أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

بالنظر للهزائم المتلاحقة والضربات المتتالية، يبدو أن تنظيم داعش في مرحلة “هشة” لا تحتمل اطلاقا الدخول في معتركات ميدانية حادة، عدا اللعب على وتر المعارك الاعلامية.

ولا شك أن رهان داعش في المستقبل هو القدرة على الحفاظ على صورة التنظيم القوية في مخيال أنصاره وتحاشي كل ما من شأنه التقليل من ثقل التنظيم في الساحة.

هذه المرة، وعلى غير عادته، لم يراعِ داعش في تسجيل صوتي للناطق باسم التنظيم أبي حمزة القرشي المهاجر، بعنوان “وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار”، الأسئلة المتراكمة وفضل القفز عليها بالحديث عن جوانب أخرى أوقعته في خانة التناقضات.

ما مضمون الكلمة الصوتية الأخيرة للناطق باسم تنظيم داعش أبي حمزة القرشي المهاجر ؟

وقالت الإعلامية المتخصصة في شؤون الجماعات المتشددة نهاد الجريري إن أكبر تناقض في التسجيل الصوتي هو الاستبشار بفيروس كورونا واعتباره “حرب من الله” انتقاما لما حدث لداعش في “سرت” و”الموصل” و”الباغوز”.

وفي اعتقاد المتحدث أنه مثلما حاصر التحالف الدولي المدن المذكورة سلفا. ينتقم الفيروس اليوم لداعش ويحاصر العالم.

ويقدم أنصار داعش أنفسهم على أنهم موحدون في هذا الكون وما دونهم كافر ومرتد ولا يستحق الحياة والتناقض وفق الجريري هو أن الفيروس لا يعرف جغرافيا ولا دين ولا يستثني أحدا سواء كان بريئا أم مجرما.

المتحدث اعتبر أن الحرب على فيروس كورونا صرفت أنظار العالم عن داعش، لكن الاعلامية رأت أن هجمات التنظيم زادت بشكل ملحوظ في العراق لا سيما في شهر رمضان في المقابل مني التنظيم بخسارة خلال استهداف كبار قياداته في شمال شرق سوريا .

وفي منظورها أن التنظيم ليس بخير فمثلا في أفغانستان تشن عليه حرب شديدة وفي غرب إفريقيا تعرض أيضا لهجمات ودخل في مواجهات مع القاعدة .

المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق يرى أن عملية قتل حجي تيسير هي بمثابة ضربة قوية لتنظيم داعش ولها أثر كبير عليه

وما يمكن إضافته في زاوية التناقضات، وفق تصور الجريرين، ما تحدث عنه المتحدث باسم داعش بشأن الحرب مع القاعدة وأوضحت أن داعش يشن حربا مفتوحة على القاعدة المتهمة بالسعي عبر المفاوضات مع حكومات المنطقة على نحو ما حصل بين طالبان وواشنطن.

وخصص القرشي جزءاً مهماً من كلمته الصوتية للحديث فيروس كورونا والصراع مع داعش، لكنه تحاشى الخوض في مسائل أكثر أهمية تتصل برأس التنظيم وأخرى بأحداث جرت في مناطق متفرقة .

لم يجب المتحدث باسم داعش عمن هو الخليفة الجديد (أبو ابراهيم الهاشمي القرشي) ويبدوا أنه تحاشى التطرق إلى الموضوع باللف والدوران، على حد تعبير الجريري.

نهاد الجريري تجيب عن سؤال: أين ذهبت أموال تنظيم داعش؟

وقالت إنه في وقت يسخر فيه أنصار داعش من غياب الظواهري لم يتحققوا بعد من هوية خليفة داعش الجديد وهذا السؤال مازال قائما بعد الاغتيالات الأخيرة التي طالت كبار قادة التنظيم في شمال شرق سوريا كان آخرها مقتل حجي تيسيير

ولم يتحدث أيضا عن عنوان المرحلة التي أعلن عنها في مارس الموسومة بـ”القدس”، ورأت المنطق يقتضي أن يتابع داعش ما تم بناءه خاصة أن أنصار داعش يبتهجون بأخبار جبهة سيناء كل يوم وهي منطقة على خط التماس مع اسرائيل.

كما أن المتحدث لم يتحدث أيضا عن اليمن ولا الموزمبيق التي تشهد مواجهة مفتوحة ولا حتى عن الصومال التي يظهر فيها داعش في أضعف صوره.

أحد المعتقلين المنتسبين لداعش يكشف كيف عمل التنظيم على محاربة أصحاب العمل والاختصاص

ولئن حاول المتحدث باسم داعش تخفيف الجدل عن هوية الخليفة الجديد غير المعروف بنقل سلامه إلى أنصار التنظيم فإن غياب الرأس الجديد لداعش من الواضح أنه غير مبرر .

عمليا لا يوجد سبب لعدم ظهور الرجل إن كان موجودا فعلا. المتحدث باسم التنظيم يظهر باستمرار في رسائل صوتية ويبدو انهم انهم اتخذوا الإجراءات الامنية اللازمة وهذا واضح من وقت صدور الإعلان من قناة الفرقان

وفسرت الاعلامية نهاد الجريري ذلك بأنه مبالغة غير مفهومة من الناحية الأمنية .

تحاشى مسألة الخليفة الجديد.. تسجيل داعش الأخير مليء بالتناقضات

قرأت على أن الأمر مرتبط بعدم الاتفاق على اسم الخليفة اصلا لافتقار الموجودين لصفات مقنعة تجعل اي شخص منهم خليفة وبالتالي التنظيم الآن يتغاضى عن هذا الجدل.

وفي تصورها أنه بحسب معلومات مستقاة من منشقين من داعش فإن عبد الله قرداش مبتور الرجل وعليه فهو معتل الجسم وهذا لا يتوافق مع شروط الخليفة.

التسجيل الصوتي الأخير، يبدو أنه عزز فرضية تراجع قوة داعش وكشف أن استهداف قادة داعش أحدثت عطبا في ذهنية التنظيم كانت سببا مباشرا وراء انكماش نفوذه بالسرعة التي نما بها.

مصدر الصورة: غلاف الكلمة

إقرأ أيضا:

قتل حجي تيسير سيثير تساؤلات خطيرة بين قيادات داعش

رسالة داعش الجديدة ينقلها الناطق باسم التنظيم وسط غموض يحيط بـ “الخليفة” البديل