لم يبدل الإنقلاب العسكري في ميانمار شيئاً من نظرة الروهينغا  الذين ينتشرون في المخيّمات في بنغلادش، بل على العكس لقد زاد هذا التطور الطين بلة، لا سيما وأن تاريخ الحجيش في ميانمار ليس مشرّقأً وفق ما يقول اللاجئون الذين التقاهم مراسل “أخبار الآن” في مخيّم حكيم بارا (المخيم 14)، حيث يعيش أكثر من 50 ألف نسمة.

مخاوف الروهنغا في الشتات لم تكن فقط على أنفسهم وعدم قدرتهم على العودة، بل على من تبقى في ميانمار في ظل استيلاء الجبيش على السلطة. وفي هذا السياق، كانت أبدت الأمم المتحدة خشيتها من أن يفاقم انقلاب ميانمار أزمة نحو 600 ألف من الروهينغا المسلمين لا يزالون في البلاد.

“أتمنى أن أزور قبر والديّ في ميانمار ولو لمرّة واحدة”

ويقول عبد السلام (40 عاماً ): “نحن الروهينغا مواطنون من ميانمار نعيش في بنغلاديش كلاجئين، لكن بنغلاديش ليست أرضنا، إنّهم يريدون إبقاءنا في اللجوء لفترة طويلة”. وأضاف: “لقد شعرنا بالسعادة والأمل عندما سمعنا الأخبار حول إعادتنا إلى الوطن الشهر الماضي، لأنّنا لا نريد البقاء هنا حتى لثوانٍ، نريدُ فقط العودة إلى بلدِنا لكن منذ أن سمعت عن الانقلاب العسكري في ميانمار، فقدت الأمل للعودة إلى وطني”.

وتابع عبد السلام: “لقد فقدت والديّ ودفنتهما في ميانمار، وأتمنى أن أزورهما ولو لمرّة واحدة، أعتقد أنّني سأموت هنا من دون أن أرى مقبرة والديّ، فقدنا كلّ شيء، هم لا يشعرون ماذا نعاني نحن، هذا الانسلاخ موجع للغاية. إنّ ميانمار هي بالنسبة لنا بلادُنا وأرضاً القيّمة جدّاً، رغم أنّ شعبَها لا يحبُّنا. لا أعرف علينا أن نعملَ جميعاً من أجل إحلال السلام في بلدنا”.

مخاوف على روهينغا الداخل

من جهته، يقول سيف أحمد (25 عاماً): “إنّنا حزينون للغاية وقلقون بشأن الانقلابِ العسكري في الأول من فبراير. نحن نعيشُ كلاجئين فقط بسببِ جيشِ ميانمار، لقد قتلوا شعبنا واغتصبوا نساءنا وفتياتِنا. لذلك، نحن قلقون للغاية لأن العودةَ إلى الوطن لن تتمَ طالما أنّ السلطة في أيدِيهم، إذا احتفظَ الجيش بالسلطة، فسيكونُ من الصعبِ للغاية ضمان السلامِ والديمقراطيةِ في ميانمار. نشعرُ أيضاً بالخوفِ على شعبِنا الذي لا يزالُ في ميانمار، نعلمُ أنّهم قد يواجهون العديدَ من المواقفِ الخطيرة خلالَ هذا الانقلاب العسكري.

اللاجئون الروهينغا يفقدون أيّ أمل بالعودة إلى الوطن بعد انقلاب ميانمار

ويضيف: “يحاولُ الجيشُ الاحتفاظَ بالسلطةِ منذ سبعين عاماً، ولذلك وضعَ دستوراً في العام ألفين وثمانية يصبُّ في صالِحِه، وقد أخذوا أصواتَ الناس بالقوّة. إنّنا ندعو المجتمعَ الدولي والأممَ المتحدة والمحكمةَ الجنائية الدولية ومحكمةَ العدل الدولية، للضغطِ على الجيش وإلغاءِ دستورِ عامَ ألفين وثمانية لإرساءِ الديمقراطيةِ في البلاد ومنحِ الحقوق لكلِّ أقلية، كما نحتاج لأن يكون هناك ضغطٌ من أجل تسليمِ السلطة إلى حكومةٍ مدنية. إنّ شعبَ ميانمار مدعوٌ لأن يقفَ جنباً إلى جنب، لأنّ البلاد في خطر”.

لا يمكن نسيان ما فعلَهُ الجيش ضدّ الروهينجا عامي 2016 و2017  

ضياء بول هوك (27 عاماً) يقول: “بصفتي شاباً من الروهينجا، أشعرُ بقلقٍ عميق حيال الانقلاب العسكري في ميانمار. لا يمكننا أن ننسى ما فعلَهُ الجيش ضدّ الروهينجا عامي 2016 و2017. إنّنا نشعرُ بالقلق حيالَ ما إذا كان الجيش سيرتكبُ مرةً أخرى، الإبادةَ الجماعية نفسَها ضدّ الأقليات الأخرى في ميانمار”.

اللاجئون الروهينغا يفقدون أيّ أمل بالعودة إلى الوطن بعد انقلاب ميانمار

ويشير إلى أنّ “جيش ميانمار يسيءُ وينتهكُ ويعذبُ ليسَ الأقليةَ فحسب، بل يستهدفُ الأغلبيةَ أيضاً في بعضِ الأحيان، لذلك نحن نخشى العسكريين لأنهُم يضطهدون المدنيين دائماً”. ويختم: “نودُّ أن يتوحدَ كلُّ شعب ميانمار في هذا الوقت العصيب، إنَّ وضعنا سيئٌ في ميانمار وفي مخيماتِ الشتاتِ واللجوء\ وسيزدادُ سوءاً إذا لم نتمكنْ من الاتحادِ لمواجهةِ الاضطهادِ والتعذيب”.

إقرأ أيضاً

الروهينغا في مخيم نايابارا.. مبيت في العراء والحريق فاقم المأساة وأنهى حتّى أحلامهم البائسة