أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خاص)

 حمل بيان تنظيم القاعدة الأخير في طياته اشكاليات عدة، والتي عكست مدى الانقسام بينها وبين التنظيمات التي تتبع لها بشكل أو بأخر، ولعل أهمها عدم التطرق لزعيم التنظيم ايمن الظواهري، ومخالفة الصبغة العامة للبيانات التي اعتادت القاعدة على صياغتها.

البيان الأخير لقاعدة الجهاد باللغة العربية

 

وفي مقابلة مع أخبار الآن، قال الخبير الجيوسياسي لاغا شقروش، حول بيان القاعدة الأخير الذي أشاد بجماعتي الشباب ونصرة الإسلام والمسلمين، إن “نص البيان الذي لم يحمل اسم الظواهري، يؤكد عدم التنسيق المشترك”.

وأوضح شقروش أن البيان جاء على عكس رسائل التهديد وعدم التبرير التي  القاعدة على صياغتها في جميع بياناتها، الأمر الذي “يؤكد رغبة الجماعتين بالانفصال عن القاعدة او تزعمها” خصوصا انها بررت العمل الذي تقوم به في الساحل الأفريقي، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن “الشخص الذي صاغ البيان وكتبه هو مغاربي وشمال أفريقي الأصل”.

البيان الأخير لقاعدة الجهاد باللغة الأنجليزية

وأشار الخبير الجيوسياسي إلى أن “فرنسا ومجموعة الدول الخمسة (تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا) هي المعنية بالتهديدات التي جاءت بالبيان”، لافتاً إلى أنه قد يعقب البيان ردات فعل في سوريا.

وتوقع الخبير ايضاً أن يتم نقل وترحيل لقيادة القاعدة نحو الصحراء والساحل لكبر مساحتها وسهولة التحرك والتخفي فيها، خصوصا بعد انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة التي كانت تلعب دورا استخباريا متعلقا بشأن التنظيمات الإرهابية.

وأكد شقروش أخيراً على ضرورة التنسيق بين الجزائر وتونس ومصر على اعتبار انها مجاورة للدول الأفريقية الخمسة من جهة، ومع فرنسا من جهة ثانية، من أجل الإطباق وإحكام السيطرة على المنطقة الشاسعة الممتدة من الدول المشرفة على البحر الأبيض المتوسط وصولاً الى البحر الأحمر والبالغ مساحتها خمسة آلاف كيلو متراً.

وكانت حسابات ناشطة بشؤون التنظيمات الإرهابية، تناقلت بيان تنظيم القاعدة الذي أشاد بالهجمات التي نفذتها جماعتي الشباب ونصرة الإسلام والمسلمين في الصومال ومالي على التوالي.

يذكر أن جماعة الشباب وفي مساعيها لـ “ملء فراغ الظواهري”، هي من أعلنت المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف مطار “ماندا باي” أخيرأ، والذي تديره قوات عسكرية أمريكية وكينية، خلف قتلى وجرحى وأضرار في الطائرات والمعدات.

ويظهر جليا أن هناك تنافساً دموياً جديداً بين تنظيمي القاعدة وداعش في إفريقيا. الإصدار الأخير لقيادة القاعدة لا يدع مجالاً للشك حول ذلك. تحاول كلتا الجماعتين استغلال الدين وخطوط الصدع العرقية ومعاداة الاستعمار.

إقرأ أيضاً:

القاعدة تُشيد بجماعتي الشباب ونصرة الإسلام والمسلمين