مقتل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا

  • مصر تدعو جميع الدول والأطراف الدولية لإدانة هذه الاعتداءات
  • الإمارات تدين بشدة الهجوم الإسرائيلي على مخيم جباليا في غزة

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة مقتل خمسين شخصًا على الأقل في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع الثلاثاء.

من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه شن الغارة، مشيرا إلى أن العملية نجحت في قتل قيادي في حركة حماس مرتبط بهجمات 7 من تشرين الأول/اكتوبر في إسرائيل.

خريطة توضح حدود جباليا في شمال غزة

وقال الجيش في بيان إنه استهدف إبراهيم بياري قائد كتيبة جباليا في حركة حماس، مؤكدا “جاءت عملية القضاء عليه في إطار ضربة واسعة النطاق ضد الارهابيين والبنية التحتية الإرهابية التابعة لكتيبة جباليا والتي سيطرت على مبان مدنية في مدينة غزة”.

وقالت وزارة الصحة في غزة “50 شهيدا على الأقل ونحو 150 جريحا والعشرات تحت الأنقاض في مجزرة إسرائيلية بشعة استهدفت مجموعة كبيرة من المنازل بمخيم جباليا شمالي القطاع”.

وأشارت الى أن “ما يزيد عن 20 منزلا تم تدميرها على رؤوس ساكنيها”.

إدانات عربية

وأدانت مصر بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية “الاستهداف الإسرائيلي اللاإنساني الذي طال مربعاً سكنياً بمخيم جباليا، مما أسفر عن سقوط مئات بين قتلى وجرحى”.

واعتبرت مصر ذلك انتهاكاً صارخاً جديداً للقوات الإسرائيلية لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يُزيد من الأزمة الراهنة تعقيداً ويُنذر بعواقب وخيمة يصعب تداركها على كافة المستويات.

وحذرت مصر من مغبة استمرار تلك الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين العزل في أماكن إيوائهم وبمحيط المراكز والمستشفيات الطبية التي يلجئون إليها هرباً من القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل، ودون أي اكتراث بالأرواح التي تُزهق، وبشكل يفاقم من الأوضاع الإنسانية المتأزمة والمتدهورة في القطاع.

كيف تفاعلت الدول العربية مع قصف مخيم جباليا؟

ودعت مصر جميع الدول والأطراف الدولية لإدانة هذه الاعتداءات بشكل قاطع ودون مواربة، والوقف الفوري لها، واضطلاع المجتمع الدولي بمسئوليته تجاه توفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، مشددة على ضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية لضمان النفاذ الآمن والكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية والإغاثية، للتخفيف من وطأة المحنة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.

ومن ناحيتها، أدانت دولة الإمارات بشدة القصف الذي قامت به إسرائيل على مخيم جباليا في قطاع غزة والذي أسفر عن مئات الضحايا والمصابين، مؤكدة على أن استمرارية القصف العبثي سيقود المنطقة إلى تداعيات يصعب تداركها.

وشددت وزارة الخارجية، في بيان لها، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، مؤكدة على أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني والمعاهدات الدولية، وعلى ضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع.

وأكدت الوزارة على أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي إلى هدنة إنسانية ووقف الأعمال العدائية باعتباره خطوة هامة لوقف التصعيد وحماية الأرواح، وعلى السماح بإيصال المساعدات إلى القطاع بشكلٍ آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.

كما أدانت السعودية، “بأشد العبارات الاستهداف اللاإنساني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية لمخيم جباليا بقطاع غزة المحاصر، الذي تسبب في وفاة وإصابة عدد كبير من المدنيين الأبرياء”.

وعبّرت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، عن شجبها ورفضها التام لما تقوم به القوات الإسرائيلية من استهداف متكرر لمواقع مكتظة بالمدنيين، ومواصلتها انتهاك القوانين الدولية، والقانون الدولي الإنساني، وذلك في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن الضغط على حكومة الاحتلال للقبول بالوقف الفوري لإطلاق النار، والهدنة الإنسانية وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر يوم الجمعة الماضي بإجماع دولي واسع.

وأكدت السعودية أن الأوضاع الإنسانية الخطيرة الناجمة عن التصعيد المستمر لا يمكن تبريرها مطلقاً، وأن حقن الدماء وحماية المدنيين ووقف العمليات العسكرية هي أولويات ملحّة لا يمكن قبول أي تسويف أو تعطيلٍ لها، مشددة على أن عدم الالتزام الفوري بها سيفضي حتماً إلى كارثة إنسانية يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي.

كما أدانت دولة قطر بشدة “قصف مخيم جباليا في غزة الذي نتج عنه استشهاد وإصابة المئات من الأبرياء، واعتبرته مجزرة جديدة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، لا سيما الأطفال والنساء، ودعت المجتمع الدولي لسرعة التحرك لإيقاف القتل والدمار”.

وحذرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، من أن توسع الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة لتشمل الأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان وملاجئ إيواء النازحين، يعد تصعيدا خطيرا في مسار المواجهات، ومن شأنه أن يقوض جهود الوساطة وخفض التصعيد، وينذر بمزيد من الاحتقان والعنف وعدم الاستقرار. كما طالبت المجتمع الدولي، في هذا السياق، بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي.

وشنّت حركة حماس هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تسلّلت خلاله إلى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجمت بلدات حدودية وتجمعات سكنية، ما تسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون وتم أيضا أخذ 240 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.

وكانت وزارة الصحة أعلنت الثلاثاء قبل الغارة عن ارتفاع عدد القتلى إلى 8525 شخصا في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بينهم 3542 طفلا، و2187 امرأة”.