لأكثر من عام.. صيدليات تونس تسجل نقصًا كبيرًا في الأدوية

  • التونسيون يلجؤون للبحث عن بدائل الأدوية المفقودة
  • المهنيون يرجحون تصاعد الأزمة مع مغادرة 3 من كبار مصنعي الدواء للبلاد

تُسجّل صيدليات المستشفيات الحكومية في تونس، نقصاً كبيراً في أدوية حياتية، ما يعرّض حياة المرضى للخطر، وسط تقديرات بنقص في مئات الأصناف من الأدوية.

ويضطّر تونسيون إلى البحث عن بدائل الأدوية المفقودة، فيما يرجّح مهنيون تصاعد الأزمة مع مغادرة ثلاثة من كبار مصنعي الدواء للبلاد وتصفية أعمالهم في الأشهر الأخيرة.

وتعود أزمة فقدان الأدوية في تونس إلى أكثر من سنة، غير أنها شهدت تفاقمًا في الآونة الأخيرة مع تسجيل النقص في عقاقير حياتية، واكتفاء صيدليات المستشفيات بصرف أصناف قليلة بكميات محددة.

شبح فقدان الأدوية يهدد حياة الطفلة وصال

ومنذ ما يزيد عن شهر تبحث صليحة عن دواء ابنتها وصال التي تعاني من عدة أمراض مزمنة، لكنها لم تجد ضالتها على الرغم من زيارة أكثر من خمس صيدليات في منطقتها، بل بحثت عن الدواء في مناطق مجاورة لكن دون حلّ.

أزمة الأدوية في تونس تهدد حياة المرضى.. والتونسيون يلجؤون لحلول بديلة

وتقول صليحة إنّها ليست المرة الأولى التي لا تجد فيها هذا الدواء الذي تستعمله ابنتها منذ 18 عامًا، وأحيانًا تضطر لاقتناء كميات من الدواء مخافة فقدانه، لكن حتى الكميات الاحتياطية لديها تنتهي دون أن تستطيع الحصول على غيرها من أي صيدلية بسبب عدم توريده، وفقدان حتى بعض الأدوية البديلة له.

وتقول صليحة إنها تعيش كابوسًا يوميًا جراء فقدان الأدوية، وهو ما يمثل خطرًا على صحة ابنتها، لكنها وجدت مؤخرًا ضالتها لدى نبيل بوخيلي صاحب مبادرة تجميع الأدوية و توزيعها على مستحقيها.

أزمة الأدوية في تونس تهدد حياة المرضى.. والتونسيون يلجؤون لحلول بديلة

فقد ابنه بسبب مرض السرطان.. فتبنى قضية الأدوية المفقودة

وكان نبيل بوخيلي قد فقد ابنه بسبب مرض السرطان منذ 5 سنوات، وهو ما خلف فيه شعورًا  بالمسؤولية تجاه مرضى السرطان خاصة منهم الأطفال.

فأطلق مجموعة على الفيسبوك يشاركه فيها عدد من الأطباء والصيادلة يدعو فيها التونسيين بالداخل والخارج إلى التبرع بالأدوية التي لا يحتاجونها لتوزيعها على مستحقيها من مرضى السرطان والأمراض المزمنة.

ويأمل نبيل في أن يحصل على دعم “جمعية صحية”، حتى يتمكن من الحصول على الأدوية والتجهيزات الطبية التي أرسلها التونسيون بالخارج والتي لا تزال إلى حتى اليوم، عالقة في الديوانة التونسية (الجمارك) لعدم امتلاك نبيل أية صفة قانونية وطبية تبرر حصوله على هذه التبرعات التي يقول أنها ستنقذ الكثير من الكثير من المرضى.