القاعدة تتكتم وأعضاؤها في السودان سرّبوا خبر الإعدام ذبحا

في الثامن والعشرين من فبراير عام 2020 بثت مؤسسة “الملاحم” أحد الأذرع الإعلامية لتنظيم القاعدة فيديو تحت عنوان ” هدم الجاسوسية، أفلا يتوبون إلى الله؟” ، حيث تم عرض مقاطع لاعترافات ما أسماه التنظيم بخلية للجاسوسية من مجموعة من أفراده وكان من ضمنهم أبو تراب السوداني الذي تردد اسمه مؤخرا كأحد قيادات القاعدة الذي تم إعدامه في ديسمير الماضي،  حيث جزم شباب سودانيون ينتمون لتنظيم القاعدة بالخرطوم أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد نفذت حكماً بإعدام أحد أبرز قادتها “ذبحاً وفصل رأسه عن جسده بحد السيف بتهم تتعلق بالخيانة والعمالة وكشف أسرار التنظيم والتورط في كشف مخبأ أمير القاعدة باليمن أبو بصير ناصر الوحيشي مما أدّى لاستهدافه عبر ضربة جوية بسلاح الطيران الأمريكي في العام 2015 .

من هو أبوتراب السوداني قيادي القاعدة السابق؟

 أكد شباب تنظيم القاعدة بالسودان أن القيادي الذي تم ذبحه يُدعى أبو تراب السوداني أو  رشاد قرشي عثمان  وهو من أبناء الخرطوم الذين التحقوا بصفوف القاعدة منذ وقت مبكر في شبابه وقاتل ضمن قواتها في أفغانستان واليمن والصومال قبل إستقراره باليمن حيث ترقي في التنظيم القتالي حتي تولي موقع المسؤول اللوجستي بالقاعدة بشبه الجزيرة العربية .

 وتؤكد مصادر أخرى أن أبا تراب السوداني رشاد قرشي عثمان الذي كان يقيم بضاحية الكلاكلة جنوبي الخرطوم كان منتمياً لحركة الاتجاه الإسلامي التي كان يقودها في ذلك الوقت الزعيم الإسلامي حسن الترابي وتدرب أبو تراب السوداني في معسكرات الدفاع الشعبي والتحق بكتائب المجاهدين التي كانت تقاتل الحركة الشعبية التي يتزعمها جون قرنق في مسارح العمليات العسكرية جنوب السودان، ثم انخرط بعدها في قوات الخدمة الوطنية وعمل بها مدة طويلة من الزمن قبل أن يغادر الخرطوم متوجهاً لأفغانستان في العام 2000 بعد حادثة الانقسام والمفاصلة الشهيرة داخل أجهزة الحكم السودانية وانشقاقها في العام 1999 إلي مؤتمر وطني يقف عليه الرئيس السوداني حينها عمر البشير والمؤتمر الشعبي تحت قيادة حسن الترابي الذي اختار خندق معارضة نظام البشير .

القاعدة أعدمته خلسة، فمن هو أبوتراب السوداني؟

عناصر خلية التجسس الذين نشر تنظيم القاعدة فيديو عنهم في 2020 وكان أبوتراب أحدهم

مرحلة الانتقال من مقاتل في صفوف القاعدة  بأفغانسان لمسؤول لوجستي باليمن

انتقل أبو تراب السوداني من أفغانستان إلي اليمن ملتحقاً بقواتها تحت قيادة أبو بصير ناصر الوحيشي. وأصبح أبرز المقاتلين الذين استقطبوا وجذبوا الشباب السودانيين لقاعدة اليمن ثم تولي عملية تنسيق استقبال أفواج المقاتلين القادمين من السودان لليمن ثم انتقل للأعمال اللوجستية.

وكان هو الرأس والعقل المدبر لمقدم خُبيب السوداني إبراهيم القوصي – عبر التهريب – من الخرطوم إلي اليمن وكان يرافقه خبير المتفجرات الكويتي أبو محمود الذي قُتل في ظروف غامضة. وقالت ذات المصادر أن أبا تراب السوداني رشاد قرشي عثمان قد زار الخرطوم قبل مقتل ناصر الوحيشي بزمن وجيز وأنه وبعد عودته لليمن تم إستهداف ناصر الوحيشي الذي قتل بضربة جوية داخل مخبأه الذي كان يتخفي بداخله في عام 2015. وفيما بعد ألقت قوات القاعدة بعد عمليات التحقيق في مقتل الوحيشي القبض على رشاد السوداني و أودعته أحد سجونها التي تقع تحت الأرض داخل كهوف الجبال بالاشتباه في ضلوعه في حادثة اغتيال الوحيشي. وظل موقوفاً داخل محابس القاعدة إلي أن أصدر “شرعيو القاعدة وقضاتها” وفي مقدمتهم إبراهيم القوصي حكماً بإعدام أبو تراب السوداني رشاد قرشي عثمان “ذبحاً” بالسيف عبر قطع رأسه وفصله عن جسده.

المهمة الأخيرة لأبوتراب في القاعدة امتدت من سيناء إلى الصومال

تم القبض على  ‏أبوتراب السوداني المسؤول اللوجستي بتنظيم القاعدة شبه الجزيرة الغربية بعد فترة وجيزة من حادثة مقتل ناصر الوحيشي وكان ذلك عقب عودته  من رحلة خارجية زار فيها السودان في محاولة لتأسيس شريط جهادي طولي يمتد من “سيناء بمصر مروراً بسلسلة جبال البحر في كل من السودان وإريتريا وانتهاء بجيبوتي والصومال” وكذلك مرتبطاً بحركة الجهاد الإسلامي الإرتري جبهة تحرير أوغادين في الصومال  وجماعة الشباب الصومالية. وحينما رجع لليمن تم القبض عليه ومعه عدد من المقاتلين واعتقالهم لفترة طويلة تعرضوا خلالها لعمليات التعذيب والانتهاكات الجسدية والقمع للضغط عليهم وإجبارهم على  تسجيل اعترافات كاملة وكشف التفاصيل الخاصة بمقتل ناصر الوحيشي إصافة إلى المئات الأخرى من مقاتلي التنظيم بفرع اليمن التي تمت عمليات قتلهم عبر ضربات وغارات جوية.

من هو أبوتراب السوداني قيادي القاعدة الذي أعدم مؤخرا؟

أبوتراب داخل محبسه أثناء مشاهدته رسالة
الظواهري للجواسيس ضمن فيديو عن الخلية التي اكتشفها التنظيم داخل صفوفه

مصادر سودانية: القاعدة تعذب أعضاءها لإجبارهم على الاعتراف

  • شكل التعذيب وفقاً لشباب القاعدة بالسودان (بلاد النهرين):  فقد تم تعذيب أبورتاب على يد جلادي التنظيم داخل محبسه بنفس الطرق التي تنتهجها أنظمة الأمن الوحشية في الدول الدكتاتورية حيث  تعرض أبو تراب السوداني للضرب في مناطق حساسة بالجسم وتم استخدام “الزردية” وأدوات حديدية أخرى وكذلك إدخالها في الدبر وانتزاع الأظافر من أصابع الأرجل واليدين وقطع شعر الرأس والذقن “اللحية” داخل معتقلات ومحابس القاعدة وسط كهوف الجبال الجبال عبر حراسة أمنية مشددة وداخل زنزانات مغلقة بواباتها قضبان حديدية سميكة وعبر الحبس الإنفرادي ومع ابو تراب السوداني هناك يعقوب الحضرمي وأبو عمر الشهري وابو عامر المكي وتم أطلقت القاعدة علي هذه المجموعة (جواسيس الجهاد) وأصدرت مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي إصدارة مرئية نلفزيونية عبارة عن مقطع فيديو تحت عنوان (هدم الجاسوسية) . 

 

  • فترة حبس أبو تراب السوداني استمرت قرابة الخمسة  أعوام في حالة اعتقال نادرة وطويلة لأهداف تتعلق بإضعاف الجانب النفسي والمعنوي وإكمال الإنهيار التام فيما يتعلق بإنتزاع وتسجيل أكبر قدر من المعلومات والأسرار والإعترافات من خلال التحقيقات والتحريات والإستجواب وكان يشرف علي هذه الإجراءات أبو محمد المصري أحد أبرز “شرعيو القاعدة بشبه الجزيرة العربية” وجري تنفيذ حكم الإعدام في ديسمبر 2021 وفقاً للعُرف والتقليد السائد من خلال إلباسه زي الجواسيس والخائنين والعملاء ومن يسمونهم بالمرتدين “البدلة البرتغالية” مع توثيق اليدين بالحبال من الخلف مع ربط الرجلين وتغطية الوجه بطاقية الإعدام.

وعد علني بالعفو لإغراء جواسيس التنظيم ثم تعذيب وإعدام وإخفاء للخبر

خبر إعدام أبوتراب السوداني غير منشور في وسائل إعلام القاعدة ولم يعرف  إلا من خلال تسريبات وصلت لشباب القاعدة بالسودان ربما لأنه سيعكس الحالة أو الوضع الداخلي للتنظيم كما أن عمليات التعذيب التي تعرض لها أعضاء شبكة التجسس كان وقعه سيئاً لدي البعض منهم وربما لذلك الوعد الذي قطعه التنظيم على نفسه بالعفو لكل من يتوب في آخر فيديو “هدم الجاسوسية” والذي نشر فيه بيان يدعو كل جاسوس وجاسوسة من أعضاء التنظيم بالتوبة وتسليم نفسه دون خوف بل وتوجيهه بكيفية تسليم نفسه والمعلومات التي لديه دون أن يشعر أحد من حوله إدعاءا من التنظيم بستر الجواسيس طالما اعترفوا ، بينما الحقيقة هي تعذي قبل الموت ثم الموت ذبحا بفصل الرأس عن الجسد  وجدير بالذكر أن الحكم بالإعدام لدي محاكم القاعدة وداعش الذي يقرره “قضاة وشرعيو التنظيمين” يأخذ 4 أشكال هي : 

  1. الإعدام شنقاً حتي الموت
  2. أو  التصفية الجسدية رمياً بالرصاص
  3. أو الصلب والقطع من خلاف 
  4. وأخيرا  الإعدام ذبحاً بفصل الرأس عن الجسد 

ولا توجد إجراءات استرحام ولا إستئناف ولا دائرة لمراجعة القرار بل يكون التوقيع النهائي علي الحكم من قبل أمير التنظيم أو من ينوب عنه

لذا، فبعد مصير أبو تراب السوداني صار معلوما لأعضاء التنظيم من الرجال والنساء ما هو مصير كل من يعترف بالجاسوسية داخل التنظيم .