أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (CNN)

أنهى الرئيس الامريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، اليوم الخميس، القمة التي جمعتهما في هانوي – فيتنام، وذلك قبل ساعاتٍ من موعد انتهائها المقرّر في وقتٍ سابق، في حين أنهما لم يتوصلا إلى أي اتفاق.

وفي تصريحٍ له عقب انتهاء القمة، أكّد ترامب أنّه “سيتم التوصل إلى اتفاق حينما تتوفر الظروف المناسبة لذلك، وحينها سنرفع العقوبات عن كوريا”، مؤضحاً أنّ “زعيم كوريا كان مستعداً لنزع الأسلحة النووية مقابل رفع العقوبات كاملة، وهذا غير مناسب الآن”. وقال: “كان بإمكاننا التوقيع على اتفاق اليوم، لكننا اتفقنا على التأجيل”. وتابع تعليقاً على وتيرة المفاوضات البطيئة: “قلت منذ البداية أن السرعة ليست مهمة بالنسبة لي، ونحن لا نريد سوى إبرام الإتفاق الصحيح، وكوريا يمكن أن تصبح في حال التوصل إلى اتفاق قوة اقتصادية”. 

تغييرات مفاجئة

وكانت الساعات الأخيرة التي سبقت انتهاء القمة، شهدت تغييرات مفاجئة طالت برنامج المحادثات واللقاءات التي انتهت قبل وقتها المحدّد. وبحسب موقع “CNN Edition”، فإنّ “المحادثات تمّ اختزالها واختصارها”، موضحاً أنّه “تم إبلاغ الصحافيين في وقتٍ باكر اليوم الخميس، أنّ المفاوضات سوف يتم اختتامها في غضون 30 – 45 دقيقة. وبذلك، فإنّ الغداء الذي كان مقرراً إقامته بين الطرفين تم إلغاؤه”. 

وكان ترامب، في وقتٍ سابق اليوم الخميس، قلّص توقعاته بتحقيق تقدم ملموس مع الزعيم الكوري خلال محادثتهما النووية في هانوي، مشيراً إلى أنه “ليس في عجلةٍ من أمره للتوصل إلى اتفاق حتى مع استمرار كوريا الشمالية في تطوير برنامج الأسلحة النووية”. وقال ترامب في مستهل قمته الثانية مع كيم: “لقد كنت أقول منذ البداية إن السرعة ليست مهمة بالنسبة لي. المهم هو أننا نقوم بالصفقة الصحيحة”. أمّا كيم، فقال للصحافيين: “من السابق لأوانه الحديث عن إتفاق، لكن ما أشعر به هو أن نتائج جيدة ستظهر قريباً”.

وخلال جلسة موسعة مع مساعدين لهما، ناقش الرجلان إمكانية افتتاح مكتب أمريكي في بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، وهو الامر الذي تلقفه كيم جونغ أون بالترحاب، فيما اعتبرها ترامب “فكرة جيدة”. ورغم ذلك، فإنّ علامات التقدم في إطار التوصل إلى اتفاق نووي كانت بطيئة الظهور.

ورغم السعي الأمريكي للضغط باتجاه تخلي كوريا عن نشاطها النووي، فإنّ الأخيرة راحت إلى تطوير برامج أسلحتها النووية بشكلٍ واسع خلال الفترة الأخيرة. ففي العام الماضي، تشير التقديرات إلى أنّ كوريا الشمالية أنتجت ما يكفي من المواد الإنشطارية للحصول على 7 أسلحة نووية إضافية، وذلك وفقاً لمركز الامن والتعاون الدولي في جامعة ستانفورد.

وعلى الرغم من التعهدات الواسعة النطاق بنزع السلاح النووي، إلا أن كوريا الشمالية لم تتخذ أي خطوات ملموسة وقابلة للتحقق منها خلال الأشهر الثمانية التي مرت، منذ أن جلس ترامب وكيم لأول مرة في سنغافورة.

وأشار المسؤولون الأمريكيون في الأيام التي سبقت انعقاد هذه القمة إلى أن “الاتفاق المشترك بين ترامب وكيم على التوقيع في هانوي لن يمثل اختراقاً مثيراً ، بل يهدف إلى وضع المزيد من الأسس للمسار الذي سيسلكه الطرفان”، لافتين إلى أنهم “كانوا يشعرون بقلقٍ كبير من أن يُقدم ترامب على تقديم تنازلات مفاجئة لكيم بغية الوصول إلى اتفاق”.

في غضون ذلك، شنّ مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب، هجوماً لاذعاً على الأخير، حيث زعم كوهين أنّ “ترامب طلب منه أن يكذب بشأن صفقة عقارية في العاصمة الروسية موسكو أثناء حملته الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة في عام 2016”.

كلام كوهين جاء خلال شهادته أمام الكونغرس الأمريكي، حيث لفت إلى أنّ “ترامب أدار خططاً سرية لإنشاء ناطحة السحاب، في نفس الوقت الذي كان ينكر فيه وجود أي عمل تجاري في روسيا”. ولفت إلى أنّ “ترامب كان على علم باختراق البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي وتسريب رسائل للمرشحة المنافسة هيلاري كلينتون”، واصفاً ترامب بأنه “عنصري ومخادغ وغشاش”.

ومن هانوي، خرج ترامب خلال  فترة استراحة من التجهيزات الخاصة بلقاء الزعيم الكوري، ليعلّق في تغريدةٍ له عبر “تويتر” على كلام كوهين، قائلاً أنّه “يكذب من أجل تقليل عقوبة السجن المحكوم عليه بها.

للمزيد:

ترامب: لسنا في عجلة للتوصل إلى اتفاق نووي مع كوريا الشمالية