أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أحمد التكريتي)

لا تتوانى عن استغلال نفوذها عبر الوكلاء في العراق لتأجيج الصراع مع السعودية، آخر محاولاتها زج المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في صراعاتها مع السعودية، حيث تعمل جاهدة على كسب تأييد أتباعه وتأليبهم ضد الحكومة العراقية التي تعمل على تطوير علاقتها مع الدول العربية.

أسباب المحاولات الإيرانية هي وقوف السيستاني كحائط صد شيعي أمام محاولات إيران في نقل نظام ولاية الفقيه إلى العراق، حيث يُشجع المرجع الأعلى في العالم الشيعي على بناء دولة مدنية يُحصَر فيها السلاح بيد الدولة وتخلو من الميليشيات والجماعات المسلحة، على عكس نظام ولاية الفقيه الذي يقوده علي خامنئي.

قبل أيام نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية كاريكاتيراً لرجل دين معمّم يُحاول قطع الصلة بين العراق و”السيادة”، وهذه الشخصية التي ترسمها الصحيفة منذ سنوات هي علي خامنئي بسبب التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون البلدان الأخرى، وفقاً لمراقبين.

الكاريكاتير الذي رسمه أمجد رسمي ونُشر في الصحيفة يوم الجمعة، أظهر رجل دين معمم بلحية بيضاء وهو يحمل مقصاً ويقطع السلسلة الرابطة بين عربتي قطار كتب على إحداها “العراق” وعلى الثانية كلمة “السيادة”، ما فسره البعض على أنه إساءة للسيستاني واتهامه بسلب سيادة العراق.

إيران حاولت استثمار هذه المناسبة ودفع وسائل الإعلام التي تمولها في العراق إلى الترويج بأن المستهدف في هذا الكاريكاتير هو السيستاني وليس خامنئي، كما صدرت مواقف من أحزاب وكتل سياسية عراقية موالية ومقربة لإيران بهذا الخصوص.

صحيفة الشرق الأوسط أصدرت توضيحاً بعد حذفها الكاريكاتير قالت فيه إن بعض المواقع الإعلامية في العراق عمدت إلى إعطاء الرسم الكاريكاتوري الذي ظهر في عدد الجمعة من “الشرق الأوسط”، أبعاداً لا يتضمنها ونيات لا وجود لها، وأن الرسم لم يقصد به على الإطلاق الإشارة إلى شخص علي السيستاني، وهو محل احترام وتقدير، ولم يستهدف الإساءة من قريب أو من بعيد إليه أو إلى شخص أو هيئة عراقية، بل قصدت به الإشارة إلى التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي”.

لم تكتف إيران بذلك بل أخرجت مجموعة من المنتمين لـ “كتائب حزب الله” وفصائل مسلحة أخرى في تظاهرة أمام المنطقة الخضراء الحكومية الأحد، هؤلاء المتظاهرون رفعوا شعارات ضد السعودية بحجة “الدفاع عن السيستاني”.

المتظاهرون الذين ينتمون لفصائل مسلحة يُفضلون ولاية خامنائي على السيستاني، ويتبعون رجل الدين الإيراني ويأتمرون بأوامره ويعتبرون فتاواه أعلى من قرارات الدولة العراقية.

تقول مصادر في الحوزة العملية بمدينة النجف العراقية حيث إقامة السيستاني لـ”أخبار الآن”: إن “المرجع السيستاني لم يعتبر هذا الكاريكاتير ضده، ولم يدع أي من المقربين منه إلى تظاهرة ضد السفارة السعودية”، وتضيف أن “هناك محاولات لزج المرجع السيستاني في صراع إيران مع السعودية، ونحن واعون للأمر ونعرف مُحركاته وأهدافه”.

يقول عمر النعيمي وهو ناشط عراقي لـ”أخبار الآن”: إن “احترام وتقدير الإعلام العربي والدولي للمرجع السيستاني وتفضيله على خامنئي لما يمتلكه من صفات مسالمة وإنسانية، يُغضب إيران ووكلائها في العراق، لذا يسعون إلى تشويه صورته بأي طريقة”، ويضيف أن الفصائل المسلحة الموالية لإيران حاولت من خلال هذه الأفعال الإشارة للعراقيين بأن السيستاني مستهدف من قبل الإعلام العربي والعالم، لكن الحقيقة عكس ذلك، فالجميع يعرف مواقف هذا الرجل التي تختلف كل الاختلاف عن مواقف خامنائي ودعمه للميليشيات في المنطقة”.

تعتقد إيران أن السيستاني الذي دعم الاحتجاجات التي وقفت ضدها، بمثابة حجر عثرة أمام توسع نفوذها في العراق، وترى بوجوده فشلاً لمشاريعها.

يرى مراقبون أن هذه التحركات الإيرانية التي تسعى لزج السيستاني عنوة في صراعاتها مع الدولة العراقية والعالم، يُراد من خلالها الضغط على حكومة مصطفى الكاظمي التي بدأت العمل على تقويض عمل الميليشيات الموالية لها.

هل ستفلح إيران في زج اسم السيستاني خلال صراعها مع السعودية، أم أن تلك المحاولات ستكون مجرد أضغاث أحلام عليها؟

مصدر الصورة: REUTERS

اقرأ المزيد:

رائد الفارس.. الصوت الحر الذي أسكته الجولاني