ما أن تم الإعلان عن اعتقال باطرفي زعيم تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب، حتى أصيب مروجي أخبار القاعدة على الإنترنت بصدمة كبيرة، وبما أن التنظيم نفسه صامت الآن، فقد أوكل على عاتقهم مهمة الدفاع عن القضية.

حاول مؤيدو القاعدة المعروفون  مثل “وريث القسام”، وقناة “جلاد المراجئة” على تطبيق “تليغرام” ملء ذلك الفراغ، ورغم ذلك لم يتمكنوا من إظهار أي دليل لنفي الخبر، على العكس من ذلك أظهرت إحدى المجموعات المؤيدة لفكر القاعدة حساسية شديدة تجاه الأمر وذلك بعدما قامت بحذف كل الأخبار عن استسلام باطرفي.

كيف رد أنصار القاعدة على نبأ اعتقال باطرفي؟

“جلاد المراجئة” أحد الأبواق التي لم تستطع نفي اعتقال باطرفي

قلة التفاصيل لا تعني نفي اعتقال باطرفي

بالفعل لا يحتوي تقرير الأمم المتحدة عن اعتقال خالد باطرفي الكثير من التفاصيل، وصحيح أيضا أن تفاصيل ظروف اعتقاله غير معروفة،ولكن المرجح أنه ربما يكون متعفنا في زنزانة سجن فردية، أو قد يكون باطرفي الآن يقوم بمحاولة للمتاجرة بالشئ الوحيد المتبقي لديه، ألا وهو أسرار التنظيم وأعضائه.

إن عدم وجود تفاصيل دقيقة في تقرير الأمم المتحدة الصادر الخميس الماضي، ليس سببا كافيا لأنصار القاعدة لطرح احتمال أن الأخبار غير صحيحة، فهناك اختبار بسيط للغاية: أين باطرفي ولماذا مكث صامتا كل هذا الوقت؟

فإذا كان أحدث فيديو لباطرفي والذي كان تحت عنوان “أصول التعامل مع أهل البدع والمخالفين”، قد تم انتاجه عام 2016 وذلك وفقا لتحليل الدكتورة إليزابيث كيندال الخبيرة في شئون الجماعات الارهابية بجامعة أوكسفورد.

هل ينبئ اعتقال باطرفي بظهور مخبر جديد في صفوف القاعدة؟

هناك سبب وجيه لعدم احتواء تقرير الأمم المتحدة على معلومات مفصلة في هذه المرحلة، فمن المرجح أن يكون التقرير قد استند إلى عمليات مكافحة الإرهاب العربية والدولية، وبالطبع سيبذل المسؤولون عن ذلك قصارى جهدهم ليكون سريين ولا يقدمون أي معلومات يمكن أن تستخدمها القاعدة لتأخير اقتراب نهايتها.

“داعش”: الفضيحة ليست اعتقال باطرفي فقط ولكن استسلامه دون معركة

إن ما يؤلم حقا  إعلام القاعدة ومؤيدوها عبر الإنترنت هو إدراك أن منظمتهم قد تم اختراقها على كل المستويات، من أصغر المحاربين مرورا بالإعلاميين ،ووصولا إلى كبار المقاتلين على الأرض.

ألم يكن باطرفي هو الذي قتل أعداءه بعد اتهامه لهم  بالتجسس؟ فلننظر إلى المكان الذي انتهى به الآن: رفض القتال واستسلم وها هو نفسه صار مخبرا محتملا.

قال أنصار داعش “إنها فضيحة ” ليس فقط كون  أنصار “القاعدة” لا يعرفون أين زعيمهم الآن، ولكن لأن باطرفي لم يخض معركة من الأساس.