أخبار الان | طهران – إيران (صحف)

على الرغم من ان العقوبات الأمريكية المتجددة ضد إيران لم تدخل حيز التنفيذ الكامل بعد، الا ان أسواق إيران وحتى قبل إعادة فرض المجموعة الأولى في أوائل أغسطس، بدأت في زعزعة الاستقرار.

ووفقًا لخبراء ومراقبين، فإن معاناة الإيرانيين لا تقتصر على دفع ثمن سياسات ومشاريع نظام بلدهم سياسيًا واقتصاديًا فحسب، بل تتعدى هذه المعاناة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، إلى صعوبة الحصول على أبسط الحقوق وهو العلاج والدواء.

ويقول المراقبون إن “أزمة الأدوية في إيران -رغم تقارير الجهات المختصة التي تزعم فيها أن العقوبات الدولية المفروضة على البلاد هي المسبب الرئيس لها- تعود إلى جشع واحتكار واتجار مسؤولين في الأدوية، التي باتوا ينظرون إليها كسلعة يجب تخزينها بهدف بيعها بأسعار باهظة في أوقات اختفائها من الأسواق”.

وفي تقرير نشره موقع “إيران واير”، يدلي بعض المرضى الإيرانيين بشهاداتهم حول ما يمرون به من معاناة، ويروون مأساتهم بالعثور على الأدوية في ظل احتكار المسؤولين وأطباء صيادلة لبعض الأصناف المهمة، مثل: أدوية القلب والسكري والصرع والسرطان.

إيران تنقل صواريخ بالستية إلى العراق في تهديد للمنطقة

ولا تعد أزمة نقص الأدوية في إيران بالشيء الجديد، فالأزمة بالفعل موجودة منذ عدة أعوام، ففي العام الماضي، كان هناك نقص في 53 صنفًا دوائيًا.

وأشارت التقارير إلى أن أحد الأسباب الرئيسية في هذا الأمر أيضًا هو وصف الأطباء دواء خارجيًا للمريض، في حين يتم إنتاج الأدوية الشبيهة بالإيرانية في البلاد.

وألحقت العقوبات الأمريكية على إيران ضررًا بالغًا بقطاع الصحة، حيث أصبح العثور على الأدوية بالصيدليات أمرًا بالغ الصعوبة؛ ما دفع الإيرانيين إلى اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي.

ويرى البعض أن النقص المفاجئ في بعض الأدوية بسبب “العشوائية”؛ فالأمر لا يتعلق بالأدوية المستوردة أو تلك التي ارتفعت أسعارها، بل أيضًا الأدوية المصنوعة في إيران.

كما أن الخبراء في المجال الطبي في البلاد يرون أن شركات الأدوية الإيرانية تستورد المكونات التي تحتاجها لتصنيعها، ومع انهيار التومان، ليس لدى المنتجين والباعة أي فكرة عن سعر هذه الأدوية.

سبب آخر هو الفساد في نظام الاستيراد، فالحكومة هي التي تمنح تراخيص لشركات معينة، مما يجعلها تحتكر منتجات معينة، وبهذه الطريقة، تتحكم في العرض حتى تبقى الأسعار مرتفعة ويستطيعون الاستفادة منها.

اقرأ أيضا:

شركات ودول جديدة تمتثل للعقوبات الأمريكية على إيران