فيما تسعى القوات الروسية لبسط سيطرتها على شرقي أوكرانيا ومناطق أخرى من جنوبها – وقد مُنيت بصدمة كبيرة مؤخّراً جرّاء التقدم الأوكراني- أعلنت في وقت سابق وزارة الشؤون الداخلية في جمهورية دونيتسك الشعبية الإنفصالية الموالية لموسكو، بدء إصدار جوازات سفر روسية للأوكرانيين، وذلك ما حصل فعلاً إذ قد تلقى مئات آلاف المواطنين في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الأوكرانيتين جوازات سفر روسية.

  • روسيا تحاول تسريع تسليم جوازات سفر روسية للأوكرانيين ووكييف تعتبر ذلك انتهاكاً لمعايير القانون الدولي
  • ممثل الرئيس في المحكمة الدستورية لأوكرانيا لأخبار الآن : جواز السفر الإجباري جريمة يرتكبها الإتحاد الروسي
  • فينيسلافسكي: الإتحاد الروسي بأعماله ينتهك القانون الدولي وقواعد الحرب المنصوص عليها في اتفاقية فيينا

مؤخراً، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي بتسريع إجراءات منح الجنسية الروسية لجميع الأوكرانيين، ويقضي بإعطاء جميع مواطني أوكرانيا الحق في تقديم طلب للحصول على جنسية الاتحاد الروسي بموجب تسهيل في الإجراءات.

ويشمل ذلك الإجراء جميع المواطنين الأوكرانيين بعد أن أُقر في وقت سابق، لتسهيل إجراءات الحصول على جواز سفر روسي لسكان منطقتي زاباروجيا وخيرسون اللتين احتلت روسيا جزءاً كبيراً منهما منذ هجومها في فبراير على أوكرانيا. وقالت موسكو والمسؤولون الموالون لموسكو إن هاتين المنطقتين ستصبحان جزءاً من روسيا.

ويأتي مرسوم بوتين الأخير في أعقاب مرسوم أقرّ العام 2019، وسمح بتسريع إجراءات مماثلة لأهالي جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين بشرق أوكرانيا، ولا يُشترط على مقدّمي الطلبات أن يكونوا قد أقاموا في روسيا، ولا تقديم ما يثبت حيازتهم للأموال الكافية أو نجاحهم في امتحان للغة الروسية. 

الإتحاد الروسي ينتهك معايير القانون الدولي

أخبار الآن أجرت لقاءً خاصاً مع النائب فيدير فينيسلافسكي (Fedir Venislavskyi)، وهو ممثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في المحكمة الدستورية لأوكرانيا، لمعرفة ما هي المناطق التي أصدرت فيها روسيا جوازات سفر؟ ماذا يعني ذلك؟ وهل من عواقب على الأوكرانيين الذين حصلوا على جواز السفر الروسي؟

يقول فينيسلافسكي: “لقد وزّعت سلطات الإحتلال الروسية جوازات سفر للمواطنين الأوكرانيين في أراضي مناطق خيرسون وزاباروجيا ولوهانسك ودونيتسك. إنّ الإتحاد الروسي بأعماله تلك ينتهك بشكل صارخ معايير القانون الإنساني الدولي، لأنّ ذلك الجواز القسري يشكّل انتهاكاً للقوانين وقواعد الحرب المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لقواعد الحرب”.

جواز سفر روسي لمسؤول أوكراني ومحكمة أوكرانيا الدستورية تؤكّد لأخبار الآن.. فما العواقب؟

 

واعتبرت كييف أنّ جوازات سفر الروسية للأوكرانيين هي محاولة غير قانونية تبذلها موسكو لضمّ الأراضي الأوكرانية التي احتلتها في إطار ما تعتبرانه استحواذاً استعمارياً على الأراضي. وفي المقابل تقول روسيا إنّها تنفذ عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لحماية نفسها والدّفاع عن المتحدثين باللغة الروسية، الذين تزعم أنّ السلطات الأوكرانية تضطهدهم، وذلك ما تنفيه كييف.

 كيف ستتعامل أوكرانيا مع المواطنين الذين أجبروا على تغيير جنسيتهم؟

في ذلك السياق يقول فينيسلافسكي لـ”أخبار الآن“: “لن يكون لدى أوكرانيا أي مطالبات ضدّ مواطني أوكرانيا الذين أجبروا، تحت الإكراه، على الحصول على جوازات سفر روسية في ظروف تهدّد حياتهم. لذلك لن تكون هناك عواقب قانونية لهؤلاء المواطنين في أوكرانيا. إذاً من وجهة النظر القانونية، فإنّ تلك الإجراءات ذات طبيعة قانونية لا قيمة لها، أي أنّها لا تنطوي على أيّ عواقب قانونية ولكن بالطّبع هناك استثناءات”.

وأكّد أنّ “جواز السفر الإجباري هو جريمة في الإتحاد الروسي، والحقيقة أنّ الأوكرانيين أجبروا على الحصول على جواز سفر في الإتحاد الروسي، وأجبروا على القيام بذلك لإنقاذ حياتهم وحياة أحبائهم، فذلك ليس جريمة. إنّ ذلك تصرف طبيعي من قبل الناس في ظلّ الضرورة القصوى التي تستبعد أيّ مسؤولية قانونية”.

جواز روسي لرئيس المحكمة العليا في أوكرانيا!

وفي خبر لافت بخصوص جوازات سفر الروسية للأوكرانيين، نقل موقع “كييف إندبندنت” أنّ نائب رئيس المحكمة العليا في أوكرانيا بوهدان لفوف يحمل الجواز الروسي. لكن استناداً إلى برنامج  Schemes الإستقصائي، فإنّ لفوف نفى ذلك، وذكر التحقيق أنّ زوجته هي مواطنة روسية أيضاً.

أخبار الآن” سألت فينيسلافسكي عن ذلك، فأكّد صحة ذلك الأمر، مشيراً إلى أنّ السلطات الأوكرانية تدرس ما هي الإجراءات التي من المحتمل الذهاب باتجاهها.

وكانت الإدارة المحلية الموالية لموسكو في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، منحت في وقت سابق أوّل جواز سفر روسي، واستلم العشرات فيها وثائق هوية روسية، بينهم رئيس الإدارة العسكرية المدنية للمنطقة فلاديمير سالدو. وتجدر الإشارة إلى أنّ موسكو كانت اعترفت بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، قبل يومين فقط من بدء الحرب على أوكرانيا في يوم 24 من شهر فبراير الماضي.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا إلى فرض حظر على الجوازات في وقت سابق من آب الماضي، لكنّه لم يجد الدعم لاقتراحه سوى من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وفنلندا، وكلّها دول لها حدود مشتركة مع روسيا. وتقدم اتفاقية تسهيل التأشيرات التي وقّعت عام 2007 تسهيلات للمواطنين الروس الراغبين في دخول دول الاتحاد الأوروبي. وكانت دول مثل التشيك وبولندا قد أوقفت منح تأشيرات الدخول للروس بعد قرار روسيا شنّ الحرب على أوكرانيا 

شاهدوا أيضاً: ماريوبول جحيم على الأرض.. ومعركة الشرق الأوكراني مفصلية