أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غيث حدادين)

لا يزال الغموض يحيط بتفاصيل تفجيرين وقعا خلال أقل من أسبوع في موقعين عسكريين إيرانيين مهمين، وهو ما يفتح الباب أمام الكثير من التساؤلات حول قدرات إيران على حماية منشآتها رغم إنفاقها الكثير من الأموال على موازنة البلاد العسكرية وتمويل ميليشياتها في دول الجوار.

وتظهر الموازنة السنوية للعام الإيراني الجديد الذي بدأ في 21 آذار (مارس) الماضي، أن الإنفاق العسكري والانفاق على مؤسسات تصدير الثورة، ومنها المعاهد الدينية، أخذت حصة كبيرة.

ولا تزال تفاصيل الحادث الذي وقع الخميس الماضي في مجمع نطنز النووي غير معروفة، وسط تقارير متضاربة عن عمل تخريبي من الداخل واستهداف بطائرات من دون طيار (درون) أو وضع قنبلة، في حين تستمر السلطات الإيرانية بكشف تفاصيل الحادث، بعد إقرارها أمس الأحد بوقوع أضرار جسيمة.

وجاء حادث نطنز بعد أيام من انفجار آخر قرب منطقة بارشين، التي تضم موقع بارشين العسكري ومعامل للصناعات الدفاعية.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني رفع موازنة المؤسسات العسكرية والحوزات الدينية والمراكز الخارجية لتصدير الثورة الخمينية، بالرغم من الاحتجاجات الشعبية العام الماضي، بسبب رفع أسعار الوقود وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والتي قمعت بعنف دموي.

وتبلغ الموازنة الحالية حوالي 37 مليار دولار على أساس سعر صرف السوق الحرة للريال المرتفع أمام الدولار، و115 مليار دولار بالسعر الحكومي للدولار، خصص منها حوالي أربعة مليارات دولار ونصف المليار تقريباً لموازنة الدفاع.

وخصصت للحرس الثوري موازنة 1.5 مليار دولار تقريباً، بينما نال الجيش الإيراني مليار دولار تقريباً، وقوات الأمن الداخلي مبلغ مليار دولار أيضاً. كما حصلت ميليشيات الباسيج (التعبئة الشعبية) على حوالي 920 ألف دولار تقريباً.

يذكر أن للحرس الثوري موازنات خارجية أخرى، تأتي من خارج الحكومة ومن المؤسسات المالية والاقتصادية العملاقة التي يملكها منذ التسعينات كمقر “خاتم الأنبياء” وغيره، واستثمارات داخلية وخارجية والتي تدر عليه مليارات الدولارات سنوياً.

وفي الوقت الذي تتورط فيه إيران في حروب بالوكالة، في أربع دول عربية، هي سوريا والعراق ولبنان واليمن، بأشكال ووسائل مختلفة، وتديم الصراعات في هذه الدول، تقوم أيضاً بدعم فصائل وأحزاب وجماعات.

التورط في هذه الصراعات له كلفة كبيرة، لكنه فوق ذلك له كلفة مالية، من خزينة الإيرانيين، يقدرها خبراء بثلاثين مليار دولار، سنوياً، وهو الرقم الذي تم تقديره، في صراعات وحروب السنين الأخيرة، التي زادت فيها إيران من دعمها المالي والعسكري، خارج الحدود، فيما يقدر خبراء كلفة ما أنفقته طهران منذ مطلع الثورة الايرانية على كل حروبها وحتى اليوم بثلاثة تريلوينات دولار، رغم ذلك لم تستطع حماية منشآتها داخل البلاد الأسبوع الماضي.

وزعم المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن السلطات الأمنية في البلاد تعرف سبب الحادث، لكنها لا تنوي الحديث عنه في الوقت الراهن بسبب مخاوف أمنية، مضيفاً أن ما سمّاها المعدات في هذه المنشأة كانت معدات قياس وأجهزة دقيقة، وتم تدمير جزء منها فيما تلف جزء آخر نتيجة الحادث. وكشف أن “الحادث قد يتسبب في حدوث تأخيرات في تطوير وإنتاج الآلات المتطورة”.

أما علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فقال إنه بحث السيناريوهات المختلفة لحادث نطنز، وأكد أن نتائج التحقيق سيتم الإعلان عنها قريباً.

وقال صالحي: “قامت فرق خبراء من مختلف إدارات الأمن والاستخبارات بدراسة كافة الجوانب، وقد حدد المجلس الأعلى للأمن القومي سبب الحادث، ولكن لم يتم الإعلان عنه لأسباب أمنية”.

إلى ذلك، لم يستبعد رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، غلام رضا جلالي، حدوث ما سمّاه “عملاً تخريبياً” من قبل مجموعات المعارضة أو “هجوماً سيبرانياً” ضد المنشآت الإيرانية.

ويبقى السؤال مطروحاً حول حقيقة قدرات إيران الدفاعية في ظل إنفاقها ملايين الدولارات على موازنتها الدفاعية وإنفاقها على أذرعها ووكلائها في سوريا والعراق ولبنان واليمن، فيما هي غير قادرة على حماية منشآتها في الداخل.

مصدر الصورة: رويترز

إقرأ أيضاً

صور توضح الدمار في محطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية “نطنز”

خفايا تفجير منشأة نطنز الإيرانيّة.. خبراءٌ يلمحون إلى ”عمل تخريبي“