في أنتويرب، بلجيكا، ينتظر الحكم ضدّ الديبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي (48 عاماً) صدوره في الساعات القليلة المقبلة بفارغ الصبر… وهو يُحاكم وثلاثة آخرون، رجلان وإمرأة، بتهمة محاولة الهجوم بالقنابل على مسيرة إيرانية بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، في 30 يونيو العام 2018.

في ذلك اليوم، كان نحو 25 ألف شخص يحضرون في مركز المعارض في فيلبينت، بما في ذلك جون بولتون ورودي جولياني وإنجريد بيتانكورت. ويبدو أنّ الهدف الرئيسي كان تفجير تجمع لمعارضين إيرانيين.

في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، طالب المدّعون العامّون في أنتويرب بالسجن 20 عاماً لأسدي، الذي اعتبر “المهندس” الذي خطّط لهذا التفجير بصفته ديبلوماسياً متمركزاً في فيينا، إذ قام بتسليم عبوّة ناسفة تمّ نقلها جواً من طهران إلى لاجئين إيرانيين يعيشون في بلجيكا في مدينة لوكسمبورغ في 28 يونيو العام 2018.

أمير سعدوني (40 عاماً) وزوجته نسيمه نعمي (36 عاماً)، عاشا لأكثر من 10 سنوات على ما يبدو “كخلية نائمة” تابعة لجهاز المخابرات الإيراني في بلدية ويلريجك، بالقرب من أنتويرب، إلى حيث كان سعدوني قد فرّ من طهران في العام 2003، وكان ناشطًا مع جماعات المعارضة الإيرانية في بلجيكا. أمّا نعمي فقد كانت انتقلت إلى بلجيكا في العام 2007، وتزوجت من سعدوني بعد ذلك بفترة قصيرة.

الشرطة البلجيكية أوقفت الزوجين بالقرب من بروكسل في “يوم التفجير المقرر”، وذلك أثناء توجههما إلى باريس، وهما يواجهان الآن حكماً بالسجن لـ18 عاماً، فيما يواجه المتهم الرابع مهرداد عارفاني (57 عاماً) حكماً في السجن لـ15 عاماً.

وخلال المحاكمة، كان رفض أسد الله الأسدي مغادرة زنزانته محتمياً بحصانته الديبلوماسية. وقال شاهين غوبادي، المتحدث الصحافي باسم “مجاهدي خلق”: “كونك ديبلوماسياً لا يمنحك الحق في تنظيم التفجيرات”.. وكان عشرات المعارضين الإيرانيين حاضرين أثناء مداولات هذه المحاكمة.

“إيران تقف وراء الهجوم”

وقد تمّ القبض على سعدوني ونعمي في بروكسل بينما تمّ القبض على عارفاني على الفور في فيلبينت، وأسدي في اليوم التالي بالقرب من فرانكفورت، وقد قُدِّم الأخيران في المحاكمة بصفتهما عميلين للمخابرات الإيرانية. وقد جاء في وثيقة أمن الدولة البلجيكية، الصادرة عن مكتب المدعي العام الفيدرالي وتمّت تلاوتها أثناء المحاكمة، أن “مشروع الهجوم تم التخطيط له من قبل إيران وبدافع منها.. وأنّ الأمر لم يكن مبادرة شخصية من الأسدي”.

وتستحوذ المحاكمة في أنتويرب على الكثير من الإهتمام، خصوصاً أنّ طهران أصدرت حُكماً على العالم الإيراني والمحاضر الضيف في “جامعة بروكسل الحرّة” أحمد رضا جلالي بالإعدام بتهمة التجسس في العام 2017. كما أنّه قبل بدء المحاكمة بقليل، تمّ عزله، الأمر الذي كان يُنظر إليه على أنّه علامة محتملة لتنفيذ عملية إعدام وشيكة.

أمّا في بلجيكا، فقد كان هناك الكثير من التكهنات حول إمكانية تبادل الأسرى… وقد يؤثر الحكم المتوقع اليوم على مسار التشاور الديبلوماسي.