الروهينغا.. أقلية مسلمة تعرضت للإبادة الجماعية في ميانمار

  • وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكثر الأقليات اضطهادا في العالم
  • يعيشون في مخيمات مكتظة في ظروف صعبة

في المخيم الواقع في كوكس بازار في بنغلاديش، تخشى إحدى العائلات ما هو أسوأ، لأن أصغر أفرادها من اللاجئين الروهينغا، والبالغ من العمر 16 عامًا فُقد في البحر، بعدما غرق القارب الذي حاول هو وأصدقاؤه الإبحار به إلى بلد ثالث ويُخشى أن يكون من بين الموتى.

محمد طاهر، الذي كان يعيش مع والدته حسينة بيغوم البالغة من العمر 35 عامًا وشقيقه الأكبر، لم يكن لديه أي عمل في مخيم بالوخالي للاجئين. قالت عائلته إنه أبحر مع أصدقائه إلى دولة ثالثة وفُقد في البحر منذ منتصف يونيو / حزيران.

“قبل بضعة أشهر، اختفى أخي الأصغر، علمنا لاحقًا أنه حاول الذهاب إلى بلد آخر (ماليزيا) على متن قارب مع أصدقائه” ، تحدث اللاجئ محمد زابر البالغ من العمر 18 عامًا عن شقيقه المفقود، محمد طاهر.

وأضاف: “كان أحد أقاربنا أيضًا على متن نفس القارب، لكنه تمكن من الهرب وقال إن أخي فُقد عندما غرق القارب في البحر”.

هذه الأزمة يمر بها الكثير من لاجئي الروهينغا، على أمل العثور على حياة أفضل. كان الطريق المتكرر المعروف أنهم سلكوه في طريقهم إلى ماليزيا. ومع ذلك، ينتهي الأمر بالعديد منهم إلى الغرق بعد غرق القوارب في البحر.

في الوقت الحالي، تبكي والدة محمد طاهر كلما شاهدت صورًا له.

ويعيش أكثر من مليون من الروهينغا في مخيمات بائسة في جنوب بنغلاديش، التي تضم أكبر تجمع للاجئين في العالم، مع احتمال ضئيل للعودة إلى ميانمار، حيث يُحرمون في الغالب من الجنسية وغيرها من الحقوق.

وفر الغالبية العظمى إلى بنغلادش المجاورة خلال حملة عسكرية في 2017 قالت الأمم المتحدة إنها نفذت بنية الإبادة الجماعية.

وتنفي ميانمار وقوع إبادة جماعية قائلة إنها تشن حملة مشروعة ضد المتمردين الذين هاجموا مراكز الشرطة.

وتواجه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية في لاهاي بسبب أعمال العنف.

ومرت خمس سنوات على الذكرى السنوية الخامسة لهروب أكثر من 730 ألفًا من الروهينغا من ولاية راخين في ميانمار إلى بنغلاديش بعد حملة عسكرية يقودها الجيش ومنذ الحين إلى حدود هذه اللحظة واقع الروهينغا لم يتغير، وقد يكون من السيء إلى أسوأ.

هذه الأقلية العرقية غالبيتها من المسلمين عاشوا لقرون في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، وصفتها الأمم المتحدة في عام 2013 باعتبارها واحدة من أكثر الأقليات اضطهادا في العالم.

وبسبب استمرار العنف والاضطهاد، أقدم مئات الآلاف منهم على خوض رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر والبر إلى بنغلاديش وماليزيا على أمل تأمين على حياة أفضل.

هربت قرى كاملة من الناس إلى بنغلادش حيث يعيشون في مخيمات مكتظة في ظروف صعبة حيث يفتقر الكثير من الناس إلى الرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب والمراحيض والغذاء.

وتتكوّن المخيمات المكتظة في المنطقة من مآوي بسيطة ومتهالكة مصفوفة بجوار بعضها البعض وممرات ضيقة وموحلة ويعيش فيها أكثر من 5,000 شخص ولا تتوفر فيها مرافق صرف صحي كافية، فتشكل برك المياه الراكدة أرضًا خصبة مواتية لتكاثر البعوض والأمراض.

وفي الواقع، لا يكفي عدد المراحيض القليل أعداد الناس الهائلة، كما أنّ انخفاض إمدادات المياه، وخصوصًا خلال موسم الجفاف، يعني أنّ المرافق عادة ما تكون قذرة. زد على ذلك أن هذه المرافق لا توفّر أي مساحة للخصوصية.

شاهدوا أيضاً: الروهينغا.. أقليَّة على هامش الحياة