أخبار الآن | بيونغ يانغ – كوريا الشمالية (Global Post Investigations)

في عام 2016 حاول قراصنة إلكترونيون من كوريا الشمالية سرقة مليار دولار إلكترونيًّا من بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك عن طريق حساب تابع لبنك بنغلاديش المركزي، ولم يوقف العملية سوى وقوعهم في خطأ إملائي… وخلال السنوات الأخيرة تمكنت كوريا الشمالية بهذه الطريقة، من سرقة أكثر من 650 مليون دولار.. فكيف أصبح قراصنة كوريا الشمالية من أعظم سرقة البنوك في العالم؟

لقد كانت من بين أضخم عمليات السطو على بنك في الولايات المتحدة في التاريخ، ولم تطأ قدم اللصوص الأراضي الأمريكية.

العملية لم تستهدف بنكا عاديا، بل كان الهدف حسابًا يديره بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وهو مؤسسة معروفة بأمانها.

في قبو يقع على عمق 80 قدمًا أسفل شوارع مانهاتن، يمتلك البنك أكبر مستودع للذهب في العالم.

وتعود العديد من سبائك الذهب هذه إلى حكومات أجنبية، تشعر أن تخزين ذهبها لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر أمانًا من إبقائها داخل أراضيها.

وعلى نفس المنوال، فإن الحكومات في الخارج تقوم أيضًا بتخزين النقد لدى الاحتياطي الفيدرالي، إذ يمتلك البنك ثروة أجنبية هائلة تكون مرتبطة بخوادم متصلة بالإنترنت.

هذا ما سعى إليه اللصوص في شباط/فبراير 2016، حيث حاول قراصنة إلكترونيون (هاكرز) من كوريا الشمالية سرقة مليار دولار من بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، بتسترهم كطاقم تابع لبنك بنغلادش المركزي.

ووفقا لنيويورك تايمز، لم يوقف العملية سوى وقوع الهاكرز في خطأ إملائي بكتابة كلمة fandation بدلًا من foundation -وتعني مؤسسة- وهو ما أثار شكوك موظفي البنك حول طلب سحب الأموال. رغم ذلك، نجح اللصوص في الحصول على 81 مليون دولار من هذه السرقة.

مرتكبو هذا السرقة تابعون لمكتب الاستطلاع العام الكوري الشمالي (RGB)، وهو جهاز المخابرات الخارجية الرئيسي لبيونغ يانغ.

قام مكتب الاستطلاع العام الكوري بتدريب أكبر خلية سرقة بنوك في العالم، وهي مجموعة من وحدات الاختراق التي تنفذ عمليات السرقة عبر الإنترنت.

يتمتع هؤلاء اللصوص أيضًا بميزة واحدة تجعلهم يتفوقون على قراصنة الإنترنت، ألا وهي الثقة بعدم تعرضهم لأي محاسبات أو عقوبات، فكافة مخاوفك تتلاشى عندما تدعم بلدك الأذى الجنائي الذي تمارسه.

وفي السنوات الأخيرة ، أطلقت كوريا الشمالية عمليات اختراق ضد أكثر من 100 بنك وبورصة إلكترونية في إجمالي 30 دولة، وتمكنت من سرقة ما يقارب الـ 650 مليون دولار.

سرقة البنوك يرتبطون بترسانة الدولة النووية، فاختبارات الصواريخ التي تقوم بها كوريا الشمالية تضاعف العقوبات المفروضة عليها. وهذه العقوبات تجفف احتياطيات النقد الأجنبي لكوريا الشمالية.

بيونغ يانغ بعد ذلك تسعى للعثور على مصادر دخل بديلة، بالاعتماد على قراصنة الإنترنت، الأمر الذي يشكل تهديدًا للنظام المالي العالمي.

وكوريا الشمالية من أكثر دول العالم انغلاقا ومن الصعب الحصول على أي تفاصيل عن عملياتها السرية. غير أن الخبراء الذين يدرسون تلك الدولة المنعزلة والمنشقين الذين انتهى بهم الحال في كوريا الجنوبية أو في الغرب أتاحوا بعض المعلومات.

مصدر الصورة: storyblocks

اقرأ المزيد:

قراصنة من كوريا الشمالية يمولون الأسلحة النووية بالعملة المشفرة