اخبار الآن | (تحليل)

العالم منهك بسبب الحروب والنزاعات ولاسيما في منطقتنا، ومع هذا، لا يزال المتشددون في ايران يتخذون خطوات عدوانية وهجومية من شـأنها أن تؤدي إلى صراع جديد. ولكن ما هي الخيارات المتاحة أمامهم؟ ومن الذي سيدفع الثمن عند قيامهم بهذا الخطأ الفادح وبدء نزاع جديد؟  اليكم  تحليلنا

يبدو أن الاستراتيجية الكبرى للمتشددين الإيرانيين بسيطة، وهي تأجيج نيران الصراع في المنطقة لضمان بقاء النظام الواقع تحت هيمنة عناصر لا يمكن السيطرة عليها مثل فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

 

إذا دخلت إيران في صراع أكبر، هل بإمكانها الوثوق بروسيا أو سوريا؟ النظام السوري العاجز لا يأبه بشيء سوى النجاة بنفسه الآن، وروسيا تدفع بإيران إلى خارج سوريا، وهناك حالة من انعدام الثقة بين موسكو وطهران.

 

وبالتالي ، يجب علينا النظر بعناية في ما قد تفعله إيران في العراق. العراق  يمثل حالة خاصة للمتشددين الإيرانيين.

في هذه الايام بالطبع فإن إيران تستعمر العراق، وفي جوانب كثيرة، تُعتبر إيران مستعمِرا أسوأ من حشود المنغوليين التي نهبت الحضارة العراقية.

مع موجة جديدة من العقوبات التي تشل الاقتصاد الإيراني أكثر، فإن إيران عازمة على استغلال العراق إلى أقصى حد. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالاقتصاد، إذ إن المتشددين الإيرانيين يضرون بالسيادة العراقية في كل فرصة، من البرلمان الوطني إلى الأروقة البيروقراطية الدولة.

كل هذا يحدث في الوقت الذي بدأ فيه العراق في التعافي والانتعاش بقوة، وعندما بدأ العراق للمرة الأولى منذ سنوات عديدة الشعور بالثقة بشأن مستقبله. لكن النهضة العراقية لا تزال هشة، ومن المؤكد أن وجود عراق قوي ومهيب لا يصب في مصلحة المتشددين الإيرانيين.

 

و عليه ليس من مصلحة العراق أن يتم استخدامه كنقطة انطلاق للهجمات الإيرانية. على العكس من ذلك، وكما دعا قائد تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، يمكن لبغداد أن تعمل كوسيط لتخفيف التوترات.

 

أي هجوم من قبل مجموعات شيعية ستتحمل إيران مسؤوليته. من أجل مصلحة العراق، يجب على القوات المسلحة العراقية أن تستمع إلى حكومتهم وليس للأوامر المضللة  الآتية من إيران.

 

لحسن الحظ بالنسبة للعراق، فإن غالبية كبيرة من مواطنيها الشيعة يستمعون إلى النجف ولا  يمتثلون لقاسم سليماني.

 

ما موقف النجف وما رأيها؟ من الواضح أن النجف تؤيد السلام وتريد أن تحترم إيران سيادة العراق. هذا ما أكده علي السيستاني عندما قابل الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤخرًا.

 

هذا التصعيد الأخير للتوترات يأتي من فيلق القدس. لقد أدت مغامرتهم العسكرية على مر السنين إلى توتر العلاقات الدولية وشل إيران. ولم تعود هذه النزاعات بالنفع على أي أحد، لهذا فإن لجم فيلق القدس مهم جداً لتخفيف التوترات والحفاظ على سيادة العراق واستقراره الإقليمي.

اقرأ المزيد:

الحرس الثوري الإيراني يرسل تهديدات جديدة لأمريكا