لمبادلتهم بقادة التنظيم.. داعش يُكلف أفرعه الخارجية باختطاف دبلوماسيين أتراك

 

كشفت وثيقة مسربة من داخل تنظيم داعش سعي التنظيم إلى تنفيذ عمليات اختطاف دبلوماسيين أتراك مع عائلاتهم من أجل مبادلتهم بعدد من قادة التنظيم وأسرهم الذين أُلقي القبض عليهم في تركيا، خلال السنوات الماضية.

وتُظهر الوثيقة، وهي عبارة عن مراسلة بين إدارة الولايات البعيدة في تنظيم داعش التي باتت تُعرف أيضًا بالإدارة العامة للولايات، وبين جميع مكاتب التنظيم الخارجية، تطالب فيها الإدارة أمراء المكاتب الداعشية بالسعي لتنفيذ عمليات نوعية من أجل اختطاف دبلوماسيين أتراك مع أفراد أسرهم سواء كانوا رجالا أم نساءً أم أطفالًا، من أجل استخدامهم للضغط على الحكومة التركية كي تُطلق سراح قادة داعش وزوجاتهم وأُسرهم الذين قبض عليهم في تركيا، في الفترة التي شهدت انهيار الخلافة المكانية الداعشية في الباغوز بسوريا، في مارس/ آذار 2019.

وثيقة مسربة من داعش تكشف سعي التنظيم لاختطاف دبلوماسيين أتراك

وتحمل الوثيقة صيغة التعميم، وهي بتاريخ 20 مارس/ آذار 2019، أي في الوقت الذي أُعلن فيه السيطرة على آخر معاقل داعش بقرية الباغوز السورية، وهذا يعني أنها موجهة لجميع مكاتب داعش الخارجية المسؤولة عن إدارة الولايات والأفرع التابعة للتنظيم في خارج سوريا والعراق.

ووفقًا لمراسلات ووثائق مسربة من داعش فإن التنظيم يمتلك 8 مكاتب في دول: (أفغانستان، والصومال، واليمن، ونيجيريا، وليبيا، وشبه جزيرة سيناء، فضلًا مكتب في سوريا وآخر مستقل ومنفصل في العراق)، وهذه المكاتب مرتبطة بإدارة الولايات في سوريا التي يُشرف عليها عبد الرؤوف المهاجر أو أبو سارة العراقي، أمير إدارة الولايات والموصوف بأنه القيادي الذي يتحكم في التنظيم ويديره بكامله.

ويُظهر نص الوثيقة إلحاح إدارة الولايات البعيدة على أمراء المكاتب الداعشية في تنفيذ عمليات خطف واعتقال الدبلوماسيين الأتراك أو أسرهم، مع التنبيه عليهم بضرورة إبلاغ القيادة المركزية للتنظيم بأي عمليات تتم في هذا الصدد من أجل إبلاغ عناصر داعش المكلفين بالتفاوض بالتواصل مع السلطات التركية لإجراء عملية تبادل الأسرى، وهو ما لم يتم في نهاية المطاف.

وثيقة مسربة من داعش تكشف سعي التنظيم لاختطاف دبلوماسيين أتراك

وألقت أجهزة الأمن التركية القبض على عدد من قادة داعش وأسرهم في تركيا، خلال السنوات الماضية، من بينهم رسمية عواد البدري شقيقة أبو بكر البغدادي، خليفة داعش الأسبق، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وقاسم غولر، والي ما يعُرف بولاية تركيا الداعشية وأحد مسؤولي تمويل التنظيم، منتصف يونيو/ حزيران 2021، وحجي زيد العراقي المعروف أيضًا بـ”الأستاذ زيد” (بشار غزال الصميدعي)، وهو أمير ديوان القضاء والمظالم وعضو لجنة الرقابة والتدقيق المنهجي بداعش سابقًا وأحد أبرز من تبقوا من قادة الصف الأول بالتنظيم، في مايو/ آيار 2022.

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الشهادات والوثائق التي تكشفت بعد انهيار خلافة داعش المكانية في مارس 2019، ألمحت إلى أن القيادة العليا للتنظيم عملت على إخراج أسر كبار قادة التنظيم المعروفين بـ “حجاجي داعش” إلى خارج مناطق القتال في سوريا والعراق، ونقلتهم إلى دول أخرى بعيدة عن العمليات العسكرية (منها تركيا)، بينما رفضت بشكل قاطع إخراج عوائل وأسر عناصر التنظيم، وشاع في أوساط هؤلاء العناصر أن القيادة أبقت أسرهم داخل المناطق المحاصرة لاستخدامهم كدروع بشرية، وذلك وفقًا لحوارين منفصلين أدلى بهما عبد الناصر قرداش، أمير اللجنة المفوضة سابقًا (أعلى هيئة قيادية تنفيذية بالتنظيم)، وأمير هيئة الهجرة في داعش.

وذكر أبو مسلم العراقي، الأمني السابق بالتنظيم، في الجزء الثاني من شهادته على داعش والتي نشرتها مؤسسات منشقة عنه بعنوان: “شهادة أمني تائب”، أن الخروج من “معاقل داعش” المحاصرة كان محرمًا على أفراد وعوائل التنظيم، ومباحًا للأمراء والحجاجي الذين نقلوا أسرهم إلى خارج مناطق القتال وزودهم بكل ما يحتجون من أموال وغذاء ومنازل، على حساب جنود وعناصره التنظيم.

وبدورها، أكدت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” أن قيادة داعش العليا أصدرت التعميم الذي أرسلته إلى أمراء المكاتب الخارجية للتنظيم بشأن العمل على اختطاف الدبلوماسيين الأتراك، بصورة مُتعجلة وألحت فيه لكي تتمكن من تحرير عوائل “حجاجي داعش”، بدليل أن تاريخ الرسالة المسربة يكشف تزامنها مع سقوط آخر معاقل الخلافة المكانية في قرية الباغوز عام 2019.

وأشارت القناة التي يُديرها منشقون عن داعش إلى أن حجاجي داعش بما فيهم أبو بكر البغدادي، خليفة داعش الأسبق، ونائبه ثم خليفة داعش التالي له عبد الله قرداش والمعروف أيضًا بأبي إبراهيم القرشي، وحجي حامد العراقي، وحجي عبد الله قرداش عملوا على إخراج عوائلهم إلى تركيا أو مناطق سيطرة الفصائل السورية المسلحة، فيما تركوا بقية عناصر وأسر التنظيم يقتلون في الباغوز، بحسب تعبير القناة.