أخبار الآن| طهران (متابعات)

أكد خبراء عسكريون أنَّ إيران لا تستطيع خوض مواجهة بحرية طويلة الأمد في الخليج العربي، متوقعين أن تحقّق عملية نقل قطع بحرية أمريكية إلى المنطقة هدفَها المعلن، وهو ردع طهران عن القيام بأي سلوك غير مسؤول تجاه مصالح واشنطن وحلفائها الإقليميين.

وخلصت دراسة حديثة، تمَّ تداولها مؤخرًا في نطاق الخبراء المهتمين بأمن الخليج، إلى أنَّ البحرية الإيرانية والحرس الثوري مجتمعين، يمثلان قوة جوفاء من حيث القدرات، مشيرة إلى أنه بالرغم من امتلاك طهران عددًا ضخمًا من القطع البحرية المتنوعة إلا أنَّ أفضل وأحدث وحداتها يعود تاريخ إنتاجه إلى حقبة الثمانينيات، أما وحداتها محلية الصنع فلا تختلف كثيرًا عن الوحدات المستوردة القديمة.

وتضم القوات البحرية الإيرانية قوة بشرية قوامها 18000 فرد بينهم 13400 فرد مكلفين بالمهام البحرية المختلفة، بينما يوجد 2600 فرد مقاتل يشكلون ما يطلق عليه قوة «مشاة البحرية»، إضافة إلى 2000 فرد هم تعداد «القوة الجوية للبحرية».

ويتكون الأسطول البحري الإيراني من قطع حربية إنجليزية وروسية وصينة، بالإضافة للعديد من الوحدات محلية الصنع، التي تمثل في مجملها تقليدًا لطرازات مستوردة قديمة تجاوزتها تكنولوجيا الحروب، خلال العقود الماضية.

وتجزم الدراسة أنَّ تقادُم هذه القطع، فضلًا عن عوامل أخرى جغرافية وفنية، سيضع الوحدات البحرية الإيرانية في معاناةٍ كبيرةٍ إذا دخلت مواجهة مفتوحة مع قطع متطورة (مثل القطع العاملة لدى بعض دول الخليج)، مضيفة: «أغلب الظن أنها لن تستطيع الصمود طويلًا».
ووفق الدراسة، تعي القيادة العسكرية للبحرية الإيرانية جيدًا حجمها ومقدار قوتها، حتى وإن أظهرت غير ذلك عبر التصريحات المدوّية، التي يتم إطلاقها للاستهلاك المحلي فقط .

مع ذلك، تعمل القيادة الإيرانية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة مما تمتلكه ومن ظروفها المحيطة، وذلك في مسارح العمليات التي تعمل بها، وأهمها على الإطلاق الخليج العربي، وبحر العرب، وأيضًا البحر الأحمر، بل وبحر قزوين، وخليج عدن.

وتميز الدراسة بين قدرات القوات البحرية الإيرانية في كل من هذا المسارح، فتشير إلى أنَّ طهران تستطيع استخدام غواصات الـ Kilo الروسية الكبيرة الحجم وبعيدة المدى في دوريات ومهام بعيدة في خليج عدن وبحر العرب، والبحر الأحمر أيضًا.

وتضيف: «القطع كبيرة الحجم الأخرى من فرقاطات أو سفن إنزال أو شحن أو سفن الإمداد، تمثل نقطة ضعف كبيرة للبحرية الإيرانية العاملة في تلك المناطق».
أما في الخليج العربي، فتظهر نقاط ضعف البحرية الإيرانية من عدة زوايا، أبرزها أنَّ المواصفات الجيولوجية لهذا المسطح المائي، الذي يصل أقصى عمق له إلى 90 مترًا، ما يعوق عمل الغواصات التي تمتلكها طهران مثل الـ Kilo او التايب 209 أو حتى الغواصات النووية الضخمة .

وتلفت الدراسة إلى أنَّ «إيران تحاول تعويض ذلك من خلال التركيز على الغواصات القزمية، التي لا تحتوي إلا على طوربيدين فقط لا غير، ومداها القتالي صغير للغاية». مشيرة إلى أنَّ الاستراتيجية الإيرانية تعتمد نفس أسلوب كوريا الشمالية في الإغراق الكمي، حيث تخصص عدد 3-6 غواصات للهجوم على القطعة الواحدة المعادية، بما في ذلك ناقلات النفط، وهو أمر يسهل على قوات أكثر تطورًا التعامل معه.

أما على سطح مياه الخليج، فيمكن لإيران استخدام «لنشات الصواريخ» الصغيرة لاستهداف القطع البحرية المعادية، مستفيدة من ضيق الممر البحري الاستراتيجي ( 370 كلم في أقصى عرض)، غير أنَّ التكلفة الاقتصادية تبقى كابحًا أساسيًا عند اللجوء لمثل هذا الاختيار، خاصة مع امتلاك القوى الأخرى إمكانيات متقدمة لصدّ وإحباط تلك المحاولات.

مصدر الصورة: afp

المزيد:

المتشددون الإيرانيون يلعبون بالنار … ولكن على حساب من؟

الحرس الثوري الإيراني : الوجود العسكري الأمريكي بالخليج أصبح هدفا