قضاء سنجار.. توترات أمنية بفعل الأجندات الخارجية

شهد قضاء سنجار غرب الموصل في محافظة نينوى شمال العراق أحداثًا أمنية مضطربة بدأت الإثنين، حيث ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن العراقية والجيش العراقي من جهة، وقوات اليبشة الموالية لحزب العمال الكردستاني من الجهة الأخرى. واستمرت الاشتباكات بين الطرفين لساعات وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.

وبعد ليلة دامية في أول أيام عيد الفطر شهدها الإقليم عاد الهدوء إلى القضاء المحرر من تنظيم داعش الارهابي وتمكن الجيش العراقي من إعادة انتشار قواته في القضاء التابع لمحافظة نينوى شمالي البلاد بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى ونزوح أكثر من 4000 شخص /
وتحرير سنجار من تنظيم داعش الارهابي أدى لنشوب صراع بين فصائل عدة للسيطرة على المنطقة مع تدخل إيران وميليشياتها لعقد تفاهمات مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني ونشرهم في جبال القضاء بالتفاهم مع ميلشيات النجباء وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقية المدعومة من ايران

في هذا الخصوص يقول الكاتب والمحلل السياسي أ. علي البيدر لبرنامج “ستديو الآن”: هنالك اكثر من طرف محلي وإقليمي استغل ظروف العراق بشكل عام وسنجار بشكل خاص وأخذ يعبث بالقرار الأمني والإداري  داخل هذا القضاء الحيوي والاستراتيجي وبالتالي وصل إلى درجة من التمادي، استدعت تدخل القوات الأمنية.”

ويضيف: ” على الجيش العراقي اعداد خطة أمنية واضحة لرسم القرار الأمني في قضاء سنجار وعدم الانسحاب منه”.

ولفت البيدر بالقول :” إن العبث بالقرار الأمني في سنجار سببَ التمادي على المؤسسة الأمنية العراقية”

العراق.. إلى متى سيبقى قضاء سنجار يدفع ثمن الأجندات الخارجية

من جهته قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية د غازي فيصل: ” إن ما حدث بين الجيش العراقي والمليشيات في سنجار نقاش وليس اتفاق أمني”

مضيفاً:” حزب العمال الكردستاني ينتشر بصورة تشكل انتهاكا خطيرا لميثاق الأمم المتحدة ويجب التنسيق بين الجيش واقليم كردستان ابسط الأمن في سنجار”

ولفت إلى انه على الميليشيات أن تدرك أن القوات المسلحة العراقية مصممة على تطهير سنجار بالكامل من الشبكات الإرهابية، ولاحظنا أن هناك تنظيمات مختلفة ترتبط باستراتيجية للاتحاد الديمقراطي والذي يشكل امتداداً للاتحاد نفسه في شمال شرق سوريا والذي أنشأ آليات للحكم الذاتي يحاول تطويرها في العراق

العراق.. إلى متى سيبقى قضاء سنجار يدفع ثمن الأجندات الخارجية

 

كيف بدأت الاشتباكات في سنجار؟

وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية، أمس الإثنين، إن مجموعة من عناصر ”تنظيم اليبشة  قطعت عددًا من الطرق، وقامت بمنع حركة المواطنين في قضاء سنجار، وهو ما دفع قوات الأمن إلى التعامل معها.

وأوضحت خلية الإعلام الأمني العراقي أن القوات العسكرية قامت بفتح الطرق، ولكنها تعرّضت إلى رمي كثيف مع انتشار للقناصين على أسطح عدد من البنايات وزرع الطرق بالعبوات الناسفة.

وأشارت الخلية إلى أن العمليات المشتركة أصدرت أوامرها بشكل واضح للتعامل بحزم ووفق قواعد الاشتباك ضد أي تصرف أو ممارسة من شأنها زعزعة الأمن.

وأكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان وقوع إصابات في صفوف المدنيين بسبب المعارك التي تدور داخل القضاء الذي يشهد صراعًا بين قوى محلية ودولية، الأمر الذي تسبب بانتشار السلاح في المنطقة التي اجتاحها تنظيم داعش الإرهابي عام 2014.

وقال المرصد على موقعه الإلكتروني أن ”قضاء سنجار يشهد صراعًا كبيرًا بين قوى محلية ودولية تسبب بانتشار السلاح في المنطقة“.

ووجّه المرصد العراقي لحقوق الإنسان نداءً عاجلاً إلى الحكومة العراقية للحفاظ على سلامة المدنيين وإبعاد الخطر عنهم، باعتبارها المسؤول عن سلامة المدنيين الذين يتواجدون داخل الأراضي العراقية.

وصباح اليوم الثلاثاء، وصل وفد عسكري رفيع المستوى إلى قضاء سنجار للاطلاع على الأوضاع الأمنية هناك، ويضم الوفد، رئيس أركان الجيش الفريق الأول ركن عبد الأمير يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الأول ركن عبد الأمير الشمري وعددًا من القادة الأمنيين.

بينما أكدت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الثلاثاء، أن قضاء سنجار آمن ولا توجد أي مظاهر مسلحة في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن الجيش والشرطة المحلية هما من يتواجدان في القضاء.