أخبار الآن | شينجيانغ – الصين

أظهر تقرير جديد عن سياسات الحكومة الصينية تجاه الأقليات, كيف يجبر الحزب الشيوعي الصيني أقلية الإيغور على الخضوع لعمليات تعقيم وإجهاض وتحديد النسل.

وفي ظل الحرب التي يشنها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على الإيغور، أجبرت المستشفيات في إقليم شينجيانغ شمال غرب الصين ، على القيام بعمليات إجهاض وقتل الأطفال حديثي الولادة, بحجة أن العدد يتعدى حدود تنظيم الأسرة ، وفقًا لطبيبة توليد من الأيغور ومصادر أخرى.

حسيت عبد الله، عملت في مستشفيات عدة في شينجيانغ على مدار 15 عامًا ، بما في ذلك مستشفى شينجيانغ لطب الأيغور التقليدي.

أخبرت عبد الله مؤخرًا  إذاعة آسيا الحرة كيف طبقت أجنحة الولادة في المستشفيات أوامر الحزب الشيوعي الصيني حول سياسات تنظيم الأسرة، والتي تقيد الأيغور والأقليات العرقية الأخرى بثلاثة أطفال فقط في المناطق الريفية واثنين في المراكز الحضرية. ويجري تنفيذ قيود الحكومة الصينية التي تطلب من النساء الأيغوريات، المباعدة بين فترات الحمل لمدة ثلاث سنوات على الأقل بحسب ما قالت الطبيبة.

ووفقًا لعبدالله ، يوجد في كل مستشفى في المنطقة، وحدة خاصة لتنظيم الأسرة حيث يحتفظ الموظفون هناك بسجلات أرشيفية مفصلة عن جميع حالات الحمل.

وقالت إنهم يشرفون على عمليات الإجهاض في الحالات التي لا تقوم فيها النساء بالمباعدة بين فترات الحمل، ويشرفون أيضًا على زرع لولب داخل الرحم بعد الحمل.

أضافت أنه أمر تم إصداره من الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وتمت طباعته وتوزيعه، إذ يتم تغريم المستشفيات إذا لم تمتثل، لذا فهي مجبرة على تنفيذ ذلك بالطبع “.

وتأتي تصريحات الطبيبة، في أعقاب تقرير صدر في 29 يونيو، مفاده أن هناك زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة في عدد عمليات التعقيم القسري والإجهاض التي يستهدف من خلالها الحزب الشيوعي الصيني، الأيغور في المنطقة، والتي وصفها المؤلف والباحث الألماني أدريان زينز، بأنها قد ترقى إلى مستوى حملة إبادة جماعية تقودها السلطات الصينية في إطار تعريفات الأمم المتحدة.

نساء الإيغور يخضعن لاغتصاب يومي وجماعي وحقن تمنع الحيض وتسبب العقم للرجال​​​​​​​

الصين لم تعلق على التقرير, ولكن عندما صدرت دراسة الباحث الألماني زينز حول تحديد النسل القسري في يونيو، شجبته وسائل الإعلام الرسمية ووزارة الخارجية الصينية وقالت، إن بكين تفكر في مقاضاته ” بتهمة التشهير.

إجراءات تحديد النسل

في تقريره ، قام زينز، وهو أحد أكبر الباحثين في الدراسات الصينية ، بتوثيق تدابير سيطرة الحزب الشيوعي على السكان في شينجيانغ، والتي تشمل غرامات على نساء الأيغور اللائي لديهن ثلاثة أطفال أو أكثر، واختبارات الحمل الإلزامية والفحوصات، والزرع القسري للولب الرحمي أو جراحة التعقيم.

وحدثت الزيادة الحادة في سياسات الحد القسري الذي يفرضه الحزب الشيوعي الصيني على السكان، والتي قال التقرير، إنها أدت إلى انخفاض بنسبة 84 في المائة في معدل المواليد في اثنتين من محافظات الأيغور ذات الأغلبية المسلمة بين عامي 2015 و 2018 ، بالتزامن مع حملة الصين للسجن الجماعي للأيغور التي أطلقت في المنطقة في أبريل 2017.

ويتم احتجاز النساء اللائي يرفضن الخضوع للإجراءات في معسكرات الاعتقال، والتي يعتقد أنها تضم ​​ما يصل إلى 1.8 مليون من الأيغور والأقليات المسلمة الأخرى.

ووفقًا لتقرير صدر في 8 يونيو / حزيران على موقع شينجيانغ الإخباري الرسمي، يتم إجهاض ما معدله 8 ملايين حالة حمل “إضافية” في الصين كل عام، مضيفاً أن قرابة 10 في المائة من النساء يخضعن لعملية ثانية من هذا القبيل في حياتهن، في حين أن ما يقرب من 3 في المائة من النساء غير القادرات على إنجاب طفل ثان قد أجري لهن مثل هذا الإجهاض.

وأفاد موقع Urumqi News Online، المملوك للدولة ، بأن الرئيس السابق لتنظيم الأسرة في مستشفى شينجيانغ للنساء والأطفال في العاصمة الإقليمية أورومتشي، تشن يان تشون، قال إن المستشفى يؤدي بحد أقصى نحو 60 حالة إجهاض قسري كل يوم. وزعم أن وحدة تنظيم الأسرة في مستشفى النساء والأطفال أجرت 533 عملية إجهاض في نوفمبر 2019 وحده.

إلى ذلك، تم تأكيد سرد عبد الله لدور وحدات تنظيم الأسرة في مستشفيات شينجيانغ من قبل شهيدي يارحمت، وهي موظفة في مكتب تنظيم الأسرة في منطقة أورومتشي الجديدة من عام 1996 إلى عام 2011 والموجودة الان في هولندا.

وقالت شهيدي لإذاعة آسيا الحرة ” إنه يتعين على الناس التقدم والحصول على الموافقة قبل أن يتمكنوا من إنجاب طفل.

ويذهب كوادر القرية إلى كل منزل لفحص النساء، حتى المباني السكنية الفردية بها موظفون متخصصون في تنظيم الأسرة يبلغون المسؤولين عن أي امرأة حامل.

قوانين الحزب الشيوعي الصيني الحاكم القسرية

تحدثت إذاعة آسيا الحرة مؤخرًا، مع امرأة من الأيغور تدعى بوميريم أُجبرت على الإجهاض في عام 2004 أثناء حملها بطفلها الرابع عبر حقنة في بطنها.

وذكرت بوميريم أنها كانت تتعافى في غرفة مع نساء أخريات تم إجهاض أطفالهن بعمر سبعة وثمانية أشهر، وكذلك خلال فترة الحمل الكاملة.

حتى النساء اللواتي لا ينتهكن القيود المفروضة  على الأطفال بموجب سياسات الصين بشأن تنظيم الأسرة في شينجيانغ يُجبرن بشكل روتيني على الخضوع لإجراءات تحديد النسل ووقف الخصوبة.

وقالت امرأة رفضت الكشف عن اسمها خوفًا من الانتقام ، إنها تناولت نوعًا غير معروف من حبوب منع الحمل لأكثر من 10 سنوات، وتعتقد أن هذه الحبوب تسببت في تساقط شعرها وفقدان الذاكرة.

وأخبرت مصادر أخرى إذاعة آسيا الحرة، عن اللولب الرحمي الذي كان لا بد من إزالته جراحيًا بعد سنوات من زرعه لأنهن عانين من نزيف مهبلي حاد.

انتهاكات الحزب الشيوعي الصيني الجسيمة لحقوق الإنسان

وصفت مديرة قسم الصين في منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك، صوفي ريتشاردسون، سياسات بكين لتنظيم الأسرة في شينجيانغ بأنها “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، واقترحت أن يخضع الأطباء والمسؤولون الآخرون الذين ينفذونها لعقوبات من قبل الولايات المتحدة بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي الصادر عن الكونغرس الأمريكي لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان على النطاق العالمي.

وقالت:” أين العدالة لجميع الأيغور الذين يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان هذه؟

هدم مساجد الإيغور .. حملة الحزب الشيوعي الصيني متواصلة

وفي السياق نفسه ، فرضت إدارة ترامب في نهاية يوليو الماضي، عقوبات على منظمة اقتصادية وشبه عسكرية فريدة في منطقة شينجيانغ تدعى ( ( XPCC واثنين من مسؤوليها الحاليين والسابقين على خلفية انتهاكات في إقليم شينجيانغ.

وجاءت هذه الخطوة في أعقاب عقوبات مماثلة فرضتها واشنطن الشهر الماضي ضد العديد من كبار المسؤولين الصينيين، بما في ذلك السكرتير الإقليمي للحزب تشين كوانغو، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها واشنطن عضوًا في المكتب السياسي الصيني.

في المقابل، دعت ريتشاردسون  الحكومة الصينية الى السماح لمراقبين مستقلين في المنطقة بالتحقيق في تقارير الانتهاكات بحق الأيغور.