كيف تستخدم إيران سيف العدل وابنه لنشر الفوضى عن طريق القاعدة في اليمن

قبل أيام من انطلاق عملية “طوفان الاقصى” لحركة حماس في فلسطين وجه زعيم تنظيم القاعدة والمقيم في إيران سيف العدل رسالة إلى فرع التنظيم في اليمن، اثنى فيها العدل على عمليات التنظيم ضد قوات دفاع شبوة وقوات الحزام الأمني.

لم يعرف حتى الآن إذا ما احتوت الرسالة على توجيهات جديدة لأمير التنظيم خالد باطرفي، لكن ومع انطلاق عمليات حماس في فلسطين، استنفر التنظيم وعقد اجتماع لقيادة الصف الأول بدعوة من باطرفي.

قيادي جهادي من أبين شارك في الاجتماع اكد لأخبار الآن، إن امير التنظيم خالد باطرفي ونجل سيف العدل “ابن المدني” أكدوا للمجتمعين أن على التنظيم أن يساند عمليات حماس، من خلال تحركات جادة وفعالة، بداء من إصدار بيان تأييد نشرته المؤسسة الاعلامية الرسمية لتنظيم القاعدة في اليمن، وأعقبها 3 إصدارات مصورة لعدد من القادة الميدانيين ومسؤول دعوي في التنظيم.

التحرك الإعلامي للتنظيم في اليمن، تزامن مع تقديم دعم للجنة العسكرية لترتيب جاهزيتها وجاهزية عناصر التنظيم وحشدهم، بالإضافة إلى إرسال أعضاء من اللجنة الشرعية إلى جميع مأوى ومواقع التنظيم لتحفيزهم.

ما كواليس إصدارات قاعدة اليمن حول "حرب غزة" وكيف يدفع سيف العدل وابنه التنظيم لخدمة إيران؟

كواليس تصوير الإصدارات المرئية

تعمدت اللجنة الإعلامية للتنظيم أن يكون تصوير إصدارات ” طوفان الأقصى” من مأرب ولقادة من عدة محافظات، فقد تم تصوير أولى الإصدارات في وادي عبيدة، والهدف من ذلك كسب تعاطف شعبي من أبناء القبائل بهدف استقطابهم، ثم تم تصوير الإصدار الثاني في منطقة أخرى في مأرب، وتحدث في الإصدار موحد الصنعاني، وأما الإصدار الثالث كان للقيادي ابو عبيدة الحضرمي أحد أبرز مسؤولي اللجنة الدعوية والشرعية في التنظيم، كما أن هناك إصدارات أخرى ينوي التنظيم نشرها خلال الأيام القادمة سيتحدث فيها قادة من الصف الأول.

تهديد الملاحة الدولية

ومع مخاوف العالم من توسع الحرب في الشرق الأوسط ترى إيران في تنظيم القاعدة في اليمن “جهاد طروادة” الذي سيمكنها من نشر الفوضى وتهديد الملاحة الدولية في البحر العربي، لاسيما ان مليشيات الحوثي ما زالت مسيطر على العديد من المحافظات المطلة على البحر الأحمر.

القيادات الجهادية اليمنية لا تستبعد أن يكون لنجل سيف العدل فريق جاهز في حضرموت والمهرة لتنفيذ هذه العمليات ضد السفن في البحر العربي.

فبحسب قيادات جهادية يمنية فأن إيران تعتمد على سيف العدل في  التحكم بقاعدة اليمن، وتحريك التنظيم وفق أهداف النظام الإيراني، وأمير التنظيم في اليمن خالد باطرفي لن يتردد في ضرب أهداف في سواحل البحر العربي أما بطائرات مسيرة أو بالزوارق المفخخة.

وأكدت المصادر أن التنظيم له تواجد وتجهيزات بإتجاه حضرموت والمهرة وبالتحديد الفريق الذي يتبع ” ابن المدني ” نجل سيف العدل الذي كان له تحركات واسعة خلال الفترات الماضية تجاه حضرموت والمهرة.

ما كواليس إصدارات قاعدة اليمن حول "حرب غزة" وكيف يدفع سيف العدل وابنه التنظيم لخدمة إيران؟

وقد قام التنظيم في السنوات الماضية، بتخطيط وتنفيذ عدة عمليات في سواحل البحر العربي، ففي مايو/أيار 2020، تم استهداف سفينة بريطانية قبالة سواحل حضرموت، لم تعلن أية جهة رسميا مسؤوليتها عن الحادثة، إلاّ أن قياديا جهاديا من مأرب أكد وقوف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وراء العملية، بهدف استدراج المزيد من القوات الأجنبية إلى المهرة وحضرموت وفتح جبهة حرب استنزافية ضدها.

وعقب عملية حضرموت، بدأ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بتجهيز مجموعة مدربة من الخلايا السرية داخل محافظة المهرة لتنفيذ عملية يشارك فيها أكثر من 15 انتحاريا تستهدف التواجد الغربي والسعودي في المحافظة إضافة إلى ممرات التجارة البحرية.

لكن القوات الحكومية والتحالف قاموا بعملية استباقية في أكتوبر 2020 وهاجمت أوكار الخلايا الجهادية وقد أسفر ذلك عن معارك عنيفة أدت الى إصابة ومقتل العشرات من الطرفين، وتكرر السيناريو نفسه في ديسمبر/ كانون الأول 2020 في مديرية الشحر بساحل حضرموت، حيث تمكنت قوات أمنية من القبض على خلية تابعة لتنظيم القاعدة كانت ترصد خطوط (ممرات) الملاحة الدولية.

ما كواليس إصدارات قاعدة اليمن حول "حرب غزة" وكيف يدفع سيف العدل وابنه التنظيم لخدمة إيران؟

الخلاصة

على مدى السنوات الماضية، نجح خالد باطرفي وغيره من كبار قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذين يعملون مع سيف العدل في إبقاء التنظيم تابعا للأجندات الأجنبية. وظل بعض الأعضاء اليمنيين في التنظيم يأملون في أن تتغير الأمور يومًا ما وأن يتمكن التنظيم من العودة إلى التركيز على اليمن.

ويُظهر رد فعل القاعدة في شبه الجزيرة العربية على تدمير غزة أنهم مهتمون فقط بالاستمرار في تنفيذ جهاد طروادة نيابة عن أسيادهم الإيرانيين. وهم ينظرون إلى الشعب الفلسطيني باعتباره عنصر يمكن استغلاله والاستغناء عنه لتعزيز أجندة إيران الرامية إلى الفوضى الإقليمية. تمامًا مثلما يفعل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مع أبناء اليمن.