أخبار الآن | جنيف (منظمة العفو الدولية)

ذكرت منظمة العفو الدولية أن نحو 36 سجيناً في إيران قتلوا على أيدي قوات الأمن بعد استخدام قوة مفرطة للسيطرة على احتجاجات بشأن مخاوف تتعلق بتفشي كورونا في سجون متعددة بالبلاد.

ووفق الموقع الرسمي للمنظمة، نظم الآلاف من السجناء في ثمانية سجون على الأقل في جميع أنحاء البلاد احتجاجات بسبب مخاوف من الإصابة بالفيروس المميت، مما أثار ردود فعل عنيفة من ضباط السجن وقوات الأمن، وتم استخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لقمع الاحتجاجات، مما أسفر عن مقتل حوالي 65 سجينًا وإصابة مئات آخرين.

وفي ذات السياق، قالت ديانا الطحاوي، نائبة المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، إنه “من البغيض أنه بدلاً من الاستجابة لمطالب السجناء المشروعة بالحماية من COVID-19، لجأت السلطات الإيرانية مرة أخرى إلى قتل الناس لإسكات مخاوفهم”.

وأضافت: “هناك حاجة ملحة إلى إجراء تحقيق مستقل في التعذيب والوفيات في الحجز بغية تقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة”.

ونوهت: “يجب إصدار تعليمات لقوات الأمن بالوقف الفوري لاستخدام القوة المميتة غير القانونية، والامتناع عن معاقبة السجناء الذين يطالبون بحقهم في الصحة”.

في غضون ذلك، دعت منظمة العفو الدولية، السلطات الإيرانية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء المحتجزين لمجرد ممارستهم حقوقهم سلمياً.

وشددت المنظمة، أنه على الرغم من بعض عمليات الإفراج الأولية، فإن السلطات الإيرانية فشلت في إطلاق سراح الغالبية العظمى من سجناء الرأي، الذين لا يزال مئات منهم في السجن.

ونوهت أنه ييتوجب على السلطات التفكير في الإفراج عن السجناء المحتجزين قبل المحاكمة أو أولئك الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

مخاوف

في الأسابيع الأخيرة، كان السجناء وعائلاتهم يدقون ناقوس الخطر من أن السلطات الإيرانية فشلت في توفير الحماية الكافية لنزلاء السجون خلال جائحة COVID-19.

وأفادت وسائل الإعلام المستقلة ومنظمات حقوق الإنسان أن نزلاء سجون عديدة أثبتت إصابتهم بالفيروس. ونتيجة لذلك قام العديد من السجناء بالإضراب عن الطعام احتجاجًا على عدم استجابة السلطات لمطالبهم بالإفراج عنهم أو إجراء اختبار للكشف عن الإصابات بالفيروس.

معلومات

في 30 مارس / آذار و 31 مارس / آذار ، طبقاً لمصادر مستقلة بما في ذلك أسر السجناء، استخدمت قوات الأمن القوة المفرطة لقمع الاحتجاجات في سجن “سيبيدار” وسجن “شيبان” في مدينة الأحواز بمقاطعة خوزستان. واعترف رئيس قوة الشرطة في محافظة خوزستان بأن أعضاء من الحرس الثوري وقوات الباسيج شبه العسكرية قمعوا الاحتجاجات بعد أن أشعل بعض السجناء سلال القمامة.

وتوقعت منظمة العفو الدولية، أن الاحتجاجات في سجن سيبيدار ربما اندلعت بعد أن تخلت السلطات عن وعودها السابقة بإطلاق سراح السجناء الذين ليس لدى السلطات مخاوف أمنية محددة كإجراء وقائي لمنع انتشار COVID-19.

وتظهر العديد من مقاطع الفيديو التي تم التقاطها من خارج السجون ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي دخانًا يتصاعد من المباني، في حين يمكن سماع أصوات إطلاق النار والصراخ.

وتشير التقارير الواردة من عائلات السجناء، والصحفيين ونشطاء ومنظمات حقوقية عربية أحوازية، إلى أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لإنهاء الاحتجاجات في سجن سيبيدار، مما تسبب في إصابات وحوالي 15 حالة وفاة.

وأخبر قريب لسجين قُتل في سجن سيبيدار منظمة العفو الدولية، بشرط عدم الكشف عن هويته، أنه بعد عدة أيام من الاحتجاجات، اتصل بهم أحد أفراد قوة الشرطة وأمرهم بأخذ جثة قريب له، زاعمة أنه مات بسبب جرعة زائدة من المخدرات على الرغم من أن الأسرة تصر على أنه لم يتعاطى المخدرات قط. كما رفضت السلطات تزويد الأسرة بشهادة وفاة أو بأي تأكيد خطي آخر لسبب الوفاة. وبما أن السجين المتوفى لم يكن يعاني من أي حالات صحية موجودة من قبل، تشك عائلته في وفاته نتيجة استنشاقه للغاز المسيل للدموع أثناء الاحتجاج.

مذبحة

في سجن شيبان، أفاد صحفيون ونشطاء أنه بعد احتواء الاضطرابات من قبل قوات الأمن، تم تجريد السجناء الذين شاركوا في الاحتجاجات وضربهم في فناء السجن الأمر الذي أدى إلى مقتل حوالي 20 سجينًا على أيدي قوات الأمن، وفقًا لتقارير من عائلات السجناء والصحفيين ونشطاء ومنظمات حقوقية عربية أحوازية.

وتؤكد منظمة العفو الدولية، أنه تم نقل الناشط في مجال حقوق الأقليات محمد علي عموري والعديد من الآخرين خارج سجن شيبان بعد الاضطرابات ولا يزالون محتجزين بمعزل عن العالم الخارجي في مكان مجهول. وتخشى منظمة العفو الدولية من أنهم قد يتعرضون لخطر التعذيب.

كما توفي “دانيال زينولابديني”، الذي كان ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بشأن جريمة ارتكبها عندما كان دون سن 18، في ظروف مريبة الأسبوع الماضي. وكان قد شارك في الاحتجاجات في سجن “مهاباد” بإقليم أذربيجان الغربية عندما تم نقله إلى سجن “ميانبواد” في المقاطعة نفسها. وكان دانيال زينولابديني اتصل بأسرته في 30 مارس، مؤكدا أنه تعرض للضرب المبرح على أيدي حراس السجن وتوسلهم طلباً للمساعدة.

وفي 3 أبريل / نيسان، تلقت عائلته مكالمة من السلطات تدعي أنه انتحر طالبة أن يتم تسلم الجثمان. ومع ذلك، اعترضت عائلته على هذا الادعاء، مؤكدة أن جسده كان مغطى بالكدمات والجروح.

وقالت منظمة العفو الدولية، إنها فحصت صورة جثة دانيال زينولابديني وتعتقد أنها تظهر علامات تتوافق مع التعذيب.

وأعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الخميس، تسجيل 117 وفاة نتيجة فيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، وهو ما يرفع حصيلة الضحايا في البلاد إلى 4110.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهنبور، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إحصاء 1634 إصابة جديدة، لترتفع معها الحصيلة الإجمالية للإصابات المؤكدة إلى 66220 إصابة.

أقرأ أيضا:

إيران.. الحرس الثوري يصف تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة بشأن الصين بـ”غير اللائقة”