أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ترجمات – محمد زهور)

لم تكن جوهر توهتي، ابنة المناضل الإيغوري الهام توهتي والحاصل على جائزة “ساخروف” لحرية الفكر عام 2019، تعلم أن دعوة وجهت لوالدها لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، ستقلب حياتها رأساً على عقب، لتكون الجسر الذي أنقذها من اعتقال شبه محقق في سجون اشبه ما تكون بمعسكرات الاعتقال التي انشأها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.

صحيفة ” The Epoch Times” الصادرة في أمريكا، أوردت قصة جوهر كما ترويها تلك الفتاة التي أصبحت لاحقاً ناشطة تطالب بالإفراج عن أبيها المحكوم بالسجن المؤبد، وتحاول كذلك تسليط الضوء على قضايا الإيغور في إقليم شينجيانغ الصيني.

وتقول جوهر: “لم أتخيل يوماً أن دعوة تلقاها والدي أستاذ الاقتصاد لزيارة جامعة “إنديانا” بأمريكا كباحث زائر، أن تغير مستقبلي بالكامل، وأن تكون جسر العبور من اعتقال شبه مؤكد لي”.

حاز على جائزة "ساخروف" لحرية الفكر.. قصة المناضل الإيغوري إلهام توهتي كما ترويها ابنته

REUTERS/Vincent Kessler

وتروي جوهر كيف منعت السلطات الصينية والدها في المطار من السفر إلى أمريكا، وتستذكر بأسى كيف طلب منها والدها المغادرة بمفردها دونه، على اعتبار أن تلك الدعوة كانت تشملها كمرافقة لأبيها.

وتسرد الناشطة الإيغورية كيف أنها لم تكن تقتنع بكلام ابيها عن انه مراقب، وأن السلطات الصينية تسعى لاعتقاله، وزجه وراء القضبان، متصورة أن ذلك لا يعدو أن يكون وهماً خلقه والدها الباحث الصيني، كنوع من الغرور لذاته.

وبعد وصول جوهر إلى أمريكا، علمت أن ابيها تعرض للضرب والإهانة، ولاحقا زج به في السجن، ليصدر حكم لاحق بحقه عام 2014 يقضي بسجنه مدى الحياة بتهمة التحريض على انفصال إقليم شينجيانغ عن الصين.

تؤكد جوهر أن تلك الاتهامات باطلة، وخاصة أن ابيها لم يكن يعمل في الخفاء بل عمد جاهدا إلى نشر مواد تتحدث عن ضرورة الصلة بين عرق الهان الذي يشكل الأغلبية العظمى من الصينيين وبين قومية الإيغور، وضورة تقوية أواصر السلام بين العرقين.

تقول جوهر إن زيارتها التي كانت تظن أنها مؤقتة لأمريكا، غيرت مفاهيمها عن بلدها الصين، بعد أن كانت تنعم بدراسة جامعية في أحد الجامعات الصينية، ولم تكن تتوقع أن تعيش في أمريكا يوماً من الأيام، وكانت تنظر إلى تخوفات أبيها على انها مجرد أوهام تخرج من رجل أكاديمي يتشكك من أدنى شيئ يحيط به.

حاز على جائزة "ساخروف" لحرية الفكر.. قصة المناضل الإيغوري إلهام توهتي كما ترويها ابنته

Kessler NO RESALES. NO ARCHIVES

تسلمت جوهر جائزة “ساخروف” لحرية التعبير نيابة عن أبيها العام الماضي، وهي جائزة تعتبر الأرفع والتي تصدر عن الاتحاد الأوروبي، تقديرا لجهوده في الدفاع عن حرية الإيغور المضطهدين في الصين.

تحاول جوهر مواصلة كفاحها للإفراج عن ابيها، بعد أن بدأت حياة جديدة في أمريكا، وأسوة بباقي ذوي المعتقلين من الإيغور، تحاول جوهر جاهدة ايصال صوتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي المحافل الدولية والحقوقية، علها تجد آذاناً صاغية تفك عنها وعن ابيها كربة لفت قومية كاملة تعيش تحت نير الظلم والاستبداد.

أقرأ أيضا:

بعد منحه جائزة ساخاروف.. تصاعد المخاوف على حياة الباحث الإيغوري إلهام توهتي