أخبار الآن | الهند – france24gulfnews

نشرت وكالة “فرانس برس” تقريراً سلطت الضوء فيه على الإضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في الهند في ظلّ تفشي فيروس كورونا“.

ووفقاً للتقرير، فإنّ “مواطناً هندياً يدعى جايور حسن، تعرّض للاعتداء”، مشيرين إلى أن “جيرانه ألقوا الحجارة على منزل عائلته الكائن في قرية شمال الهند وأضرموا النار في ورشته بسبب تعبير إعجاب على المنصات الاجتماعي”.

وأشار حسن في حديث للوكالة من قرية كيوراك إلى أن “العائلات المسلمة تعيش بين حوالى 150 أسرة هندوسية”، وقال: “كان أجدادي يعيشون هنا وقد ولدت هنا”.

ولفت حسن البالغ من العمر 55 عاماً إلى أنّ “الشرطة التي ألقت القبض على رجلين، إثر الشكوى التي رفعها حسن، كشفت أن رجال عائلته بأكملها مهددون، ما لم يحلقوا لحاهم ويتوقفوا عن ارتداء قبعات الإسلامية”. وأضاف: “عشنا كعائلة واحدة، والدين لم يكن يوما مشكلة هنا. لكن الآن هناك جو من الخوف والكراهية في كل مكان”.

وكشف التقرير أنّ “الهجوم على عائلة حسن، كان مجرّد حلقة أخرى في مسلسل الاعتداءات على المسلمين، في أعقاب التضليل الممارس في حقهم وسط الانتشار الواسع لفيروس كورونا وسط المواطنين هناك”.

ومع هذا، فإنّ القوميين الهندوس يستخدمون الفيروس التاجي لإثارة الكراهية ضد المسلمين، باستخدام منصات على الإنترنت وبعض وسائل الإعلام الرئيسية واتهامهم بنشر المرض. وإلى جانب ذلك، فإن الكثيرين ألقوا باللوم على رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي يتهمونه بالسعي لإعادة تشكيل الهند كأمة هندوسية، مما يقوض الجذور العلمانية والتعددية لأكبر ديمقراطية في العالم.

“كورونا الجهاد”

وكانت “فرانس برس” قد “فضحت مئات المنشورات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والتي استهدفت المسلمين فيما يتعلق بوباء الفيروس التاجي في الهند”. وانتشرت مقاطع فيديو مزيفة ومريبة تزعم أنها لمسلمين يلعقون الثمار للبيع وينتهكون قواعد الإغلاق.

واستخدمت مئات الآلاف من المنشورات عبر الإنترنت علامة التصنيف #CoronaJihad (#كورونا_الجهاد)، والتي تم نشر بعضها من قبل أعضاء حزب باهراتيا جاناتا (BJP) الحاكم. ومع هذا، فقد ازداد تتبع الهندوس للمسلمين عندما تبين أن مجموعة مسلمة، تدعى “تابليغي” (Tabligi)، تجاهلت المبادئ التوجيهية المتعلقة بالإغلاق خلال تجمع ديني شهر مارس/آذار في نيودلهي.

وبحسب التقارير، فإن “المجموعة ارتبطت بحوالى ثلث حالات الإصابة بالفيروس التاجي في الهند، وأجبر حوالى 40 ألف شخص على البقاء في الحجر الصحي. ومع ذلك، فقد ظل الهندوس يتهمون المسلمين بنشر الفيروس عبر البلاد”. وفي المقابل، فقد جرى توجيه الإتهامات للصحف والقنوات التلفزيونية والحكومة أيضاً بإثارة التوترات، ووصف مراسلون صحفيون أعضاء جماعة التبليغ بـ”القنابل البشرية”.

تداعيات العالم الحقيقي

ومع انتشار المعلومات الخاطئة، ازداد العنف والغضب ضد المسلمين، وانتقل من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي. وهنا، فقد سجلت أغلب أنحاء البلاد، اعتداءات على سائقي الشاحنات المسلمين والبدو الرحل، وأظهر مقطع فيديو على فيسبوك شاباً مسلماً ينزف ويتوسل وهو يُضرب بالعصي. ويمكن سماع أحد المهاجمين وهو يسأل الشاب: “من أرسلك لنشر الفيروس”.

الأمر لم يتوقف هنا، بل أخذ وجهاً بعيداً أيضاً، إذ ظهرت ملصقات مكتوب عليها “لا للمسلمين” في بعض القرى. وقال أحد المستشفيات إن “المسلمين لن يتم قبولهم بدون شهادة تثبت أن نتائج فحوص كوفيد19 سلبية لديهم”. ويشتكي نحو 200 مليون مسلم في الهند منذ فترة طويلة من العداء المتزايد في عهد ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، الذي وصل إلى السلطة قبل ما يقرب من 6 سنوات. فمودي كان مسؤولاً عن ولاية غوغارات الغربية عندما قتلت أعمال شغب دينية حوالي ألف مواطن معظمهم من المسلمين في العام 2002.

وشهدت ولايته الأولى كرئيس للوزراء زيادة في أعمال عنف يقوم بها المتطرفون الهندوس الذين يقتلون المسلمين بتهمة أكل لحوم البقر أو قتل الأبقار، وهي مقدسة بالنسبة للعديد من الهندوس، وفقا لناشطين. أما ولايته الثانية التي بدأت في العام الماضي، فقد انطلقت بإلغاء الحكم الذاتي للدولة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في الهند، وانتقد تشريع المواطنة الجديد على أنه تمييزي.

وفي فبراير/شباط الماضي، أسفرت أسوأ أعمال الشغب الدينية في نيودلهي منذ عقود عن مقتل أكثر من 50، ثلثيهم من المسلمين، وتم اتهام مشرع محلي من حزب بهاراتيا جاناتا بأنه محرض رئيسي.

مودي يدعو إلى “الوحدة والأخوة”

وإلى جانب ذلك، يكشف الناشطون أنه “في الأسابيع الأخيرة، مع تركيز اهتمام وسائل الإعلام على الوباء، كثفت الشرطة الاعتقالات بسبب الاضطرابات، ومعظم الموقوفين من المسلمين، وذلك بموجب قوانين مكافحة الإرهاب”. وعلناً، فإن مودي يسعى إلى تهدئة التوترات، وهو يدعو إلى “الوحدة والأخوة”، لكن مسلمي الهند يتهمونه بتأجيج الرأي العام ضدهم. وقال مودي عبر “تويتر” في وقت سابق: “كوفيد- 19 لا يرى العرق أو الدين أو اللون أو الطبقة الاجتماعية أو العقيدة أو اللغة أو الحدود قبل أن يضرب”.

إلا أن جمعية الناشط “شاهد صديقي” التي تضم أغلبية مسلمة تشكلت لمحاربة كراهية الإسلام، رأت أن “الدولة متورطة في إذكاء الكراهية”. وقال صديقي لـ”فرانس برس” إن “المسلمين تعرضوا لسوء المعاملة ورسموا على أنهم خطرون في ظل الدعاية المنظمة”، كاشفاً أن “الحكومة ووسائل الإعلام التابعة لها تتعمد تحويل اهتمام الشعب عن الأزمات الحقيقية، بالسماح بتفشي الكراهية بين أبناء الوطن الواحد”.

الصين تستغل كورونا لإبادة المسلمين الإيغور

ماذا يحدث بمعسكرات الإعتقال الإيغورية، علامات استفهام كثيرة تطرح بشأن الاوضاع هناك ولا سيما بعد جائحة فيروس كورونا والمخاوف من استخدام السلطات الصينية والحزب الحاكم في الصين الكورونا عذرا وحجة لإبادة ما تبقى من الإيغور والقضاء عليهم.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

ارتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة