أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)

مع دخولها اليوم السابع، يبدو أن مظاهرات الشعب الإيراني مستمرة وآخذة بالتوسع، على الرغم من التهديدات وعمليات القمع التي تواجهها.

ولأول مرة منذ حوالي ثمان سنوات، تشهد إيران مظاهرات واحتجاجات بهذا الحجم.

الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها إيران منذ الخميس الماضي وتتصاعد حدتها تدريجيا، تعيد إلى الأذهان "الثورة الخضراء" التي شهدتها البلاد في عام ألفين وتسعة، لكن ماهي الفوارق بينهما.

من هم المحتجون؟
أولا الإحتجاجات في عام ألفين وتسعة، كانت عمادها الطبقة الوسطى في المراكز الحضرية، لا سيما العاصمة طهران وشيراز وأصفهان وتبريز، بينما الإنتفاضة الحالية خرجت من المناطق والأحياء الأكثر فقرا، ثم ما لبثت أن انفجرت في المدن الإيرانية.

القيادة
الفارق الثاني هو مستوى القيادة، فإن الإحتجاجات في عام ألفين وتسعة كانت لها قيادة واضحة، شكلها زعماء الإصلاحيين أمثال مير حسين موسوي ومحمد خاتمي، بفعل ما اعتبروه تزويرا مكًن خصمهم الرئيس السابق المحافظ أحمدي نجاد من ولايةٍ رئاسيةٍ ثانية، بينما الإحتجاجات الحالية فهي عفوية تفتقر إلى القيادة، وخرجت نتيجة تراكم الفساد والفقر والبطالة، وفق إجماع المراقبين.

رفض النظام الحاكم
ثالث الفروق وأكثرها أهمية، هي أن احتجاجات عام ألفين وتسعة كانت بين قيادات تتصارع على الحكم، وكان المطلب الشعبي آنذاك هو إعادة فرز الأصوات وليس إسقاط النظام، بينما الإحتجاجات الحالية تشير إلى تفاقم الإنفصام بين الشعب والنظام الإيراني، حيث أصبح مطلب المحتجين هو إسقاط نظام خامنئي، ووصل الحد إلى وصف الأخير بالديكتاتور. وهذا يعني أن الإحتجاجات ليست مجرد دعوة لإجراء إصلاحات، بل هي رفض صريح للنظام الحاكم.

الدعم الدولي
رابع الفروق أن الإحتجاجات السابقة لم تحظ بدعم دولي قوي، خلافا للاحتجاجات الحالية، التي أيدها علنا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تغريدة قال فيها "إن الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد"، حتى أن ترامب انتقد في تغريداته سياسة سلفه باراك أوباما في التعامل مع مظاهرات ألفين وتسع، حينها تأخر رد الفعل الأمريكي لشهور.

سياسة الإصلاحيين والمتشددين
الفرق الخامس يتعلق بسياسة الرئيس، ففي ألفين وتسعة كانت البلاد تحت رئاسة المحافظ أحمدي نجاد، الذي اتسمت سياسته بالصرامة والحزم، ما سبب في حشد معارضين له من الحزب الإصلاحي، الذين قادوا الإحتجاجات حينها، أما في ألفين وسبعة عشر فيرأس البلاد الإصلاحي حسن روحاني، الذي وعد الإيرانيين حين ترشحه للرئاستين الأولى والثانية، بتحسين الوضع الإقتصادي للبلاد بالرغم من الإتفاق النووي الذي وُقِعَ عام ألفين وخمسة عشر، إلا أن الوضع الإقتصادي مازال على حاله.

دور وسائل التواصل الإجتماعي
الفرق السادس والأخير هو مايتعلق بالطفرة النوعية في عالم الهواتف ووسائل التواصل التي كان لها تأثير في تغذية الإحتجاجات، ففي ألفين وتسعة كان أقل من مليون إيراني يملك هاتفا ذكيا، وكان عصر ولادة وسائل التواصل الإجتماعي، أما اليوم فإن أكثر من ثمانية وأربعين مليون إيران يملكون هواتف ذكية، وقد ازدهرت كثيرا وسائل التواصل الإجتماعي.
 

 

إقرأ أيضاً

المظاهرات في إيران مستمرة والحكومة تتوعد

إعتقال أكثر من 50 محتجا ضد الأوضاع الإقتصادية في إيران