أخبار الآن | مقديشو – الصومال (خاص)

تبدو دموع هذا الطفل أنها جفت، لكنها بقيت محفورة على خده، حزنا على والده الذي قتل في انفجار نفذته جماعة الشباب الصومالية في منتصف ديسمبر من العام الماضي.

وكلما حاصره الحنين الى أبيه استنجد بهاتف والدته يقلب بين أكوام الصور عساه يمتص بعض العطف بتفحص صورة والده .

لم يخطر ببال عبد الناصر صاحب 12 ربيعا أنه لدى عودته من مَعلَمَة تحفيظ القرآن لن يجد والده، قبل أن يصدمه شقيقه بأن والده قد قتل.

عبد الناصر محمود، قُتل والده فى انفجار وقع في ضواحي مقديشو، ويقول إنه كان في مَعلَمَة تحفيظ القرآن حين وقع الانفجار ولم يعلم بوفاة والده إلا بعد عودته إلى البيت .

وقتها، أخبره شقيقه الأكبر أن والده كان فى الطريق وما زال مفقودا ولا يعرفون إن كان حيا أو ميتا، وفي حديثه لـ”أخبار الآن” قال عبد الناصر إنه في صباح ذلك اليوم ودع والده قبل ذهابه الى العمل .

وبوفاة والده، تحطمت أيضا أحلام أخيه ذات 14 عاما في العيش بمسكن فسيح ومواصلة تعليمه. إذ يعيش عبد الناصر مع والدته وشقيقته وشقيقه الأكبر تحت خيمة من الخيم المهترئة المتراصة في منطقة تسمى “سركوس” بضواحي مقديشو.

وأكد الشقيق الأكبر مهدي لـ”أخبار الآن” أن والده مات في انفجار وقع في منطقة “إكس كنترول” بمقديشو إثر تفجير ارهابي نفذته جماعة الشباب الصومالية.

كاميرا أخبار الآن اقتربت من بعض سكان مقديشو و استطلعت آرائهم حول جرائم جماعة الشباب الصومالية والأضرار التي ألحقتها بالمجتمع

حين كان والده على قيد الحياة، كان مهدي يذهب الى المدرسة ، غير أن وضعه تغير بعد وفاة والده، إذ انقطع عن الدراسة بسبب عدم تسديده الرسوم.

ليس ذلك وحسب، فحتى الطفل الأصغر عبد الناصر انقطع مكرها عن التعليم لعدم تسديده المستحقات، ولم تتوقف معاناة أسرته عند هذا الحد، بل تفاقمت بقلة توفر لقمة العيش.

أصبح وضع عائلة عبد الناصر ومهدي سيئا للغاية، قالا لـ”أخبار الآن” إنه ليس لديهما ما يأكلانه، ويطلبان المساعدة، ففي وقت سابق كانا يحلمان بمسكن فسيح وتعليم جديد وكل ذلك تحطم بوفاة والدهما.

وكيفما كانت مشقة العيش، سيكبر عبد الناصر ومهدي بدون أب وتتبدد بداخلهما مشاعر الحزن غير أن شيئا واحدا يظل عالقا بذاكرتهما وهو أن جماعة الشباب الصومالية حرمتهما من حنان الأبوة وتركتهما لقساوة اليتم.

 

إقرأ المزيد:

قصة “شمس” مع جماعة الشباب الصومالية.. قتلوا زوجها ويتّموا أطفالها