أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نهاد الجريري)

بثت قناة الفرقان، المخصصة لبيانات قيادة داعش، كلمة صوتية للناطق باسم التنظيم أبي حمزة القرشي المهاجر بعنوان “وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.” 

القرشي لم يتطرق إلى الخسائر التي مُني بها التنظيم في الأسبوع الماضي ممثلة بقتل قياديين من الصف الأول وتسليم آخر إلى السلطات العراقية؛ بل تحدث عن ظروف في العالم ستكون مواتيةً التنظيم كي ينهض من جديد. القرشي جدد الاعتقاد السائد بين أنصار التنظيم بأنه بات الوحيد اليوم الذي يرفع راية الجهاد العالمي معلناً حرباً ضد القاعدة وطالبان، ومؤكداً الحرب ضد الديموقراطيات والحريات في العالم. فداعش اليوم يخوض صراعاً أبدياً ضد الآخر لن ينتهي إلا بنهاية الكون.  

فيروس كورونا

يبدأ القرشي الكلمة، التي امتدت أربعين دقيقة، بوصف المشهد في العالم اليوم في ظل إجراءات غير مسبوقة لمواجهة فيروس كورونا الذي أرهق الدول اقتصادياً ومعنوياً. فاعتبر أن مرض كوفيد-١٩ هو “حرب من الله” انتقاماً لحصار عناصر التنظيم في “سرت والباغوز والموصل”. وعلى هذا النحو يعتبر القرشي أن العالم “مقبل على أمور عظيمة” وأن الدول الإسلامية على وجه الخصوص ستكون فيها “تحوّلات كبرى” و”فرص أعظم” مما شهده التنظيم وأنصاره قبل عقد من الزمان، داعياً إياهم إلى الإعداد للمرحلة المقبلة “بما تستطيعون من قوة ورباط الخيل.” 

العراق

وبهذا المعنى لا يقيم القرشي وزناً للأحداث الأخيرة التي قُتل فيها ثلاثة من كبار قياديي داعش هم: حجي تيسير، والي العراق، وأحمد إسماعيل الزاوي، المسؤول عن شمالي بغداد، وأحمد عبدو محمد حسن الجغيفي، المسؤول عن العمليات اللوجستية لدى التنظيم. كما ظهر ناصر قرداش، رئيس اللجنة المفوضة إبان حكم الخليفة السابق، على الإعلام الأسبوع الماضي مكبلاً وببدلة السجن ومستجوباً عن خفايا التنظيم. القرشي لا يشير إلى أي من هؤلاء، لكنه يلمح إلى “دعاية موهومة” تنتهجها الحكومة العراقية الجديدة، متوعداً رئيسها الجديد مصطفى الكاظمي “بمواجهة مفتوحة” بعد انسحاب قوات التحالف من العراق. القرشي يعتبر أن ما شهده العراق في الاسابيع الأخيرة كان “غيضاً من فيض.” هجمات التنظيم خلال شهر رمضان بلغت الأعلى منذ عام تقريباً. 

القاعدة

خصص القرشي جزءاً مهماً من الكلمة للحديث عن مواجهة التنظيم مع القاعدة التي وصفها بأنها ممن “زعم أنه على طريق الجهاد”، وذلك في موقعين. الأول، مواجهة عقائدية عندما قال إن علماء القاعدة وأنصارها يصفونهم بأنهم خوارج أو مفسدين أو غلاة، ويقول “فعسى أن يتشاورا فيما بينهم ويخرجوا علينا برأي واحد.” وهنا يرد القرشي على اتهامات القاعدة بشكل غير مباشر عندما يشير إلى هجمات التنظيم في أفغانستان (خراسان) التي “تهز مضاجع الصليبيين والمرتدين” فيما القاعدة تتماهى مع طالبان التي عقدت اتفاقاً مع الأمريكيين ودخلت في مفاوضات مع حكومة كابول وهو بالنسبة لداعش ضرب من الشرك والكفر.

غرب إفريقيا

الموقع الثاني هو مواجهة عسكرية في غرب إفريقيا. يكشف القرشي عن أن داعش فيما يسمى “ولاية غرب إفريقيا”اتخذوا قراراً “بتأجيل” المواجهة مع القاعدة هناك، وكانوا يكتفون بأن”يجادلوا أمراءهم وطلبة العلم منهم بما هو أحسن”. لكن ما حدث هو أن “مرتدي القاعدة” بادروا إلى قتال داعش “نيابة” عن دول وحكومات المنطقة خاصة مالي والنيجر وبوركينافاسو والجزائر؛ وأبدوا الرغبة بالتفاوض مع هذه الحكومات على نحو مفاوضات طالبان مع واشنطن. بحسب القرشي، أدى هذا كله إلى انشقاقات كبيرة في صفوف القاعدة وانضمام مقاتليها إلى داعش. داعش كان كشف قبل أسبوعين عن هجمات قامت بها القاعدة في غرب إفريقيا ضدهم منهية سنوات من التعاون والمهادنة بين الطرفين. 

الخليفة الجديد

في آخر الكلمة، واستشعاراً برغبة أنصار التنظيم في لقاء الخليفة الجديد أبي إبراهيم الذي لا يُعرف إلى الآن شكله أو حتى اسمه الحقيقي، نقل القرشي “سلاماً” منه وتبريكاً على “غزوة الاستنزاف” التي انطلقت في رمضان. كما نقل رسالة بأن يستمر عناصر التنظيم بالتخطيط وشنّ مزيد من الهجمات، وأن يعملوا على إطلاق سراح أسرى التنظيم القابعين في سجون القوات الكردية في شمال سوريا. 

تحاشى مسألة الخليفة الجديد.. تسجيل داعش الأخير مليء بالتناقضات

الصورة: غلاف الكلمة 

للمزيد: قتل حجي تيسير سيثير تساؤلات خطيرة بين قيادات داعش