أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

لقد أوضحت الهجمات الإيرانية على القواعد العسكرية العراقية شيئًا واحدًا، وهو أنه في هذه الجغرافيا، إيران هي المعتدي. وعلى الرغم من كل محاولاتها، أصبح من الصعب تصديقها عند لعبها دور الضحية. نعم، هناك ضحية كبرى في هذا العدوان وهي العراق.

لم يكن قاسم سليماني وزير المياه الإيراني أو وزير التنمية الحضرية، لكنه كان القائد المسؤول عن قوة عسكرية سرية مهمتها زعزعة استقرار المنطقة، ولقد قُتِل بعد سنوات من تسببه في قتل عدد لا يحصى من المدنيين الأبرياء في سوريا واليمن والعراق وخارجها. قُتل خلال إحدى رحلاته السرية مع أبو مهدي المهندس وهو أقرب جندي عراقي له. قتل وهو مقاتل نشط يخطط لهجمات وشيكة.

على الرغم من ذلك، حاولت إيران أن تستغل عملية قتل سليماني ولعب دور الضحية.

بمساعدة وسائل الإعلام الروسية والصينية، فضلا عن وسائل إعلام غربية يمينية ويسارية متطرفة، اكتسب دور الضحية هذا بعض التأثير في وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، هناك ثلاثة تطورات رئيسية أسقطت قناع الضحية الذي تضعه إيران.

1. الرسوم التوضيحية التي يشاركها مسؤولون إيرانيون على حساباتهم الرسمية، تصور الدخول المفترض لسليماني إلى الجنة للانضمام إلى الإمام الحسين ( رضي الله عنه). بالنسبة لكثير من العراقيين الذين يريدون التخلص من هذه الرمزية الأيديولوجية الثقيلة، كان ذلك بمثابة تذكير صادم بالطبيعة الحقيقية للمتعصبين الإيرانيين، ورمزت هذه الصورة إلى أن العلاقة بين إيران والشيعة العراقيين لا يمكن أن تكون متساوية، فـ ” قَم” ترغب في إخضاع ” النجف” من خلال ولاية الفقيه، وهو الاعتقاد المروع بإمام الزمان والباقين، وهذا ليس مجرد معتقد ديني، بل إنه دليل على أن المتشددين الإيرانيين لا يريدون سوى التسبب بالفوضى في العراق للتحضير لنهاية العالم.

العراقيون لا يريدون شيئاً من هذا. العراقيون يريدون حياة مدنية وآمنة ومزدهرة.

إيران.. لم يعد بإمكان المعتدي لعب دور الضحية

رسم توضيحي يشاركه مسؤولون إيرانيون على حساباتهم الرسمية، يصور الدخول المفترض لسليماني إلى الجنة للانضمام إلى الإمام الحسين AFP PHOTO / HO / KHAMENEI.IR”

2. التدافع القاتل في جنازة سليماني، ولم تكن جنازته مناسبة هادئة أو حزينة، فبسبب التقاليد الطائفية، تحولت إلى عرض سياسي أيديولوجي، إذ أسفرت التجاوزات عن فقدان السيطرة حتى في الجنازة وتسببت في قتل العشرات وجرح المئات.

إيران.. لم يعد بإمكان المعتدي لعب دور الضحية

قتلى ومصابون في جنازة قاسم سليماني Photo by ATTA KENARE / AFP

3. هجمات الصواريخ الباليستية على القواعد العسكرية العراقية في الليلة الماضية. هذه ليست قواعد عسكرية “أمريكية”، بل إنها قواعد عراقية تستضيف قوات التحالف بما في ذلك القوات الأمريكية. هذه القواعد هي أرض ذات سيادة عراقية. هاجمت إيران العراق كما كانت تفعل أثناء الحرب بين البلدين في الثمانينات. إيران تشعر أن لها حرية مهاجمة العراق.

This still image from an Islamic Republic of Iran Broadcasting video shot on January 8, 2020, allegedly shows rockets launched from Iran againts the US military base in Ein-al Asad in Iraq. - Iran fired "more than a dozen" ballistic missiles on January 7, 2020, against two airbases in Iraq where US and coalition forces are based, the Pentagon said. "At approximately 5.30 pm (2230 GMT) on January 7, Iran launched more than a dozen ballistic missiles against US military and coalition forces in Iraq," Assistant to the Secretary of Defense for Public Affairs Jonathan Hoffman said in a statement. (Photo by HO / IRIB / AFP) / - Israel OUT / RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / Islamic Republic of Iran Broadcasting" - NO MARKETING - NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS - NO Access Israel Media / Persian Language TV Stations Outside Iran / Strictly No Access BBC Persian / VOA Persian / Manoto TV / Iran International /

صورة توضح قصف إيران “أكثر من عشرة صواريخ” على القواعد العسكرية في العراق Photo by HO / IRIB / AFP

بعد مقتل سليماني، حاولت طهران فرض رواية خاطئة ومضللة على الشعب العراقي وممثليه.

يُظهر هجوم الليلة الماضية والانتهاكات الإيرانية الأخرى للسيادة العراقية أنه إذا انسحب الأمريكيون من العراق، فسيُترك العراق تحت رحمة المتشددين الإيرانيين الذين لا يحترمون العراق أو سيادته أو شعبه أو برلمانه على الإطلاق.
باختصار، سجلت صواريخ الليلة الماضية ضربة مباشرة لنفوذ إيران في العراق.

إنها دعوة للعراقيين للاستيقاظ في اللحظة الأخيرة، وإذا فشل العراق في الاستجابة لهذا النداء، فسيكون من الصعب عليه في المستقبل إنشاء حكومة لا تتعرض للتهديد المستمر من إيران، أو برلمان يمكنه العمل والتشريع وتمثيل الشعب العراقي بحرية وأمان. في الواقع، تلك الصواريخ استهدفت وجود العراق كأمة.

إقرأ أيضا:

إيران تهاجم قواعد عراقية تحتوي على قوات التحالف