الصومال وكينيا وأثيوبيا وجيبوتي دول تتوحد بوجه جماعة الشباب

رغم الاجراءات الأمنية الصارمة المتخذة تزامناً مع انعقاد “قمَّة دول خط المواجهة”، سُمع صباح الأربعاء دويّ انفجارات في ناحية قريبة للقصر الرئاسي في العاصمة مقديشو، تحديداً في بلدية ورطيقلي جنوب العاصمة. وأكَّدت مصادر حكومية لـ”أخبار الآن” أنّ الانفجارات ناجمة عن تفجير عناصر من جماعة الشباب الارهابية، عدد من الألغام في المنطقة السكنية، كانوا قد وضعوها ليل الثلاثاء الأربعاء، وقد أدّى انفجار تلك الألغام إلى مقتل طفل متأثراً بجروحه.

يأتي ذلك فيما تواصل الحكومة الصومالية عزمها للقضاء على الجماعة الإرهابية، وتستمر بجهودها تلك ضمن الاستراتيجية الثلاثية التي أعلنها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في أغسطس العام 2022، القائمة على:

  • تحرير المناطق التي سيطرت عليها الجماعة لأكثر من 15 عاماً
  • محاربة الإيديولوجيا المتطرفة لجماعة الشباب
  • تجفيف منابع التمويل الذي تحصل عليه تلك الجماعة الموالية لتنظيم القاعدة الارهابي.

“قمَّة دول خط المواجهة” تناقش 4 نقاط رئيسية

وفي السياق، استطاعت الحكومة الصومالية تحقيق تقدّم بارز ضمن تلك الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الصومالي، إذ حرّرت القوّات الحكومية المدعومة من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال والقبائل الصومالية مناطق شاسعة وسط البلاد وجنوبها، كانت قد احتلتها جماعة الشباب لأكثر من 15 عاماً، وبعض تلك المناطق استراتيجية جدّاً إذ أنَّها كان في السابق مهد الجماعة ومنطقة عملياتها، على سبيل المثال هرارديري (Harardhere) معقل نائب رئيس الجماعة وشخصيتها الأبرز مهاد كاراتي، والتي دخلتها القوّات الرسمية منتصف شهر يناير 2023.

وعلى ذلك الخط، يسعى الرئيس الصومالي لاستثمار التقدّم الميداني الحاصل لإعادة ثقة المجتمع الدولي بالدولة الصومالية التي عقدت العزم على القضاء الكلّي على جماعة الشباب، التي كان قد أعلن نائب رئيسها وأحد أشهر شخصياتها مهاد كاراتي في حديث له منذ سنوات قليلة، خطة للجماعة قائمة على السيطرة على مقديشو وإسقاط الدولة بحلول العام 2024.

وكترجمة للنجاح الذي تحقّقه الدولة الصومالية في حربها على الجماعة، يسعى الرئيس الصومالي لاشراك المجتمع الدولي ودول الجوار في عملية القضاء على الارهاب لاستعادة الثقة الدولية بالجمهورية الصومالية، خصوصاً أنّ في جماعة الشباب عناصر وقيادات أفريقية غير صومالية، من أثيوبيا وبوركينا فاسو وكينيا وجيبوتي وغيرها من البلدان.

وفي السياق، يعقد الرئيس الصومالي اليوم الأربعاء 1 فبراير 2023، قمّة رئاسية إقليمية تضمّ إليه رئيس جيبوتي اسماعيل عمر غيلي (Ismail Omar Guelleh)، رئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد علي (Abi Ahmad Ali)، ورئيس جمهورية كينيا وليام روتو (William Ruto)، لمناقشة سبل تعزيز العمل المشترك للتصدي لارهاب جماعة الشباب.

وقد اختار الرئيس الصومالي “قمَّة دول خط المواجهة” – Somalia-Frontline States Summit، كعنوان لذلك اللقاء. وبحسب ما صدر عن وزارة الاعلام الصومالية، فالقمة التي سبقها الثلاثاء الفائت اجتماعاً تحضيرياً حضره وزراء دفاع الدول الأربعة، تناقش 4 نقاط رئيسية هي:

  • دعم الجيش الصومالي في حربه على جماعة الشباب
  • القيام بعمليات عسكرية مشتركة بين الدول الـ4
  • توجيه نداء مشترك إلى العالم لدعم القوات الصومالية في حربها على الارهاب
  • إظهار التهديد الحقيقي الذي تشكله جماعة الشباب على المنطقة والقارة لجهة ضرب الاستقرار والتنمية.

 

تزامناً مع "قمَّة دول المواجهة" في الصومال.. جماعة الشباب تفجّر ألغاماً وتقتل طفلاً

جهود حكومية لدعم الجيش الصومالي

وتأتي تلك القمَّة أيضاً لاستمرار الجهود الحكومية لدعم الجيش الصومالي، إذ كانت مقديشو، بحسب مستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي حسين شيخ علي، أرسلت 3000 جندي إلى كلّ من أريتريا وأوغندا للتدريب وذلك في الأسابيع الماضية، كاشفاً في حديث صحافي، عن إرسال دفعة جديدة قوامها أيضاً 6000 جندي قريباً إلى كلّ من مصر وأثيوبيا للخضوع إلى تدريبات مكثَّفة شأنها تعزيز قدرة الجيش الصومالي على محاربة جماعة الشباب.

ويُشار في السياق إلى أنَّ مستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي حسين شيخ علي المتواجد اليوم في العاصة الأمريكية واشنطن، أعلن عن خطة دفاعية حكومية قائمة على تجهيز 15000 جندي لقتال جماعة الشباب بنهاية العام الحالي 2023 ليكون القضاء الكلي على جماعة الشباب في منتصف العام 2024 بحسب شيخ علي.

وقد اتخذت الصومال إجراءات أمنية مشدّدة بالتزامن مع القمّة الرباعية المنعقدة في فندق “Declae” الموجود داخل مطار آدم عدي الدولي (Aden Adde International Airport)، تمثلت بوقف حركة الملاحة في المطار يومي الثلاثاء والأربعاء “باستثناء الطائرات التي تقل كبار الشخصيات”، وتعزيز الأمن في العاصمة.

شاهدوا ايضا: أشهر تفصل الصومال عن كارثة كبرى.. وذلك ما يهــدد حملة القضاء على جماعة الشباب