أخبار الآن | بيروت – محمد الجنون (خاص)

يعيشُ الشباب اللبناني محمد ريما صراعاً مع المرض الذي أنهكه وجعله مُقعداً غير قادرٍ على الحركة منذ 52 يوماً. ومع لحظات الألم، تفيضُ الصرخات وجعاً، في مشهدٍ يُدمي القلوب وتقشعرّ له الأبدان.

مُحمّد، الذي يعاني من مرض “البورفيريا” النادر، أراد أن ينتصرَ للحياة، ويناضل في سبيل بقائه، وتحوّلت قصتهُ في لبنان إلى حديث الناس عبر مواقع التواصل الإجتماعي. أمّا أصدقاؤه، فكان لهم الدور الأكبر، إلى جانبِ أمّه السيد هدى مكاري التي ترافقه في رحلته لمحاربة المرض، وهي تقول: “سننتصرُ ولا نحتاج أحد، وسنسعى جاهدين لتحقيق العلاج بمساعي الأيادي البيضاء، ولا نريد شيئاً من الدولة”.

وفي ظلّ كل الحالة التي يعيشها، أراد محمد (27 عاماً) إيصال صوتِه وصرخته، مستخدماً صفحته على موقع “فيسبوك”، التي تحوّلت إلى ساحة لتضامن الناشطين من مختلف المناطق اللبنانية، إلى جانب “أهل الخير” الذين ما تركوا سبيلاً في مساعدة محمّد في نضاله ضد الألم.

من مستشفى النيني في شمال لبنان حيثُ كان يمكث، وصولاً إلى العاصمة بيروت، قطع محمد المسافات رغم الألم للحضورِ إلى وزارة الصحة العامة ولقاء الوزير اللبناني جميل جبق، بعدما قالت الوزارة عبر أحد مستشاري الوزير، أنها ستتابع قضية محمد، التي عرضتها إحدى القنوات التلفزيونية المحلّية اللبنانية.

من داخل الوزارة في منطقة الجناح – بيروت، يروي محمد لـ”أخبار الآن” تفاصيل رحلته مع المرض الذي اكتشفه في العام 2012، ويقول: “أنا لبناني منذ 27 عاماً، وقد ولدتُ وأحمل مرض البورفيريا ولم أكن أدري ذلك. بدأت المضاعفات تظهر بشكل كبير قبل سنوات، وقيل لنا أنه ليس له أي علاج في لبنان، وعليّ أن أتعايشَ مع المرض”.

ويضيف: “منذ 52 يوماً وأنا مُقعد، وحالياً أعاني من تلف في الجهاز الهضمي، ومنذ 11 يوماً وأنا بدون طعام أو شراب. حالياً، أعيشُ على المورفين للتخفيف من الألم قدر المستطاع، ولكن تأثيره لا يبقَ سوى لساعات قليلة. وفي حال تأخرت أكثر في تلقي الرعاية الطبية المطلوبة، فإنني معرض لشلل في الرقبة، ولفقدان النطق، وقد يتطور الامر إلى غيبوبة، وبعدها قد أموت”.

في حديثه، يكشف محمد أنّ “العلاج الذي سيخضع له موجود في إحدى المراكز المتخصصة في فرنسا، وما يريده هو تأشيرة السفر لمغادرة لبنان فوراً، وهذا الأمرُ يحتاج إلى متابعة من وزارة الصحة”.

ولفت محمد إلى أنّه “التقى وزير الصحة، وقد تعهد الأخير بأن يقدّم له تأشيرة الخروج يوم غدٍ الثلاثاء”، موضحاً أنّه “لا يحتاج إلى تغطية مالية من الوزارة، كما أنه لا يريدُ أي مساعدة من الدولة”، ويقول: “يكفيني أن الناس تحرّكت من أجلي، وهي تجمع لي الأموال. تكلفة علاجي إلى نحو 331 ألف دولار، وأهل الخير يسعون بكل قوتهم لجمع التبرعات”.

ويختم: “الناس تحرّكت معي من مختلف المناطق وفي مخيم البداوي شمال لبنان بالتحديد. الناسُ تقدّر الألم، وأتمنى على دولتي أن تقدّر ألمي أيضاً. أريدُ أن أتعالج وأهزم الألم كي أعيش حياتي مثل أي إنسانٍ طبيعي. يكفينا في لبنان العذاب والتشرّد عند أبواب المستشفيات، في ظلّ غياب الدولة عن رعايتنا”.

قصة مؤثرة.. شابٌ لبناني يصارعُ مرضاً نادراً لينتصر للحياة: سأهزمُ الألم

للمزيد:

ما الذي يفعله الإيغوري كل يوم حتى ينجو بحرّيته