الصين تنتهك قرارات مجلس الامن وتساعد في تهريب النفط إلى كوريا الشمالية

 

انتقلت ناقلة النفط “نيو كونك” New Konk، في يناير/كانون الثاني المضي تحت اسم مزيف، إلى أحد أحواض صيانة السفن في مقاطعة فوجيان الصينية لإجراء إصلاحات. وهي ممارسة خادعة غالباً ما تُستخدم لإخفاء منشأ السفينة، حيث صنفتها الأمم المتحدة في أوائل عام 2020 على أنها إحدى السفن التي تستخدم لنقل وتسليم النفط بطريقة غير مشروعة إلى كوريا الشمالية. ورغم ذلك، لم تصادر السلطات الصينية السفينةَ ولم تبلّغ عنها.

الصين تساعد بتهريب النفط إلى كورونا الشمالية

وبذلك تكون الصين قد سمحت لسفينة “نيو كونك” وناقلات مماثلة لاستخدام بنيتها التحتية ومياهها الإقليمية لتهريب النفط إلى كوريا الشمالية، متغاضية عن العقوبات الدولية المفروضة عليها. على الرغم من ان الصين أيّدت قرار مجلس الأمن الدولي بتقييد واردات كوريا الشمالية من الوقود حيث يستخدم لتشغيل برنامجها النووي وصواريخها الباليستية.

 

بهذه الطريقة.. الصين تُساعد بتهريب النفط سراً إلى كوريا الشمالية

صورة توضيحية تُظهر ناقلة نفط. المصدر: تويتر

كوريا الشمالية توسع بنيتها التحتية النفطية

خلال العام الماضي، قامت كوريا الشمالية بتوسيع بنيتها التحتية النفطية، إذ بدأت ببناء محطة نفط جديدة في ميناء كوري شمالي، وهو الموقع الذي تقوم الصين بنقل النفط اليه.

ووفقاً لتقديرات بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، فقد تجاوزت الصين الحد الأقصى السنوي المسموح لها من إمدادات النفط، عند 500 ألف برميل سنوياً، منذ  1 يناير/كانون الثاني 2018.

حوض بناء السفن كشف السر

ووفقاً لصور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها صحيفة The New York Times بواسطة شركة Planet Labs يتبيّن ان السفينة “نيو كونك” كانت في مدينة نينغده الساحلية، الواقعة في شرق الصين، في 1 يناير/كانون الثاني 2021.

الصورتان، اللتان تم التقاطهما بفارق ساعتين تقريباً، تُظهران السفينة “نيو كونك” وقد انتقلت إلى منطقة الحوض الجاف من حوض بناء السفن، وهي المنطقة التي تستخدم لإصلاح وصيانة السفن.

وبالاستناد الى هذه الصور يمكن القول أن الصين تجاهلت بعض توصيات لجنة عقوبات كوريا الشمالية التابعة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، والتي شملت حظر استخدام الموانئ العالمية.

وقال هيو غريفيث، المنسق السابق في اللجنة: “إن لجنة الأمم المتحدة أبلغت مجلس الأمن عن السفينة (نيو كونك)، وقبلت الصين التقريرَ، لكنها مع ذلك سمحت لهذه السفينة، الموصى بأن تُحظر عن استخدام الموانئ العالمية، بدخول أحواض بناء السفن الصينية لإصلاحها. هذه ليست استجابة جيدة”.

 

 

يظهر كذلك الدعم الصيني لسفن وناقلات كوريا الشمالية في منطقة خليج سانشا، الذي يقع على بعد 48 كيلومتراً جنوب شرق حوض السفن في نينغده. ومن ثم، فقد أصبحت المنطقة قاعدة رئيسية لناقلات النفط المرتبطة بكوريا الشمالية.

وتُظهر صور أقمار صناعية من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، فحصها “المعهد الملكي للخدمات المتحدة” (RUSI) البريطاني، ناقلات النفط التي أدرجتها الأمم المتحدة علناً في قوائم السفن التي توفر النفط بطريقة غير مشروعة للموانئ أو الناقلات في كوريا الشمالية. كما يظهر في الصور الملتقطة أيضاً قارب تابع للبحرية الصينية، وهو يقوم على ما يبدو بدوريات في المنطقة.

إحدى السفن التي شوهدت في صور الأقمار الصناعية في خليج سانشا هي السفينة “يوك تونغ” Yuk Tung، وهي سفينة أدرجها مجلس الأمن في القائمة السوداء في مارس/آذار 2018. بالإضافة إلى سفنية “دياموند 8″، وهي سفينة.

يقول غريفيث: “توصيات لجنة الأمم المتحدة والصور الفوتوغرافية وصور الأقمار الصناعية توفر أسباباً معقولة للاعتقاد بأن هذه السفن انتهكت القرارات الدولية. لكن في الوقت الحالي، تمنح الصين مثل هذه السفن ملاذاً آمناً”.

ومع ذلك، يشير فحص New York Times لصور الأقمار الصناعية أن السفينة كانت راسيةً في المياه الصينية منذ يناير/كانون الثاني 2020، وقد رفضت السلطات

قدمت السلطات الصينية تعليقاً مقتبساً من بيان صحفي صادر بتاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول من المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، والذي دعت فيه الصين مجلسَ الأمن التابع للأمم المتحدة إلى بدء “المناقشات حول إلغاء العقوبات” المفروضة على كوريا الشمالية.

ومن ناحيته، رفض متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة التعليقَ على تفاصيل النتائج التي توصلت إليها الصحيفة الأمريكية، لكنه ذكر أننا “نتوقع من أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يكونوا قدوة يُحتذى بها” في تنفيذ قراراته.

 

سوريا… سنوات الصراع والحرب قضت على معالم أثرية عريقة

لم تغيّر عشر سنوات من الحرب وجه سوريا عبر تدمير حاضرها وتهديد مستقبل شعبها فحسب، بل أتت على معالم أثرية عريقة وقضت على تراث رمزي ثمين من دون رجعة.