بعد حظر عمل النساء.. المنظمات الإنسانية تنسحب من أفغانستان

  • طالبان تواصل انتهاكاتها ضد المرأة

  • المجلس النرويجي للاجئين: قرار طالبان بوقف عمل النساء سيؤثر على كل الشعب الأفغاني

  • المجلس النرويجي للاجئين:  نحتاج إلى امرأة من أجل الوصول إلى نساء أخريات و الفتيات في المنازل

أعلنت ثلاث منظمات إغاثية أجنبية أنها ستعلق عملها في أفغانستان، بعدما أمرت طالبان جميع المنظمات غير الحكومية بمنع موظفاتها من العمل، بحسب بيان.

المجلس النرويجي للاجئين واحد من هذه المنظمات غير الحكومية التي قررت إلغاء أعمالها في أفغانستان. الرئيس الإقليمي للمناصرة في المجلس النرويجي للاجئين Norwegian Refugee Council دان تايلر  Dan Tyler أكد لأخبار الآن أن هذا القرار لن يضر النساء فقط وإنما الشعب الأفغاني الغارق في ظروف اقتصادية صعبة بأكمله، مضيفا أن “هذا القرار لا يتعلق بمن سيكون داخل جماعة طالبان وأن الشعب الأفغاني هو الذي سيشعر بتأثير هذا القرار لان هذا البلد يخضع لضغوط إنسانية هائلة في الوقت الحالي”

ويتوقع تايلر أن يكون تأثير هذا القرار محسوسًا على نطاق واسع ، “ليس فقط من قبل النساء ، ولكن في الواقع سيكون تأثير هذا القرار على جميع الأفغان أيضًا الذين يعتمدون على المنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدة الإنسانية في بلدهم ويتساءل تايلر لماذا؟ ويجيب “لأن العديد من المنظمات غير الحكومية لن تكون قادرة على مواصلة العمل لأننا لن نستطيع مواصلة العمل بدون المرأة”.

في حوار خاص لأخبار الآن قدّم تايلر  أرقاما مفزعة عن الوضع الانساني في أفغانستان التي مزقتها الحروب وتمزقها جماعة طالبان في الوقت الراهن. وقان أن “أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشيرا إلى أنه شهد ارتفاعًا حادًا في الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان، ولا سيما منذ تولي طالبان زمام الأمور ، لأن الاقتصاد قد انهار إلى حد كبير”.

 

 

المجلس النرويجي للاجئين لـ"أخبار الآن": تأثير قرار طالبان بوقف عمل النساء سيؤثر على كل الشعب الأفغاني

تداعيات قرار حظر عمل النساء في أفغانستان

وجود المرأة داخل المنظمات الانسانية أمر مهم جدا بالنسبة للأفغانستان والمنظمة، إذ في أفغانستان البلد المحافظ، والذي يشهد موجة من التشدد من قبل جماعة طالبان من المفترض أن يكون دور المرأة مهما جدا لضرورة وجودها في عدة مجالات خاصة تلك التي تهم النشاء المحافظات في البلاد.

وذكر الرئيس الإقليمي للمناصرة في المجلس النرويجي للاجئين دان تايلر أن المركز يلجأ إلى كيفية وصول المرأة إلى أكثر من ثلث القوى العاملة لدينا مؤكدا على ضرورة وجود المرأة في المنظمات الانسانية مثل المركز النرويجي مؤكدا أنه لا يمكن   العمل بدون المرأة، مؤكدا مرة أخرى إلى أهمية وجود  “امرأة من أجل الوصول إلى نساء أخريات و الفتيات في المنازل” مبررا ذلك بالوضع الخاض في أفغانستان إ “في أجزاء كثيرة من البلاد حيث المجتمع محافظ ونحن نحاول الامتثال للمعايير الثقافية في البلاد”

وتحدث تايلر  Dan Tyler عن تجربته الخاصة في المركز النرويجي على الأراضي الأفغانية قائلا : “لقد عملنا بجد في الواقع لاستيعاب العديد من الطلبات والامتثال لها مثل ما يتعلق بالفتيات في فريق عملي حيث تتم مرافقة جميع موظفاتنا عند سفرهن لتقديم المساعدات الإنسانية”

في الحوار الخاص مع أخبار الآن، أكّد تايلر مرار أن المنظمات الانسانية بحاجة إلى المرأة، مؤكد أيضا أنه ليس هناك شك في أهمية دور المرأة ولا شك أيضا في أن قرار طالبان الجائر غير إنساني وغير عملي.

واختتم الرئيس الإقليمي للمناصرة في المجلس النرويجي للاجئين دان تايلر أن “هذا القرار سيكون له تأثير رهيب على أفغانستان كلها “.

 

طالبان

 

6 منظمات تعلق عملها في أفغانستان

وفي السياق، أعلنت منظمتا الإغاثة “كريستشن ايد” و”أكشن ايد” الاثنين تعليق نشاطهما في أفغانستان بعد أن أمرت طالبان بحظر عمل النساء في المنظمات غير الحكومية، ما يرفع الإجمالي إلى ستّ منظمات اتخذت خطوة مماثلة.

وقال رئيس البرامج الدولية في “كريستشن ايد” راي حسن في بيان إن المنظمة “تسعى بسرعة للحصول على توضيحات حول هذا الإعلان وتحض جماعة طالبان على إلغاء الحظر…. وبينما نقوم بذلك، نعلق بكل أسف عمل برامجنا”.

وحذر حسن من أن “الملايين في أفغانستان على حافة المجاعة”.

وأضاف إن “تقارير عن أسر يائسة الى درجة أنها وجدت نفسها مجبرة على بيع أطفالها لشراء الطعام أمر يفطر القلب”، مضيفا أن حظر عمل النساء في المنظمات الإنسانية من قبل طالبان لن يؤدي سوى الى “إعاقة قدرتنا على تقديم العون للعدد المتزايد من الأشخاص الذين هم بحاجة الى مساعدة”.

بدورها، أعلنت “أكشن ايد” أن منع النساء من العمل فيها “يعيق الوصول إلى نصف السكان الذين يعانون بالفعل من الجوع”.

وقالت في بيان “اتخذت أكشن ايد قرارا صعبا بوقف معظم برامجها في أفغانستان مؤقتا حتى تتوضح الصورة”.

وصدر الأحد بيان مشترك مماثل عن منظمات “سيف ذا تشيلدرن” و”المجلس النروجي للاجئين” و”كير”.

كما أعلنت “لجنة الإغاثة الدولية” التي تقدم خدمات طارئة في مجالات الصحة والتعليم وغيرها وتوظف ثلاثة آلاف امرأة أنها ستعلق نشاطها في جميع أنحاء أفغانستان.

الاتحاد الأوروبي يدين

دان الاتحاد الأوروبي السبت حظر طالبان عمل النساء في المنظمات غير الحكومية في أفغانستان، معلنا أنه يقيّم تداعيات ذلك على مسألة تقديم المساعدات إلى البلاد.

وأفادت ناطقة باسم مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فرانس برس في بيان: “يدين الاتحاد الأوروبي بشدة قرار طالبان الأخير منع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية… نقيّم الوضع وتأثيره على تقديمنا للمساعدات ميدانيا”.

وأدان القائم بالأعمال النرويجي، الذي تمول بلاده مساعدات في أفغانستان واستضافت محادثات بين طالبان وأعضاء من المجتمع المدني في يناير كانون الثاني، هذه الخطوة.

من جانبها تقدر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة أن أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 38 مليون نسمة، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال فصل الشتاء القاسي. وتعمل عشرات المنظمات في المناطق النائية من أفغانستان والعديد من موظفيها نساء.