دبلوماسية اللقاحات الصينية.. نهجٌ خبيث لتكريس السيطرة

برز في الآونة الأخيرة مصطلح “دبلوماسية اللقاحات الصينية” في ظل تفشي فيروس “كورونا” حول العالم.

وفعلياً، فإن أفضل فرصة للبشرية للتغلب على الفيروس وتحسن نشاط الاقتصاد العالمي، هي طرح اللقاحات في جميع أنحاء العالم بنفس الوقت.

وحاولت الصين مؤخراً أن تروّج لتلك الدبلوماسية، كما أنها تسعى إلى السيطرة على الدول الأخرى من خلال لقاحاتها، وهذا أمرٌ يؤكد على الكثير من الخبراء.

ومؤخراً، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكيّة أن “دبلوماسية اللقاحات الصينية تواجه قيوداً ونقصاً في الثقة، وذلك بسبب افتقار بكين للشفافية في تجاربها السريرية لهذه اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

أثارت تصريحات أخيرة لمدير المراكز الصينية للسيطرة على الأمراض، جاو فو، جدلاً كبيراً في الأوساط العالمية بشأن لقاحات كورونا الصينية. 

صورة تظهر جرعات من لقاح “كورونا” الصيني “سينوفارم”. المصدر: getty

وكان لقاحا فيروس “كورونا” الصينيان “سينوفاك” و”سينوفارم” قد خضعا للتجارب السريرية العام الماضي، إلا أنه في الواقع، فإن ما زال من غير الواضح سبب عدم نشر بيانات تلك الدراسات.

وإزاء ذلك، فإن الخبراء يطرحون جملة من الأسئلة بشأن هذا الأمر، كما أن ذلك يترافق مع شكوك عديدة.

وقالت خبيرة الشؤون الصينية في معهد “لووي” الأسترالي ناتاشا قسام إن “قلة الشفافية في النظام الصيني أدت إلى تلقيح آلاف الأشخاص حتى الآن من غير أن تنشر بيانات التجارب السريرية”.

من جانبها، قالت الدكتورة سيلين جريزي الأكاديمية والباحثة بالجيوبوليت ان دبلوماسية اللقاح التي تتبعها الصين تأتي لتضع قدم لها في البلدان النامية بالاضافة الى رغبتها في منافسة الدول الكبرى وخاصة أوروبا والولايات المتحدة.

واضافت جريزي خلال لقاء مع أخبار الآن ان الصين تعتمد سياسة اللقاحات مقابل ثروات البلدان.

 

 

وفي الواقع، فإن الصين تعمد إلى طرح لقاحاتها في الدول النامية، في حين أن الدول الأكثر ثراء لجأت إلى اللقاحات الأكثر فعالية التي تصنعها شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية “موديرنا” و شركة الأدوية الأمريكية “فايزر” بالتعاون مع شركة “بيونتيك” الألمانية.

وتحاول الصين الدخول إلى الدول إلى الأخرى من بوابة اللقاحات للسيطرة عليها، كما أنها تسعى لتكرس نفسها على أن “البطلة” في عالم يحتاج إلى اللقاحات للعودة إلى الحياة الطبيعية.

واليوم، فإن الصين من خلال “دبلوماسية اللقاحات” تحاول إصلاح صورتها في العالم على قاعدة أن “ما أفسدته مع كورونا بالدرجة الأولى ستقوم بإصلاحه من جديد”، في وقتٍ تتطلع فيه إلى تعزيز نفوذها حول العالم وتسوية الخلافات الجيوسياسية.

وقالت الدكتورة سيلين جريزي الأكاديمية والباحثة بالجيوبوليت ان طريقة تغلغل الصين في العالم ليست صحية أبداً، حيث تقوم بالدخول الى مفاصل الدول الاقتصادية والسياسية وتتدخل في سيادتها عن طريق ما يسمى الدبلوماسية الناعمة.

واضافت جريزي خلال لقاء مع أخبار الآن ان الصين تبحث عن مقايضة اللقاحات بمكاسبة سياسية واقتصادية.

 

 

 

ومع هذا، فإن الهدف الأساسي الذي تضعه الصين أمامها هو تحقيق الأرباح الاقتصادية، وفعلياً فإن الاعتبارات الاقتصادية لا تغيب عن النهج الصيني المتمثل بـ”دبلوماسية اللقاحات”.

 

من جهته أكد استاذ العلوم السياسية في العاصمة الأمريكية واشنطن نبيل ميخائيل ان الصين تريد النفوذ السياسي مصحوبا بتقديم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مشيرا خلال اتصال مع أخبار_الآن ان الولايات المتحدة لن تسلم الابحاث الخاصة بفيروس كورونا بسهولة.

 

 

 

وحتى لو لم تتمكن الصين من الاستحواذ على أكثر من 15% من سوق اللقاحات في الدول الفقيرة، فهذا سيدر عليها مبيعات إجمالية بقيمة 2,47 مليار يورو، وفق حسابات مكتب “إيسنس سيكيوريتيز” للتداول في البورصة في هونغ كونغ.

شاهد أيضاً: مندوزا: دبلوماسية اللقاح هي مشكلة خطيرة حول العالم