ماهو المصير المجهول الذي يواجه سكان جرف الصخر بعد اكثر من 8 سنوات على تحرير مدينتهم؟

بالرغم من استعادة ناحية جرف الصخر “جرف النصر” من تنظيم داعش، أواخر تشرين الأول 2014، إلا أن اعدادا  كبيرة من السكان لا يزالو يعانون في المخيمات بل ويتم منعهم من العودة إليها لأسباب أمنية.

ناحية جرف الصخر والتي تم تبديل اسمها إلى “جرف النصر”، بعد هزيمة داعش، شمال محافظة بابل، وتبعد حوالي 60 كم جنوب غرب بغداد، وشمال مدينة المسيب على بعد 13 كم، وتبلغ مساحتها 50 كم مربعاً، ويسكنها نحو 140 ألف نسمة، وأغلبهم من قبيلة الجنابيين من الفلاحين العاملين  بالزراعة.

خريطة توضيحية لناحية جرف الصخر

وتكتسب هذه الناحية الصغيرة أهمية استراتيجية، نظراً لطبيعتها الجغرافية الوعرة الصعبة، وموقعها المهم الذي يربط بين المحافظات الغربية والوسطى والجنوبية.

وكان تنظيم “داعش” قد سيطر على جرف الصخر عام 2014، وهذا ما دفع غالبية سكان الناحية للفرار منها صوب مناطق أكثر أمناً.

بين ميليشيا حزب الله والمساومات السياسية يعاني سكان جرف الصخر من مصير مجهول

مساومات و بيع وشراء بالسكان بين فترة وأخرى ولم تنجح أي صفقة بين السياسيين بشأن المدينة الخالية وسكانها.

ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران هي من تسيطر على جرف الصخر سابقاً جرف النصر حالياً حيث حول حزب الله المدينة إلى ثكنة عسكرية وسجون و مشاجب للسلاح وفق مصادر أمنية.

مصدر أمني تحدث لأخبار الآن ورفض الكشف عن هويته أكد، أن جرف الصخر هي إحدى أكبر معاقل ميليشيا حزب الله وأن ميليشيا حزب الله هي من تسيطر على المنطقة بالكامل دون أي قوات أمنية أخرى.

بين ميليشيا حزب الله والمساوامات السياسية يعاني سكان جرف الصخر من مصير مجهول

ميليشيا كتائب حزب الله (أخبار الآن)

المصدر الأمني, أكد أن كل الأحاديث المتداولة بعودة السكان إلى جرف الصخر هو مجرد كلام فارغ لأن الإيرانيين لم يوافقوا على عودة سكان هذه المدينة وحزب الله هم من يسيطروا على المدينة برمتها ويأتمرون بأوامر الحرس الثوري وليس بأوامر الحكومة العراقية.

أكثر من 8 سنوات على التحرير ولم تسمح ميليشيا حزب الله الدخول للمدينة لأي وسيلة إعلام ولأسباب مجهولة تعجز حكومات بغداد المتعاقبة عن التدخل في ملف جرف الصخر، في نفس الوقت الذي يطالب فيه عدة من السياسيين السنة باستعادة الناحية من قوات الحشد الشعبي التي يقولون أنهم يُسيطرون عليها ويمنعون الأهالي من العودة إلى مناطقهم، فيما تؤكد قيادات الحشد أن من عليهم مؤشرات أمنية هم فقط الذين ما زالوا يسكنون المخيمات.

 

بين ميليشيا حزب الله والمساوامات السياسية يعاني سكان جرف الصخر من مصير مجهول

رجال ميليشيا كتائب حزب الله (أخبار الآن)

وآخر تلك المطالبات تصريح أدلى به رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر قبل أيام ذكر فيه “سنصلي في الجرف قريباً” في إشارة إلى عودة السنة النازحين إلى تلك المنطقة.

 

بين ميليشيا حزب الله والمساومات السياسية يعاني سكان جرف الصخر من مصير مجهول

رفض لاستغلالها سياسياً

بعد مطلب الخنجر الأخير أصدرت ميليشيا حزب الله بيان استهزاء وتحدي بكلام الخنجر حول عودة السكان إلى هذه المدينة، وفي هذا السياق يقول النائب، ياسين العيثاوي، إن “قضية جرف الصخر إنسانية قبل أن تكون سياسية، أو تُغلّف بغطاء سياسي، أو محاولة استغلال القضية من قبل الآخرين في سبيل ترويج أو تمرير موقف ما”.

كما أضاف العيثاوي في تصريحاته، أن “القضية الإنسانية غير خاضعة للمزايدات والمساومات السياسية، وعلى الحكومة اتخاذ إجراءات جدّية لإرجاع العوائل النازحة بعد تدقيقهم أمنياً، أما استغلال الملف سياسياً فهذا مرفوض تمامًا”.