روناك شيخي
مجموعة نساء في الرقة السورية يحاولن تدريب نساء خرجن من الهول واعادة دمجهن في المجتمع
- مجموعة نساء في الرقة السورية يحاولن تدريب نساء خرجن من الهول واعادة دمجهن في المجتمع
- جلسات دعم نفسي تقدم للنساء الاتي خرجن من الهول في محاولة لتقييم احتياجاتهن
على مدى العامين الماضيين وجدت الكثير من النساء اللواتي خرجن من مخيم الهول أنفسهن أمام حياة يبدأ الخوض فيها “من الصفر” حيث يقوم مشروع صانعات السلام بتدريب النساء على تقبل بعضهن البعض والابتعاد عن التطرف والعيش المشترك في سلام بعيدا عن تعاليم تنظيم داعش الذي دمر المجتمع وقسمه الى فئات عنصرية.
حياة النساء ما بعد مخيم الهول وكيف يندمجن من جديد في المجتمع
احدى هذه النماذج الناجحة فتاة سورية من الرقة تحدثت لأخبار الآن تدعى براء المحمود تزوجت بطبيب داعشي واضطرت للالتحاق بزوجها ضمن التنظيم وهي فتاة جامعية مثقفة واجهت الكثير من ظلم المجتمع بعد انفصالها عن زوجها وقرارها بالعودة إلى اهلها لممارسة الحياة الطبيعية الا انها لم تستسلم والتحقت بورشات تدريب ودعم نفسي لاحدى المنظمات واثبتت انها انسانة سليمة لاتحمل اي افكار متطرفة.
تقول براء التي خرجت من مخيم الهول انها حصلت على فسحة أمان كبيرة بعد انضمامها لهذا التدريب وأصبحت أكثر ثقة بنفسها.
وتضيف براء انها اليوم موجودة بمكان يرضيها وهي سعيدة ولم يعد يهنها التنمر الموجود، والمجتمع يتقبلني مثلما انا واشعر براحة كبيرة واليوم شاركت في تقديم فلم يتحدث عن دور المرأة في صنع القرار والسلام وقصته واقعية والنساء يتابعونه وانا سعيدة لما وصلت له اليوم
وتخبرنا براء أيضاً ان لها تملك محل خاص بها وتعمل وأمورها بخير.
ما هدف مشروع صانعات السلام؟
تقول صهباء فريج من منظمة لاجل النسوية انهن ضمن نشاطات المنظمة يستهدفن النساء الخارجات من مخيم الهول في محاولة لاعادة دمجهن بالمجتمع المحلي، وغالبيتهن ممن غرر بهن لذلك اخضعناهن لجلسات دعم نفسي في محاولة لتقييم احتياجاتهن وكيفية اعادة انخراطهن بالمجتمع المحلي والمدني من خلال تدريبات وورشات عمل وفي نهاية جلسات الدعم النفسي اطلقنا مبادرة باسم صانعات السلام وهي تدمج بين نساء المجتمع المدني والناشطات مع نساء خارجات من مخيم الهول في مبادرة لانشاء النادي الاجتماعي النسائي ومحاولة لاستقطاب جميع النساء لاعادة بناء المجتمع.
ولاقت هذه الجلسات استحسانا كبيرا من النساء وهناك من حاولن استقطاب المزيد من النساء حيث قمن بنقل الصورة واسلوب التعامل والاندماج.
الكثير من نساء داعش خرجن من الهول نحو مصير مجهول، حيث واجهن رفضا من المجتمع وعدم تقبل من الاهل واطفالا بلا جنسية أو هوية من آباء مختلفين ليجدن انفسهن امام حياة صعبة وسيئة، القليل منهن فقط حظين بفرصة للتخلص من الماضي والحصول على عمل عن طريق بعض المنظمات النسوية العاملة في مدينة الرقة. الكثير من الاصوات تنادي بدعم هؤلاء النساء إلا أن الدعم لازال خجولا والمصير لازال مجهولا لاطفال ونساء خرجوا من رحم تنظيم ارهابي رغما عنهن.
مخيم الهول.. “القنبلة الموقوتة”
ومنذ صيف عام 2021، تشكلت “لجان محلية” مؤلفة من وجهاء عشائر وناشطين مدنيين ومنظمات مجتمع مدني في مناطق الطبقة والرقة والشعفة والباغوز والصور في ريف دير الزور.
وعمدت هذه اللجان المعروفة باسم “لجان حل النزاع” إلى حل مشكلات العائلات العائدة من “الهول”، التي تتمحور في نواحي التعليم والصحة والمعونات الإغاثية والأوراق الثبوتية والسكن.
وتسعى، حسب القائمين عليها إلى المساهنة في “ضمان وجود دخل مادي للعائلات عن طريق فتح مشاريع صغيرة، وبالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية، التي ركزت أيضا على دعم الأيتام والأرامل والفقراء وذوي الحاجات الخاصة.
وفي آخر تقرير لها في نوفمبر 2022 حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من حياة “مأساوية” يعيشها أطفال “الهول”، من جراء نقص الخدمات والرعاية الصحية وازدياد العنف.
ويُعرف مخيم الهول، بـ”القنبلة الموقوتة” نظراً لوجود متشددين من زوجات وأبناء عناصر “داعش”، وعشرات الآلاف من مناصريه ضمن مخيم يوصف بـ”الأخطر عالمياً”.
