أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صحة صوت حركة الطيران المسربة الذي يظهر أن إيران أدركت على الفور أنها استهدفت طائرة للركاب.

بعد الادعاء الأول بتحطيم الرحلة 752 بسبب مشاكل فنية وتقديم أكاذيب للتغطية على السقوط، اعترفت طهران أخيراً بأن قوات الحرس الثوري التابعة لها أطلقت النار على الطائرة عن طريق الخطأ معتقدةً أنها صواريخ أمريكية موجهة.

الآن، يظهر التسجيل الصوتي الذي تم تسريبه أن التستر بدأ منذ اللحظة التي أُسقطت فيها الطائرة الأوكرانية. طهران منزعجة من التسريب لكنها لا تنكر صحته.

الأحد وفي كشف صادم، بث برنامج الأخبار التلفزيوني الأوكراني TSN، مقطعاً مسجلاً للمحادثة بين برج مطار طهران وطيار رحلة الخطوط الجوية “آسمان للطيران”، وقت تحطم طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية PS752.

وذكر برنامج TSN التلفزيوني أن التسجيل الصوتي يثبت أن الطيار الإيراني شاهد إطلاق الصواريخ والانفجارات.

وقال البرنامج أيضاً: “ولكن الأهم من ذلك أن التسجيل يبين أن خدمات الخطوط الجوية الإيرانية لم تخف ببساطة السبب الحقيقي لتحطم الطائرة الأوكرانية. يثبت التسجيل أن الإيرانيين شاهدوا الصاروخ من لحظة إطلاقه وحتى لحظة ضربه للطائرة الأوكرانية”.

ما هذا التسجيل بالضبط؟

إنه تسجيل لمحادثة بين مراقب طيران إيراني وطيار رحلة الخطوط الجوية “آسمان للطيران” بينما كان متوجهاً إلى طهران.

تتطلب وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن تنظيم الحركة الجوية المدنية العالمية (ICAO) إجراء جميع محادثات الحركة الجوية باللغة الإنكليزية فقط. عملياً، وخاصة في البلدان غير المتطورة مثل إيران، غالبًا ما يمزج مراقبو الحركة الجوية والطيارون بين الإنكليزية ولغاتهم الوطنية. هذا ما نسمعه في التسجيل الصوتي، اثنان من المتخصصين الإيرانيين يناقشان بقلق الكارثة التي تتكشف، مستخدمين اللغة الإنكليزية والفارسية معًا.

طيار “آسمان للطيران” الإيراني الذي كان متوجهاً إلى مطار مهرآباد الدولي في طهران صباح يوم 8 يناير / كانون الثاني، وصف أنه شاهد شيئًا يشبه صاروخًا يتم إطلاقه، وأنه يرى وميضاً في السماء، يشبه إطلاق الصواريخ، ثم انفجار، يجيب مراقب الحركة الجوية المرتبك بالقول إنه لا ينبغي أن يحدث شيء من هذا القبيل، ويسأل عما إذا ما كان الجسم يطير باتجاه طهران، ويجيب الطيار إنه يطير من العاصمة الإيرانية.

باستخدام البيانات المتاحة للجمهور، تحققت وكالة أسوشيتيد برس للأنباء من أن الرحلة آسمان للطيران 3768 كانت قريبة بما فيه الكفاية من المطار في طهران لرؤية الانفجار.

كيف تم الحصول على الصوت؟

تم بث التسجيل لأول مرة بواسطة برنامج الأخبار TSN على قناة 1 + 1 التلفزيونية الأوكرانية.

أندري تسابلينكو، الصحفي في قناة TSN التلفزيونية، قال إنه حصل على التسجيل الصوتي من مصدر مخابرات طلب عدم الكشف عن هويته بسبب القيود المفروضة على الاتصالات مع وسائل الإعلام أثناء التحقيق في الحادث.

إذاً، نحن لا نعرف في الأصل من هو الطرف الذي سجل المحادثة. بشكل عام، ليس من الصعب تقنيًا الاستماع إلى محادثات المراقبة جوية، إذ إن جميع الطائرات المدنية لديها أجهزة إرسال واستقبال لاسلكية للاتصال بمركز مراقبة الحركة الجوية. وهناك وحدات محمولة متوفرة أيضا. ومع ذلك، فإن مشروعية الاستماع على محادثات مركز المراقبة الجوية تتغير من بلد إلى آخر. إذا تم تسجيل الصوت في إيران، فإن الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بذلك تعرضوا لخطر كبير، بسبب قيامهم بشيء أدى إلى كشف كذبة كبيرة للحرس الثوري الإيراني.

كيف نعرف أن الصوت موثوق وصحيح؟

في الواقع، ليس هناك أي جدال حول صحة التسجيل. أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن التسجيل صحيح في البرنامج الإخباري الأوكراني بقوله: “التسجيل المسرب يثبت أن الجانب الإيراني عرف منذ البداية أن طائرتنا أصيبت بصاروخ”، يقول أنه ” يبدو لي أن صاروخًا يطير” ، يقولها باللغتين الفارسية والإنكليزية، كل شيء ثابت هناك.”

هل تنكر إيران صحة الصوت المسرب؟

بالعكس، قال حسن رضيفار، رئيس فريق التحقيق الإيراني لوكالة الأنباء الإيرانية “مهر”، اليوم الاثنين أكد صحة الحوار المسجل وقال إنه كان من بين الأدلة التي تم مشاركتها مع الأوكرانيين.

ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية “مهر”، قال رضيفار: ” كان هذا الملف من بين المواد المقدمة إلى مجموعة من الخبراء الذين يحققون في الكارثة، ونشره من قبل الجانب الأوكراني يشير إلى أننا لن نزودها بأي مواد بعد الآن.”

ما أهمية ذلك؟

من المعروف أنه تم إخفاء السبب الحقيقي لتدمير الطائرة الأوكرانية عن الرئيس الإيراني حسن روحاني لعدة أيام. كان على روحاني أن يهدد بالاستقالة حتى تصبح الدولة الإيرانية العميقة نظيفةً، ولتعترف بأنهم أطلقوا النار على الطائرة الأوكرانية. وبينما يحاول المسؤولون الإيرانيون المنتخبون الحد من قوة القوات غير المنتخبة وغير الخاضعة للمساءلة مثل الحرس الثوري الإيراني، فإن هذا التسريب الصوتي يوضح مدى خطورة هذه القوات بالنسبة لإيران كدولة وحتى بالنسبة لحكومتها. هناك كثير من الناس في إيران الذين لا يريدون أن يروا بلادهم تغرق في الرمال المتحركة لولاية الفقيه. وهذا يشمل العديد من المسؤولين المنتخبين وكذلك المتخصصين في صناعة الطيران. بالنسبة إليهم، يوضح هذا التسجيل مدى سوء تدهور بلادهم ومدى تشويه سمعتها من قبل المتشددين.

رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف قال: “تسبب انفجار تشرنوبيل في انهيار الاتحاد السوفيتي”. انهار الاتحاد السوفيتي عندما لم يعد بإمكان “كي جي بي” أو لجنة أمن الدولة الحفاظ على إدارة الدولة بالأكاذيب التي روتها لشعبها وللعالم..

يمكن أن يكون إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية لحظة تشيرنوبيل الخاصة بدكتاتورية الأيديولوجية الإيرانية.

هذا هو صوت اللحظة التي لقي فيها 176 راكباً وطاقمًا مصرعهم يوم 8 يناير، بعد وقت قصير من إقلاعهم من مطار طهران الإمام الخميني الدولي. هذا هو الوقت الذي اخترقت فيه صواريخ الحرس الثوري الإيراني جسم طائرة ركاب وفجرتها، مما أسفر عن قتل أرواح بريئة، بما في ذلك بعض أفضل وألمع مواطني إيران في الخارج. الآن نعلم أن كل ذلك شوهد مباشرة بواسطة طائرة ركاب إيرانية كانت تقترب من طهران في نفس الوقت. يمكن الاطلاع على التقرير الإخباري الأوكراني الأصلي الذي يحتوي على الصوت هنا: