أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

بعد ان أعلن موقع فيسبوك ازالة عشرات الحسابات غيرِ الموثقة والمتهمة بعمل حملات تضليل كانت أبرز مصادرها من روسيا وموجهة الى دول عدة وتحديداً في أفريقيا، تم ربط هذه الانشطة بـ”يفغيني بريغوجين” الذي يقود مجموعة الفاغنر سيئة السمعة، والتي قامت بنشرِ عسكريين ومرتزقة روس في مناطق الصراع الإفريقية بما في ذلك ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وموزمبيق ومالي.

وأشار تقرير للمركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية الى أن الحسابات المعطلة، والتي استهدفت الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيا ومدغشقر وموزمبيق والسودان، تقدم نظرةً موسعة في مجالاتِ حَملاتِ التضليل الروسية في أفريقيا.

الدكتور شيلبي غروسمان، الباحث في مرصد ستانفورد للإنترنت، قاد الفريق الذي عَمِل مع فيسبوك لتحديدِ وتحليلِ حَملاتِ التضليل المرتبطة بروسيا في إفريقيا، حيثُ تشكلُ هذه الحملات مصدرَ قلقٍ متزايد للبلدان الأفريقية التي غالباً ما تكون أنظمةَ المعلوماتِ فيها عُرضة للتلاعب، ويرجع ذلك جزئياً إلى انتشارِ المعلوماتِ الخاطئة.

ما هي علاقة الفاغنر بحملات التضليل؟

وأكد الدكتور غروسمان أن جميعَ الصفحاتِ التي تمت إزالتها بواسطةِ فيسبوك كانت مرتبطة بـ”يفغيني بريغوجين” قائدُ مجموعة الفاغنر، وذلك بناءً على دليلين، الأول هو وثيقة من مركز دوسير، وهي مؤسسة تحقيق روسية أسسها ميخائيل خودور كوفسكي أحدُ معارضي الرئيس الروسي الشرسين, والتي أظهرت أن موظفي بريغوجين يتفاخرون بإنشاء صفحات فيسبوك تستهدف ليبيا.

أما المصدر الثاني فقد كان “فيسبوك” الذي أكّد انه يحقق في عشرات الصفحات الأخرى التي يبدو انها تتبع لنفس المصدر وهو “بريغوجين”.

كيف تعمل هذه الصفحات في ليبيا؟

واستطرد الدكتور غروسمان قائلاً إن أكثر الاكتشافات تعقيداً هو ما تم ملاحظته في ليبيا، حيث تقع هذه الصفحات ضمن فئتين، الأولى، الحسابات التي تؤيد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

أما الفئة الثانية، فقد لاحظ فريق البحث انها تستذكر الزعيم السابق للبلاد معمر القذافي، وتروّج لنجله سيف الإسلام القذافي كرئيس للبلاد في المستقبل، مشدداً – اي فريق البحث – على أن كلتا الفئتين تدعمان المصالح الروسية في ليبيا لأن سواء حفتر ام سيف الاسلام القذافي وبالرغم من انهما قد يتنافسان على الحكم في المستقبل, الا أن البعضَ قد يفكر بأن روسيا تحاول الجمع بينهما.

تأثير الصفحات المضللة على الرأي العام

الدكتور شيلبي غروسمان، الباحث في مرصد ستانفورد للإنترنت، قال في معرض رده على سؤال حول تأثير تلك الصفحات على الرأي العام، مشيراً إلى أن لهذه الحسابات مستويات عالية من المشاركة يصل الى ملايين المتفاعلين، إضافة الى انها انفقت حوالى 77 ألف دولار على الاعلانات الممولة عبر فيسبوك.

لروسيا مصالح محددة في إفريقيا، هكذا اجاب الدكتور غروسمان لدى سؤاله عن أهمية القارة السمراء بالنسبة لروسيا، مضيفاً أن لـ”يفغيني بريغوجين” مصالح وعلاقات وثيقة مع بوتين، لذلك ليست مفاجأة كبيرة الاعتقاد بأن بوتين مهتم بالاستثمارات وتوسيع نفوذ بلاده فيها.

كيف يمكن مواجهة الصفحات المضللة؟

بحسب الدكتور غروسمان يمكن الاستفادة من ادوات مساعدة عبر المتصفحات يمكن ان تدلَّ على ارتباطِ بعضِ الحسابات بصفحاتِ معينة، فمثلاً اذا اظهرت تلك الأدوات ان الحسابَ مرتبط بمجموعة من محبي فلاديمير بوتين على “فيسبوك”، فان هذا الأمرَ يدلُ على شيء غريب يحدث.

هذا على المستوى الفردي، أما على مستوى الحكومات والشركات، فأكد الدكتور غروسمان أنه لا يوجد قوانين يمكن اتباعها لحجبِ تلك الصفحات، الا ان الحل يكمن بتكثيف شركات التكنولوجيا اليقظة في محاربة التضليل.

مصدر الصورة : ( Getty)

 

للمزيد : 

من فنزويلا إلى سوريا.. كيف مدت روسيا أذرعها التوسعية حول العالم؟