أخبار الآن | المملكة المتحدة – nytimes

يبدو واضحاً أنّ اسكتلندا تخطّت إنكلترا بشكل كبير في مواجهتها لأزمة فيروس “كورونا” المستجد، وقد اتبعت استراتيجية ساهمت في تقليل عدد الإصابات والوفيات بشكل كبير.

وفعلياً، فإنّه بعد خروجها من اغلاق دام لمدّة 3 أشهر، فقد بات جلياً أن استكلندا تتحرّك بحذر أكثر من انكلترا المجاورة، وهو اختلاف يعود إلى أسلوب الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستيرجن الحذر، بعكس رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون.

وفي الوقت الحالي، فإنّ نهج اسكتلندا في التعامل مع أزمة الوباء المستجد، جعلها نجمة مضيئة في بريطانيا التي أرهقها الفيروس التاجي. ويقول خبراء الصحّة العامة أنه “إذا حافظت اسكتلندا على هذا التقدم، وهو أمر كبير جداً في حال تحقق نظراً إلى حدودها المفتوحة، فإنّ القضاء على الوباء سيتحقق بحلول الخريف”. غير أن هذا الهدف يبدو “خيالياً” في إنكلترا، التي لا تزالُ تسجل يومياً مئات الحالات الجديدة وعشرات الوفيات جراء “كورونا”.

ما يحدث في إنكلترا ينعكس بشكل كبير وواضح في اسكتلندا. فهناك، 55% من الاستكلنديين يفضلون الإستقلال عن بريطانيا، لا سيما بعد أوضاع أزمة “كورونا”، وذلك وفقاً لاستطلاع حديث، مع العلم أن الحملة المؤيدة للاستقلال قبل 6 سنوات مُنيت بهزيمة بارزة. وحالياً، فإن النسبة الجديدة هذه تمثل أغلبية قويّة قال محللون أنها “تعكس التصور بأن حكومة اسكتلندا التي يقودها القوميون، تمكّنت من معالجة الأزمة بشكل أفضل من جونسون وحكومته”.

وفي 23 مارس/آذار الماضي، كانت اسكتلندا فرضت الإغلاق، وهو اليوم نفسه الذي فعلت فيه إنكلترا. غير أن الأولى رفعت القيود بشكل أكثر انتقائية، فأبقت الحانات مغلقة لأيام طويلة، كما أن الناس عليهم ارتداء أقنعة الوجه في المتاجر، وهو ما لم يحصل في انكلترا.

تقول كاتي كورين، المديرة الفنية لـ”Gilded Balloon”، وهي شركة تقدم عروضاً حية خلال مهرجان أدنبرة الذي ألغي هذا الصيف: “نحن عنيدون وصامدون لأن ستيرجن تعاملت مع الفيروس بشكل جيّد، ورأينا كيف إنكلترا تتأرجح”.

ووسط ذلك، فقد عمد معجبو ستيرجن إلى تشبيهها برئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، التي استطاعت أكثر من أي زعيم آخر الاقتراب من القضاء على الفيروس. كذلك، يصفها البعض بإنها “السياسية الرائعة”، باعتبار أنها تمارس السلطة التنفيذية بتواضع واخلاص. غير أنّ التناقض غير المعلن هو بين ستيرجن وجونسون، الذي كان يبدو في كثير من الأحيان مُتردداً في تقديم أخبار سيئة. وتقول كورين أنّ “الرجال يحبون أن يكونوا مشهورين. أما بالنسبة للمرأة، فالأمر لا يتعلق بالأنا”.

ولذلك، فإن الأمر ليس بعيداً أبداً عن السياسة. ففي اسكتلندا، فإنّ الحزب القومي الذي تترأسه ستيرجن، ملتزم بالاستقلال عن إنكلترا والعودة إلى الاتحاد الأوروبي. وبما أنّ ستيرجن “انحرفت” بعيداً عن مسار الحكومة البريطانية، وهي عملية خرجت إلى العلن في أواخر شهر مايو/أيار الماضي عندما تمسّكت بشعار “ابق في المنزل” ورفضت “إبق متأهباً” الذي أطلقه جونسون، فإنّ ذلك يعني ان اسكتلندا يمكنها المضي والاستمرار وحدها.

وبموجب شروط الحكم الذاتي المحدود في المملكة المتحدة، فإنّ السلطات الاسكتلندية مسؤولة عن أمور مثل الصحة والتعليم، في حين تتعامل الحكومة البريطانية مع الهجرة والسياسة الخارجية، والأهم من ذلك، حزم الإنقاذ المالي لحماية أولئك الذين فقدوا وظائفهم خلال الإغلاق الكامل.

وعلى مدى الأشهر الـ3 الماضية، فقد طرحت ستيرجن أفكاراً قويّة حول كيفية مكافحة الوباء، إذ قامت بدعوة مجموعة من المستشارين العلميين المستقلين عن لجنة الحكومة البريطانية، واستشاروا مسؤول صحة ألماني للحصول على أفضل الممارسات والإجراءات، وهو ما يعني رفضاً واضحاً لنهج رئيس الوزراء البريطاني. وهنا، يقول ديفي سريدهار، الباحث في جامعة إدنبره، إلى أن “البلدين اتبعا نهجاً مختلفاً جذرياً منذ البداية: كانت أولوية إنكلترا هي منع المستشفيات من تجاوز طاقتها، بينما كانت اسكتلندا تركز على دفع الإصابات بالفيروس إلى الصفر”. ومع كل هذا، فإن التقييمات بالنسبة لستيرجن ارتفعت كثيراً، بينما انخفضت تقييمات جونسون، وهو الأمر الذي قد يشجعها للضغط عليه للسماح باستفتاء جديد بشأن الاستقلال، وهو أمر استبعده حتى الآن.

 

عالمة فيروسات صينية فرت لأمريكا تحكي قصة تستر الصين على كورونا

فجرت عالمة صينية فرت قبل أشهر قليلة من هونغ كونغ خوفاً من ملاحقتها من قبل السلطات الصينية، مفاجأة حول تفاصيل ظهور فيروس كورونا في ديسمبر الماضي، مؤكدة أن السلطات تسترت بشكل متعمد حول الملف، مضيفة أن رؤساءها حاولوا إسكاتها حين نبهتهم في بداية ظهور الوباء.

https://youtu.be/M8_odYkiWbs

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

طلب غريب من سلطات كوريا الشمالية لجنودها وأسرهم