أهم المعلومات

حرب أفغانستان شكلت بداية السلفية الجهادية وظهور تنظيم القاعدة
حرب الكويت شكلت تحولا في مسيرة التنظيم الإرهابي
انتقال بن لادن إلى أفغانستان لإكمال تواجد كل قيادات التنظيم
هجمات القاعدة الإرهابية أدت لغزو أمريكي في أفغانستان
دعم القاعدة لتيارات متطرفة في العراق بدعوى قتال الجيش الأمريكي
تخبط وانكسار تنظيم القاعدة بعد مقتل بن لادن
خروج داعش من رحم القاعدة ومنافسة على الأكثر تطرفا

حرب أفغانستان.. اللحظة الأهم في تاريخ الحركات المتطرفة

أصبح التطرف الديني هو السمة الغالبة على جميع أو أغلب الحركات الدينية الإسلامية حتى المعتدلة منها، فإنها في بعض الأحيان تلجأ إلى التطرف إذا ما رأت أن مصالحها قد تم تهميشها أو لم تستطع الحصول على مبتغاها من حالة الاعتدال فيكون لجوئها إلى التطرف كأحد الوسائل لاستعادة توازنها إلى أن تحقق الغاية المنشودة ومن ثم تتخلى عن ثوب التطرف وتعود إلى الاعتدال مستنكرا ومتبرأة من كل أشكال العنف الذي حدث.

الحرب في أفغانستان شكلت نقلة نوعية مهمة وكبيرة في تاريخ الحركات السلفية التي بدأت مع بداية الصراع العربي الإسرائيلي وكانت مرتبطة إلى حد ما بهذا الصراع ولم تخرج من محور الصراع العربي الإسرائيلي إلا مع بداية الحرب في أفغانستان عام ١٩٧٩ وانتهت بالانسحاب السوفييتي عام ١٩٨٩، عندما بدأ التحشيد العربي في أوائل الحرب لإرسال المقاتلين العرب إلى أفغانستان حيث شكلت هذه الحرب البداية الحقيقية للسلفية الجهادية وبداية منحى التطرف الإسلامي  في الحرب الأفغانية ونشوء أحد أعنف التنظيمات الإسلامية التي شهدها التاريخ المعاصر وهو تنظيم القاعدة.

ظهور تنظيم القاعدة أو قاعدة الجهاد في افغانستان مر بعدة مراحل إلى أن وصل مرحلة النضج, التنظيم بدأ بفكرة الخلافة الإسلامية التي كانت تلوح في رؤوس الكثير من دعاة التطرف كعبد الله عزام و أيمن الظواهري وآخرين كانوا يعتقدون أن الجهاد وبناء الدولة الإسلامية هو الطريق الصحيح أو المسار التصحيحي للإسلام للوقوف بوجه المؤامرة المسيحية اليهودية ضد الإسلام التي كانوا يتذرعون بها، ولكن كأي فكرة كانت تحتاج إلى أرض لكي تقوم عليه وتمويل لكي تتحول إلى فكرة قابلة للتطبيق، استطاعت أفغانستان توفير الأرض واستطاع أسامة بن لادن توفير الدعم المالي وبهذا أصبح التنظيم جاهزا لكي يبني كيانا خاصا فيه ودستورا مستمدا من شريعة إسلامية ذو منحى متطرف.

القاعدة شهدت تحولات خلال تسعينات القرن الماضي

احتلال العراق للكويت شكل تحولا كبيرا في مسيرة التنظيم الإرهابي، حيث رفض زعيم التنظيم أسامة بن لادن جلب القوات الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية واعتبرها قوات احتلال حيث كان يعتقد أن المجاهدين قادرين على إخراج القوات العراقية من الكويت بدون الحاجة إلى جلب قوات أجنبية على أراضي المسلمين، أدت هذه الحادثة إلى انتقال أسامة بن لادن إلى السودان عام ١٩٩١ بحماية عمر البشير الذي استطاع إدارة البلاد بعد قيام الانقلاب تحت مسمى “الإنقاذ” بتخطيط من حسن الترابي في السودان عام ١٩٨٩ حيث انتقلت أغلب الجبهات الإسلامية والإخوانية إلى السودان وأصبح السودان المعقل الرئيسي للتنظيمات الإسلامية.

بقي أسامة بن لادن في السودان إلى عام ١٩٩٦ بعدها طلب منه الخروج من السودان نتيجة للضغط الدولي وتم نقله بواسطة طائرة عسكرية سودانية الى أفغانستان، شكل دخول أسامة بن لادن إلى افغانستان نقلة نوعية للتنظيم, حيث اكتملت جميع قيادات التنظيم في أفغانستان خصوصا بعد سيطرة حركة طالبان وهي إحدى التنظيمات الإرهابية التي نشأت عام ١٩٩٤ نتيجة للصراع الأفغاني-الأفغاني بعد خروج الروس واستطاعت احتلال كابول عام ١٩٩٦.

1996.. بدء العلاقة بين بن لادن وطالبان

استضافت طالبان أسامة بن لادن كضيف لديها ومنها بدأ أسامة بن لادن بإدارة عملياته الإرهابية، حيث كان يعمل التنظيم بصورة مركزية في اتخاذ القرارات وتعميمها ولكن يعمل بصورة لا مركزية في تنفيذ العمليات أي المنتمين للتنظيم ليس من الضرورة القدوم إلى أفغانستان لتقديم البيعة والتخطيط للعمليات الإرهابية وإنما يستطيعون إداء البيعة في أماكنهم والتخطيط والتنفيذ في الأماكن التي هم يريدون التنفيذ فيها بدون الرجوع إلى التنظيم لأخذ الموافقة أو الحاجة للاتصال بالتنظيم.

أحداث 11 سبتمبر

تم تبني الهجوم على السفارة الأمريكية في كينيا نيروبي في ٧ آب عام ١٩٩٨ من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي، أعقبه في العام ٢٠٠١ الهجوم على برجي التجارة العالميين في الولايات المتحدة عن طريق اختطاف طائرات مدنية واستخدامها لتفجير برجي التجارة وكذلك مبنى البنتاغون فيما تم إسقاط الطائرة الرابعة، تبنى التنظيم هاتين العمليتين.

وكرد فعل قامت الولايات المتحدة باحتلال أفغانستان في نفس العام وهروب قادة طالبان والقاعدة إلى الجبال وكذلك إلى خارج البلاد هربا من الاحتلال الأمريكي.

احتلال الولايات المتحدة للعراق في مطلع العام ٢٠٠٣، أعطى زخما قويا للتنظيم ليقوم ببناء نفسه من جديد وإرسال المقاتلين الذين سهلت ايران دخولهم إلى العراق من أفغانستان.

وتم إنشاء تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين  التي على أساسها بدأ تجمع الارهابيين في العراق بدعوة من القاعدة لمقاتلة الأمريكان، أدت هذه العمليات إلى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الأمريكان وكذلك مقتل أغلب قيادات القاعدة في العراق، تم السيطرة على التنظيم في العراق بداية العام ٢٠٠٩، وتم تنشيف منابع التمويل المالي واللوجستي للتنظيم في العراق مما أدى إلى انحسار حركة التنظيم في العراق وكذلك الضغط الذي مورس في أفغانستان للقضاء على التنظيم.

قتل بن لادن شكل علامة فارقة في التنظيم.

تم قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في ٢ آيار عام ٢٠١١ في باكستان في مدينة أبوت آباد التي تبعد ١٠٠ كيلومتر شمال العاصمة إسلام آباد في بيت محصن يشبه القلعة حيث كان في معزل كامل من العالم لا يوجد لديه إنترنت ولا أي وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي، بعد أن فقد السيطرة على التنظيم ودخل التنظيم في مرحلة العجز.

تزامن ذلك مع قتل أغلب القادة وكانت القلة المتبقية تختبئ في الجبال في مكان لا يوجد فيه أي وسيلة من وسائل التكنولوجيا.

القاعدة بعد بن لادن

بمقتل أسامة بن لادن تولى أيمن الظواهري قيادة التنظيم، انحسرت عمليات التنظيم وأصبح تواجدهم الفعال هو فقط في اليمن فيما يسمى بتنظيم القاعدة في أرض العرب الذي تعرض لضربات شديدة بعد مقتل قائده أنور العولقي في ٣٠ أيلول ٢٠١١ بغارة أمريكية على سيارته في اليمن.

أصاب التنظيم حالة من الانكسار بعد مقتل أغلب القيادات ولكن كحال أغلب الحركات الارهابية عندما يضعف التنظيم يخرج تنظيم آخر من الممكن أن يكون أشد عداوة وفتكا، نتيجة لاتخاذهم طرقا وتكتيكات أكثر خطورة من التنظيم الأم، ونتيجة لانحسار تنظيم القاعدة في العراق والعالم خرج تنظيم إرهابي جديد يدعى بتنظيم داعش وهو مختصر لـ” تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام” كأحد إفرازات القاعدة والذي يعتبر نهج تنظيم القاعدة هو نهج مخالف للشريعة وانتهج لنفسه خطا آخر يختلف عن نهج القاعدة في فتاوى الجهاد وإدارة العمليات الإرهابية في العراق وسوريا والعالم.

وكما معلوم أن العامل الأساس في بناء التنظيمات الإرهابية هو التمويل، فتنظيم القاعدة كان يمول من أسامة بن لادن وكذلك من الأشخاص الذين يدينون بالولاء لأسامة بن لادن نتيجة الارتباطات العائلية والقبلية والتجارية مع عائلة بن لادن.

ظهور داعش بعد ضعف القاعدة

أدى مقتل أسامة بن لادن إلى انقطاع التمويل المالي بالكامل عن التنظيم مما أدخل التنظيم في حالة موت سريري، نتج عنه ظهور داعش هو نتيجة لنهاية التمويل لتنظيم القاعدة يقابله قدرة تنظيم داعش بالحصول على تمويل من العراق وسوريا نتيجة لسيطرته على أكبر نفط في العراق وسوريا ومن ثم بيع النفط بطريقة غير شرعية إلى حين استيلائه على مدينة الموصل حيث استولى التنظيم على اكثر من مليار وأربعمئة مليون دولار من بنك الموصل المركزي، قبل أن يتراجع التنظيم ويتم دحره في الموصل العراقية وكذلك في مدينة الرقة السورية، انتهاء بمعارك الباغوز، وهنا يمكن القول إن جميع التنظيمات الإرهابية تعتاش على التمويل وبانقطاع التمويل وتجفيف منابعه ينتهي التنظيم.