رياضة القفز فوق المخاطر والتحديات.. فسحة أمل أمام شباب أفغانستان

إذا كانت هذه الرياضة هي هواية الحركات البهلوانية في غالبية البلدان الإ أنّها هنا في أفغانستان رياضة القفز فوق المخاطر والتحديات ورياضة الإصرار والإرادة التي تعلو كل العقبات.

باركور في أفغانستان التي لم تعرف يوماً هادئاً بعد، يحاول عدد من الشباب من خلال هذه الرياضة إيجاد فسحة أمل يعيدون من خلالها الحياة إلى مجتعهم ويومياتهم المحفوفة بالمفاجآت والمخاطر.

هو أول فريق باركور في أفغانستان يبذل قصارى جهده اليوم لتجنب الإصابات بسبب النقص في المرافق الطبية، حلم الفريق هو تمثيل أفغانستان في مسابقة دولية.

الباركور في أفغانستان.. رياضة الحرية بين الجدران المتفجرة

قدرت الله فروتن – مسؤول في جمعية الباركور الرياضية

مجموعة من الشباب الأفغان يجدون الحرية بين الجدران المتفجرة من خلال رياضة القفز الباركور

قدرت الله فروتن مسؤول عن جمعية الباركور الرياضية قال: “أنا أعمل في الباركور منذ 12 عاماً، قبل ذلك كنت أمارس فنون الدفاع عن النفس المختلفة، وببطء أصبحنا مهتمين بالباركور، في البداية إعتدنا ممارسة هذه الرياضة في الحدائق والشوارع، وأخيراً تمكنا من بناء فريق والآن لدينا سمعة طيبة لحسن الحظ، تأسس الإتحاد الوطني للرياضة باركور في أفغانستان قبل ثلاث سنوات، وقد أنشأنا مجتمع باركور الرياضي الأفغاني، وهدفنا هو تنمية هذه الرياضة في أفغانستان
حالياً، لدينا فرق نشطة في 17 مقاطعة في أفغانستان تمارس هذه الرياضة”.

وأضاف: نريد إيصال رسالة سلام إلى العالم، لا يهم إذا كنا طاجيك أو بشتون أو أوزبك، نحن جميعاً من نفس أفغانستان، وهدفنا هو خلق قبول متبادل بين الجماعات العرقية في أفغانستان، لحسن الحظ لدينا فتيان وفتيات رياضيون في أفغانستان وهم يتابعون هذه الرياضة باهتمام خاص.

في العام 2020، أقيمت المباريات الآسيوية بين ثلاث عشرة دولة، وحصل فريق الباركور للفتيات الأفغانيات على المركز الثاني وفريق الفتيان على المركز الرابع
أمارس هذه الرياضة بنفسي حتى أكون فخوراً ببلدي وفي نفس الوقت أكون مساهماً في إحلال السلام في أفغانستان؛ وكذلك لتحقيق الوحدة والتضامن بين القبائل في أفغانستان.

الباركور في أفغانستان.. رياضة الحرية بين الجدران المتفجرة

لسوء الحظ، الحرب في أفغانستان مستمرة منذ ثلاثين عاماً، وفي السنوات الأخيرة تم تمهيد الأرضية لتقدمنا، لكننا ما زلنا نحاول التحسن، أرى أن هناك انفجارات وهجمات انتحارية كل يوم في كابول، وللأسف فقدنا شبابنا في هذا البلد، لكننا ما زلنا نحاول.

لم أر عائلتي منذ سنوات، كل يوم نشهد هجمات انتحارية تتسبب بها طالبان، في طريق العودة إلى عائلتي تتواجد طالبان ولهذا السبب أخاف العودة، فقد اُقتل وتقتل طالبان الركاب.

أمنيتي هي السلام في أفغانستان وأن توقف طالبان العنف، لقد سئمنا من هذه الحرب، كل يوم يقتل شخص أو شخصان في هذا البلد، أتمنى بشدة السلام في أفغانستان وأن نتمكن من تحقيق الكثير في مجال الرياضة وفي نفس الوقت إظهار الصورة الإيجابية لأفغانستان للعالم.

لسوء الحظ، لا تولينا المديرية الوطنية الأفغانية للتربية البدنية والرياضة أي اهتمام، وعلى الرغم من أن هذا مجال جديد، يجب أن يشجعونا كثيراً، لم تقدم الحكومة الأفغانية أي مساعدة لفريقنا حتى الآن، لكن هناك عدداً من برامجنا مدعومة من قبل مؤسسات أجنبية وتساعدنا مالياً، ونأخذ المال كل شهر من الطلاب الذين يرغبون في تعلم الباركور، وننفق نفس المبلغ مرة أخرى على البرامج التي نديرها.

يعدّ الجري الحر في الباركور مفهومًاً جديداً نسبياً للرياضة في أفغانستان، وقد جذب إنتباه الجمهور، ولا سيما الشباب في سنوات قليلة فقط تمارس المجموعة بانتظام حركات مذهلة على الطريق في أجزاء مختلفة من المدينة، والتي سحرت الناس وخاصة جيل الشباب.

الباركور في أفغانستان.. رياضة الحرية بين الجدران المتفجرة

أحمد صائب كاشفي – عضو في فريق الباركور الأفغاني

بين الإدمان على المخدرات ولهيب القنابل والانفجارات، يعتبر فريق الباركور طفرة شبابية تعكس صورة جديدة عن افغانستان

أحمد صائب كاشفي، عضو في فريق الباركور الأفغاني، قال: “عندما شاهدت هذه الرياضة على التلفزيون وعلى Facebook، شجعتني، كانت رياضة ممتعة للغاية، عندما بدأت، لم يكن لدي مشرف محدد وبدأت أتدرب على نفسي وتعلمت من مشاهدة الأفلام، علمتني هذه الرياضة كيف أتغلب على عقبات الحياة أو كيف أتغلب على العقبات التي تعترض طريقنا”.

وأضاف: نَمت الرياضة بسرعة في أفغانستان في فترة زمنية قصيرة، في الوقت الحالي، يهتم عدد كبير من الشباب بهذه الرياضة، وقد تم بناء أندية رياضية في كابول وعدد من المقاطعات الأفغانية الأخرى.

عندما نمارس الرياضة، يتجمع الجميع من حولنا ويراقبوننا، يسعدني جداً أن أرى أنهم يشجعوننا جميعاً، اخترنا هذه الرياضة لإسعاد شعبنا، وإذا ساد السلام والهدوء وانخفض هذه الإنفجارات والهجمات الانتحارية في أفغانستان، فأنا متأكد من أن الرياضة ستنمو في أفغانستان، هذه نتيجة الحروب التي سئم منها الجميع، جعلت هذه الحرب وانعدام الأمن من المستحيل علينا التقدم كلنا متعبون، نحن نناضل من أجل السلام.

الباركور في أفغانستان.. رياضة الحرية بين الجدران المتفجرة

أحمد رهيد – عضو في فريق الباركور الافغاني

سئمنا الحرب.. ولا نريد أن نموت بعد الآن

أحمد رهيد عضو في فريق الباركور الافغاني، قال: “هذه الرياضة تولي الإنسان إهتماماً خاصاً، عندما تبدأ هذه الرياضة فهذا يعني أنك قد بدأت الحياة من جديد، بمجرد أن تبدأ هذه الرياضة، لا يمكنك تركها، لأنها تجبر البشر على المضي قدماً”.

وأضاف: لقد كنت مهتماً بهذه الرياضة منذ أن رأيت الأطفال يمارسونها، كان من الغريب حقاً أن أقول إنني أستطيع وأريد ممارسة هذه الرياضة وعندما بدأت، واجهت الكثير من المشاكل لأن هذه رياضة جديدة، كان هناك الكثير من الناس في أفغانستان لم يتقبلوها ولا يعرفون ما هي، واجهني عدد من الأشخاص بآرائهم السلبية حول رياضتنا، لكن ليس لدينا أي خلاف مع أحد، هذه الرياضة بها الكثير من المسابقات الخارجية، لكن لسوء الحظ حتى الآن لم أتمكن من المشاركة، لكني أحاول أن أكون أكثر إستعداداً لكأس العالم، رسالتي إلى طالبان هي أننا سئمنا الحرب، ولا نريد أن نموت بعد الآن.

في أفغانستان كثيراً ما تتصدر التفجيرات والهجمات العناوين، ولكن هؤلاء الشباب يحلمون بأن تكون نشاطاتهم الرياضية في طليعة ومقدمة أخبار بلدهم، يكافحون بين المباني التي دمرتها الحرب علّهم يستطيعون التغلب على مآسيهم ويأسهم.