أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

قدمت الحكومة الصينية، مطلع الأسبوع الجاري، تقريرا مفصلا عن وباء كورونا المستجد (كوفيد -19)، ووصفت جهودها في الأزمة بأنها “نموذج للعالم”، لكن صحيفة “نيويورك تايمز” راجعت التقرير الصيني وكشفت ثغراته العديدة، واعتبرت أن التقرير جاء “مُطهراً” من أحداث كانت سبباً رئيسياً في انتشار الفيروس حول العالم.

وكعادتها، دافعت بكين بقوة عن أدائها خلال الأزمة، قائلة إنها لم تخف ظهور تفشي المرض وإنها عملت على ووقف انتشاره، وتحذير الدول الأخرى. وهي رواية تتجاهل أخطاء الحكومة في بداية تفشي الوباء الذي وصل عدد المصابين به حول العالم إلى 7 ملايين شخص، بينهم أكثر من 400 ألف حالة وفاة.

وما كان لافتا، أن التقرير كان خاليا من المشاكل السياسية والبيروقراطية التي فاقمت الأزمة عندما ظهرت لأول مرة في مدينة ووهان بوسط الصين.

وحسب الصحيفة، لا يوجد ذكر للطبيب الذي تم توبيخه من قبل الشرطة لأنه حاول دق أجراس الإنذار مبكرًا بشأن الفيروس، وكذلك صمت التقرير عن المدونين الصينيين الشباب الذين تم احتجازهم بعد رصدهم حجم المعاناة في ووهنا عبر مقاطع فيديو .

ماذا لو أعلنت الصين منذ البداية عن ظهور وباء مجهول يشبه فيروس سارس ؟

وخلى التقرير الصيني “المنقح” من أي مناقشة حول تأخيرات المسؤولين المحليين في الإبلاغ عن الحالات والتقليل من تفشي المرض أو إطلاقهم لاحقًا. وبدلاً من ذلك ، ورد في التقرير عبارات إشادة بالمسؤولين وجهودهم باعتبارهم آلية مراقبة فعالة. رغم التأخر في الإعلان والاتهامات الدولية التي تلاحق الصين في هذا الملف، خاصة فيما يتعلق بالتكتم والسماح بالسفر وتقديم معلومات غير دقيقة عن طبيعة المرض وقدرته على الانتشار بين البشر.

ولم يتطرق التقرير الصيني أيضا إلى ما كان ينتظره المجتمع الدولي من معلومات حول مصدر الوباء وأصوله، فلم يتضمن التقرير أي معلومات أو إجابات جديدة على هذه الأسئلة التي طرحها عدد من دول العالم.

ونفت الصين الاتهامات بشأن سلوكها ووصفتها بغير المبررة وغير المعقولة، في إشارة واضحة إلى العديد من الاتهامات التي وجهتها إدارة ترامب بأن الصين هي المسؤولة عن هذا الوباء.

وعلى ما يبدو فإن الصين بدأت تفقد ثقلها بسبب أزمة كورونا وهو ما يمكن أن يكون له تأثير كبير على مكانتها في العالم خلال الأشهر والسنوات المقبلة.

ومن هذا المنطلق، يبدو أن الصين لن تكون قادرة مستقبلا على مواصلة لعب دور أكثر قوة في المنظمات الدولية وفي الشؤون الجيوسياسية.

ولاحظت “نيويورك تايمز” أن الحكومة الصينية وضعت قوتها الدعائية وراء التقرير، ووصف أحد وزرائها طريقة تعامل بلاده مع الوباء بأنه “بطولي”.

أكاديمي إيغوري يكشف لـ ”أخبار الآن“ انتهاكات واضطهاد السلطات ضد الأقلية المسلمة في الصين

وبينما تكافح دول العالم للسيطرة على تفشي الفيروس، أعطت مدينة بكين الإذن لمواطنيها بالتوقف عن ارتداء الأقنعة في الهواء الطلق مع الإبقاء على مسافة الأمان الصحي.

ومنذ بدء تفشي الفيروس، سجل البر الرئيسي الصيني أكثر من 89 ألف حالة وفاة وما يقارب 5 آلاف حالة وفاة. حسب البيانات التي أعلنتها الحكومة الصينية.

واشتكى نائب وزير الخارجية الصيني “ما تشاو شو” بمرارة من الانتقادات الخارجية لتعامل الصين مع وباء فيروس كورونا. قائلا إن “المنتقدين بذلوا قصارى جهدهم لتشويه سمعة الصين”.

ولم يقل الرئيس الصيني، الكثير في الأيام الأولى من تفشي المرض، وقام بزيارة دولة إلى ميانمار المجاورة في منتصف يناير مع انتشار الفيروس بسرعة عبر ووهان.

وأرسل رئيس الوزراء لي كه تشيانغ ، ثاني أعلى مسؤول في البلاد ، إلى ووهان بعد فترة وجيزة من بدء إغلاق المدينة في 23 يناير ، لكن التقرير الجديد بالكاد يذكر رئيس الوزراء .

وكما في رواية سابقة، يشير التقرير إلى أن الرئيس الصيني شارك في مكافحة تفشي المرض منذ 7 يناير، لكن التقرير لم يقدم المزيد من التفاصيل حول دوره في ذلك الوقت.

 

مصدر الصورة:رويترز

إقرأ أيضا: 

أزمة فيروس كورونا تكشف الستار عن الوعد الكاذب للشراكة بين إيران والصين