الحكومة الإثيوبية الخميس أنها أوشكت على الانتصار في حربها المستمرة منذ عام ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، وتعهدت بمواصلة القتال، في رفض واضح للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

بعد سنة يوما بيوم على إرسال الجيش الفدرالي إلى إقليم تيغراي في أقصى شمال إثيوبيا، قلب المتمردون في جبهة تحرير شعب تيغراي الوضع وأكدوا أنهم باتوا على مسافة مئات الكيلومترات من أديس أبابا.

وأعلن المتمردون خلال عطلة نهاية الأسبوع سيطرتهم على مدن استراتيجية عدة في أمهرة حيث حققوا تقدما بعدما استولوا على كامل مناطق إقليم تيغراي في حزيران/يونيو. وهم أكدوا الأربعاء أنهم سيطروا على بلدة كيميسي على مسافة 325 كيلومترا شمال العاصمة الإثيوبية.

وقال ناطق باسم جبهة تحرير شعب تيغراي إن متمردي تيغراي انضموا إلى مقاتلي جيش تحرير أورومو وهو مجموعة متمردة تابعة لاتينة أورومو وتحالفوا معهم. وقال ناطق باسم جيش تحرير أورومو إن أديس أبابا قد تسقط في غضون أسابيع.

وكتب مكتب اتصالات الحكومة الاثيوبية على فيسبوك بعد تقدم المتمردين نحو العاصمة أن “هذه ليست دولة تنهار تحت الدعاية الأجنبية! نحن نخوض حربا وجودية!”.

وجاء في بيان الحكومة “جرذ يبتعد عن جحره أصبح أقرب إلى الموت” في إشارة على ما يبدو إلى هجمات جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقدمت بشكل كبير إلى ما وراء منطقة تيغراي الواقعة في أقصى الشمال في الأشهر الأخيرة.

وأضاف “شعبنا الذي يدرك أننا في الفصل الأخير من إنقاذ اثيوبيا، يجب ان يواصل نضاله البطولي”.

إثيوبيا ثاني أكبر دولة في إفريقيا تعدادا

وإثيوبيا ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان (أكثر من 110 ملايين نسمة) هي عبارة عن مجموعة مختلفة من الشعوب المتحدة في نظام يعرف باسم “الفدرالية الإتنية”.

وفي واشنطن أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحافيين أنّ الولايات المتّحدة “تشعر بقلق عميق” إزاء الوضع الراهن و”تطالب جميع الأطراف بإنهاء الأعمال العدائية على الفور، بما في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير تيغري والحكومة الإثيوبية”.

وافق البرلمان في وقت سابق الخميس على حال طوارئ مدتها ستة أشهر قد تمكّن المسؤولين من تجنيد “أي مواطن في سن التجنيد لديه أسلحة”، فيما طلبت سلطات العاصمة من سكانها تنظيم صفوفهم للدفاع عن المدينة.

وقال كبير المحلّلين في الشؤون الإثيوبية في مجموعة الأزمات الدولية وليام دايفيسون “بعد عام من الحرب، وصل الصراع الإثيوبي إلى مرحلة خطيرة جدا، ولم يظهر أي طرف بوادر تراجع”.

وكان أبيي أحمد أعلن الانتصار في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بعدما أوفد جيشه إلى إقليم تيغراي لإطاحة السلطات المنشقة المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي بعدما اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية فدرالية.

لكن في حزيران/يونيو الماضي، استعاد مقاتلون موالون للجبهة الجزء الأكبر من المنطقة وواصلوا هجومهم في إقليمي عفر وأمهرة المجاورين.

ويثير تقدم المتمردين قلق المجتمع الدولي.

حذرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو اس إيد) الخميس من أن زحف المتمردين باتجاه العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قد يفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلا بعد سنة على بدء نزاع ينهش شمال البلاد.

وقال مسؤول كبير في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الخميس إن “أي زحف باتجاه أديس أبابا سيزيد من عمليات نزوح السكان وارتفاع في الحالات وتفاقم معاناة الشعب الإثيوبي”.

وأضاف “سيزيد ذلك بالتأكيد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وتعقيدات إيصال هذه المساعدات”.

وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 400 ألف شخص باتوا على شفير المجاعة في تيغراي الخاضع لحصار “بحكم الأمر الواقع”.

وتتبادل الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي الاتهامات بعرقلة نقل المساعدات وبتجويع السكان.

إلا أن مسؤول الوكالة الأمريكية اعتبر الخميس ان الحكومة تشن في تيغراي “عملية العرقلة الإنسانية الفاضحة الأكبر في العالم”.

وأوضح أنه “لم تدخل تقريبا أي كمية من الوقود والأموال النقدية والأدوية والإمدادات الطبية منذ أشهر ما يرغم المنظمات الإنسانية إلى خفض برامجها أو وقفها كليا”.

وفي الأسبوعين الأخيرين لم تصل أي مساعدة إنسانية إلى إقليم تيغراي على ما أكد المسؤول نفسه مشددا على أن الحاجات ستزداد في عفر وأمهرة حيث يفر مئات آلاف الأشخاص من المعارك.

اضطرابات مدنية وأعمال عنف اتنية

وصل الخميس جيفري فلتمان المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الإفريقي إلى إثيوبيا في محاولة لإيجاد حل سلمي للنزاع.

وأعلنت سفارة الولايات المتحدة الخميس أنها ستسمح بالمغادرة الطوعية لغالبية طاقمها ونصحت بعدم زيارة إثيوبيا مرجحة حصول “تصعيد جديد” واحتمال وقوع اضطرابات مدنية وأعمال عنف اتنية”.

ولا يزال منشور لأبيي أحمد وجهه الأربعاء ويتوعد فيه “بدفن العدو بدمنا وعظامنا وبرفع عزة الإثيوبيين” متوافرا عبر الانترنت.

من جانبها، نصحت السفارة البريطانية مواطنيها بـ”السعي إلى المغادرة” في الرحلات التجارية المتاحة.

وجدد الاتحاد الأوروبي دعواته إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات مقدرا أن “التصعيد الأخير  يهدد لجرّ البلاد إلى مزيد من الانقسامات والنزاعات المسلحة الأوسع و مفاقمة وضع السكان”.