أخبار الآن | مراوي – فليبين (شافعي معلم أحمد)

استطاع الجيش الفلبيني دحر فرع تنظيم داعش في مراوي جنوب البلاد وإنهاء المعركة ضد المتشددين الذين استولوا على بعض أجزاء المدينة التي تم تحريرها وفق خطة أمنية يشرحها لنا الكولونيل روميو براونر نائب قائد قطاع العمليات في مراوي.

في تغطيتنا المتواصلة على  منطقة مراوى بالفلبين لمرحلة ما بعد داعش، حاولنا التقرب أكثر من القيادات العسكرية التي خاضة المعركة وتحدثنا مع قادة الجيش والمسؤولين في المنطقة، سألناهم عن كيف تمت عملية تحرير المدينة وكيف كانت خطة استرجاعها من داعش؟ و كيف سيساعدهم هذا في دحر الجماعات المسلحة الاخرى المتواجدة في الفلبين   ؟

هل لك أن تعطينا فكرة عن تاريخ الجماعات الإرهابية في الفلبين؟ ومن هم أبرز هذه الجماعات؟ وكيف بدأت عملية تحرير مدينة مراوي؟

لدى الفلبين تاريخ طويل مع وجود الجماعات الإرهابية على أراضيها، هناك جماعة أبو سياف وهناك داعش جنوب شرق آسيا، وأخيرا قرروا إنشاء جبهة موحدة وأعلنوا ولاءهم لداعش وهكذا.
في الثالث والعشرين من مايو الماضي أصدرت المحكمة العليا مذكرة اعتقال للقيادات الجماعات الإرهابية في الفلبين خاصة زعيم "جماعة ماوتي" وإيسنيلونهابيلون زعيم جماعة "أبو سياف" في ذلك اليوم ٢٣ من مايو الماضي حاولت القوات الفلبينية بتنفيذ أمر الاعتقال بحق المطلوبين، حيث حصلنا معلومات استخباراتية تشير عقد اجتماع للقيادات الجماعات الإرهابية في مكان واحد. ومن جانبهم علموا تحركات الجيش وشنوا على مدينة مراوى حملة عسكرية استباقية بعد ثلاثة أيام من صدور مذكرة اعتقال في حقهم وكان هذا الأول من رمضان.

ومن جانبه أخذ الجيش الفلبيني تخطيط عمليات عسكرية ضد الجماعات المتشددة في مراوى، وواصل الجيش هذه العملية لمدة خمسة شهور، وكان الاشتباكات تستمر بشكل يومي من الصباح الي المساء، هدف هذه الحملة كانت تنظيف المتشددين من مراوى، شارك في العملية جميع القوات الفلبينية بما فيها القوات الجوية والبحرية والمشاة وقوات الشرطة، مضيفا أن أهم العناصر التي أدت الي انهيار داعش بشكل سريع هي محاصرتنا عليهم من جميع الاتجاهات، وحجزهم في مكان واحد سميناه منطقة المعركة الرئيسية.
الحرب على داعش في منطقة مراوي قادها الجيش الفلبيني بقواته التي تراوح قوامها 8000 جندي وحرروا المدينة بعدما تم قتل العديد من عناصر داعش واستسلام آخرين وتمت عمليات تمشيط المدينة للتأكد من التخلص نهائيا من داعش. 

كم عدد القوات الفلبينية التي شاركت في تحرير مدينة مراوى؟ وهل لك أن تعطينا عدد ضحايا داعش الذين قتلوا خلال المعارك؟ 

هناك وحدات مختلفة شاركت في تحرير مدينة مراوى، لكن مجمل القوات وصل إلى ٨٠٠٠ جندي، قتل خلال هذه العملية ٩٧٤ من مقالتي داعش، وهذه الأرقام تتكون من الذين قتلهم قناصو الجيش الفلبيني، والجثث الذين تم جمعهم بعد تحرير المدينة، وكذلك سلم ثلاثة من المقاتلين أنفسهم للجيش، حتى هذه اللحظة أنا أعتقد أن عناصر داعش تم دحرها عن المدينة، آخر محاولة لشن هجوم علي الجيش كانت في الخامس من نوفمبر وقتها  تمكنت قوات الحكومة الفلبينية بتصفية ٩ مقاتلين من داعش، صحيح أنه لم يتم مقتل جميع عناصر داعش في مراوى، بعض منهم سلموا أنفسهم للحكومة، وعدد ضئيل جدا تمكنوا من الفرار خاصة في الأيام الأولى من العملية العسكرية ورغم ذلك من الصعوبة بمكان أن يجتمعوا مرة أخري ليشنوا هجوما علي مراوى وغيرها، مضيفا أننا الآن نريد أن نتأكد بأن لا يتمكنوا من تجنيد مقاتلين جدد، وجذب أعضاء جدد في صفوف مقاتليهم وإعادة هيكلة التنظيم من جديد.

03/ تستند  حكومة الفلبين و السلطلت المحلية و العسكرية في مراوي  في محاربتها للمتطرفين خطة مكتملة الجوانب و يلعب فيها دور  علماء الدين دورا بارزا في نشر المفهوم الصحيح للاسلام  و محاربة التطرف  كما  تعتمد على خطط تنموية  و برامج  لاعادة اعمار المدينة 

ماذا بعد داعش، هل هناك طريقة أخري لمحاربة المتشددين غير لقة السلاح؟ صحيح أنه تم دحر مقاتلي داعش من مرواي عاصمة خلافتهم لكن مدينة مراوى تهدمت بفعل الحرب، هل لديكم خطة لإعادة بناء المدينة، وإعادة النازحين إلي بيوتهم؟

الجيش الفلبيني يقف إلى جانب جهود الحكومة المركزية لمحاربة العنف والإرهاب، وتتمثل هذه الخطة العمل مع جميع الأطراف المعنية لمحاربة هذا الفكر المتشدد وأولهم علماء الدين حيث نعتبرهم الجبهة الأمامية لمحاربة الإرهاب، وبما أن لديهم تواصل واحتكاك مباشر مع جميع أطياف المجتمع المسلم هم المسؤولون في إرشاد أبنائهم والتأكد في الدروس الذي يتلقون فيه، وأعتقد أيضا أن لدي العلماء، وخطباء المساجد وأساتذة الجماعات لهمك دور كبير في محاربة التطرف والتشدد.
أما ما يتعلق بإعادة تأهيل المدينة وعودة النازحين، فأعتقد أن هذه الخطة تجري علي قدم وساق، وقوات الجيش تشرف على هذه العملية والتي تتمثل بمساعدة فريق العمل الذي يعمل في إعادة على إعادة بناء الجيش، وأيضا قمنا بنقل وحدة المهندسين للجيش إلى مدينة مراوى لإعادة ترميم الشبكة الكهربائية، وما زلنا نلعب دورا في تقديم مساعدات اجتماعية وإنسانية للمتضررين، إضافة إلي مهمتنا الرئيسية والتي تتضمن ضبط الأمن والاستقرار في المنطقة ومنع المتشددين لتجنيد أعضاء جدد وإعادة هيكلة تنظيمها. 

س٤: هل لديكم خطة لإعادة تأهيل الأطفال الذين تأثروا بفعل الأعمال الوحشية لداعشوالمشاهدات القاصية التي شهدوها؟

لدينا برنامج سميناه " جولة طبق" ويتضمن هذا البرنامج لإعادة تأهيل الأطفال الصغار الذي تأثروا بفعل الأعمال الوحشية، مثل أولئك الذين فقدوا ذويهم خلال الحرب، يتمثل هذا البرنامج تنظيم رحلة لأطفال مراوى، وتجوالهم في مدينة مانيلا، ليأخذوا فكرة عن الحياة بدون الإرهاب، والهدف هو أن يقودواإلى مجتمعهم إلىبر الأمان بعد عودتهم من مانيلا.

 

 

 

اقرأ أيضا:
بركان "بالي" يتحول من نقمة كارثية إلى نعمة بيئية