عدنان الحسين هو أحد أهالي قرية فريكة بريف جسر الشغور غرب إدلب والذي تم استهدافه بطائرة مسيرة

تشهد منطقة شمال غرب سوريا تزايدا في عدد الاستهدافات التي تتم عبر الطائرات المسيرة والتي تستخدمها قوات النظام السوري وميليشيا إيران.

مراسل أخبار الآن في إدلب التقى أحد ضحايا الطائرات الايرانية المسيرة الانتحارية والتي تنفجر داخل الهدف بعد رصدها له وتكون محملة بقذائف ومتفجرات مختلفة.

عدنان الحسين هو أحد أهالي قرية فريكة بريف جسر الشغور غرب إدلب، والذي تم استهدافه بمسيرة انتحارية أثناء توجهه بسيارته لنقل المياه.

أحد ضحايا المسيّرات الإيرانية في إدلب: "قوة الانفجار قذفتني لمسافة بعيدة" 

يقول الحسين “أعمل في مهنة نقل المياه لأهالي قريتي، كنت في طريقي إلى أحد الآبار القريبة من القرية عندما حدث الانفجار في السيارة، فورا فقدت الوعي ودخلت في غيبوبة نُقِلتُ على إثر الحادثة إلى المشفى فورا وبقيت فيها ثمانية أيام حيث أنني تعرضت لإصابات بالغة فضلا عن قوة الانفجار، فقد أخبرني الجيران أن قوة الانفجار قذفتني لمسافة بعيدة عن السيارةط

يضيف عدنان الحسين “بعد أن استفقت من الغيبوبة علمت بأنه تم استهدافي بطائرة مسيرة انتحارية مصدرها قوات النظام والميليشيات الايرانية، لازلت أعاني من أعراض الإصابة حيث أنني أشعر بآلام في جسدي ودوار في رأسي وفقدان جزء من سمعي”.

يتابع “لقد دُمِّرت سيارتي التي تعتبر مصدر رزقي الوحيد التي أعمل عليها ولازلت إلى الآن أسعى لأسدد ثمنها حيث أنني اضطررت لأستدين مبلغ لشراء السيارة علّها تكون مصدر عيش ليش ولأسرتي، هذه الطائرات تستهدف أهالي قريتنا بشكل مستمر فقد استهدفت ورش تعمل في الأراضي الزراعية وجرار زراعي ودراجات نارية وغيرها”.

كما التقت أخبار الآن بالمرصد أبو صطيف خطاب المتابع لحركة الطيران والخبير بها لاسيما الطيران المسير حيث قال إن القوات الروسية ومليشيا إيران والنظام اعتمدت الطائرات المسيرة الانتحارية كونها رخيصة الثمن وتحمل قنابل مختلفة ويمكن توجيهها بشكل دقيق.

وأضاف “لاتميز هذه الميليشيات بين مدني وعسكري في أهدافها فهي تستهدف كل شيء يتحرك كالسيارات أو الدراجات النارية فضلا عن استهدافها للمنازل والأبنية أيضا”.

وكشف أبو صطيف أنه تم تدريب الفرقة ٢٥ التابعة للنظام والفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والميليشيات الإيرانية على استخدام هذه الطائرات وقد تم استخدامها بشكل فعلي على محاور ريفي حلب واللاذقية ومحافظة ادلب وريف حماه.

ولفت إلى أن الميليشيات تعمل على تذخير هذه الطائرات بمختلف أنواع المواد المتفجرة والقذائف مثل القذائف الترادفية والانشطارية للآليات والفراغية للأبنية وذلك حسب الهدف الذي ستنفجر فيه المسيّرة .

أحد ضحايا المسيّرات الإيرانية في إدلب: "قوة الانفجار قذفتني لمسافة بعيدة" 

ووثق “الدفاع المدني السوري”، 13 هجوماً بطائرات مسيرة مذخرة انتحارية شنتها قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية على مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، منذ مطلع العام الحالي.

وقال “الدفاع المدني” في تقرير، إن فرقه استجابت لهجمات المسيرات التي استهدفت “البيئات المدنية”، وأدت إلى إصابة سبعة مدنيين، بينهم طفلان.

وأحصى التقرير، ست هجمات بطائرات مسيرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة حكومة دمشق، واستهدفت منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.

وأوضح أن هذه الهجمات ركزت على استهداف مناطق زراعية يوجد فيها سد يرتاده مدنيون لاصطياد الأسماك، ما يهدد عدداً كبيراً من العائلات بفقدان مصادر رزقها في الزراعة أو صيد الأسماك أو الرعي.

وحذر “الدفاع المدني” من أن هذا “التصعيد الخطير في التكتيكات يهدد حياة السكان الأبرياء، ويدمر وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم”.

وانتقد التقرير، غياب أي خطوات من المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات، والفشل بوقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني، وغياب الإجراءات لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

بدوره، وثق مركز “جسور للدراسات”، استخدام الميليشيات الموالية لإيران، الطائرات المسيرة 54 مرة في قصف قواعد لقوات التحالف الدولي في سوريا.

وبحسب المركز فإن الميليشيات نفذت 97 استهدافاً بين 23 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي و4 من الشهر الحالي، إضافة إلى عمليات استهداف المدنيين ومقرات فصائل المعارضة في إدلب.

وأشار المركز إلى أن تكثيف إيران لاستخدام الطيران المسير في سوريا يهدف إلى “استعراض القوة” والتهديد بتقويض الاستقرار في مناطق شمال غربي وشمال شرقي البلاد، والتأثير على مصير القوات التركية والأمريكية فيها.