أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

سجلت الأعوام الأخيرة رقما قياسيا لأعلى درجة حرارة على الكرة الأرضية، ويتوقع الباحثون في المجال، بنسبة 99 في المئة، أن تكسر الأعوام القاعدة هذه الأرقام .. 

في هذا الصدد، يتابع علماء المناخ ثورة بركان في جزيرة بالي السياحية الإندونيسية عن كثب  للوصول إلى أفكار تمكنهم من الحد من ارتفاع درجة الحرارة على مستوى العالم، وذلك عن طريق ضخ كيماويات تقلل من حدة أشعة الشمس على ارتفاع كبير عن سطح الأرض. وبدأت البراكين تلعب دور المختبرات الطبيعية في "الهندسة الجغرافية"، المتمثلة في إمكانية قيام الحكومات بصنع "قبة" من غاز ثاني أكسيد الكبريت على ارتفاع كبير فوق سطح الكوكب، لتتصرف كواق طبيعي من أشعة الشمس وتسهم في كبح ارتفاع درجة الحرارة بسبب النشاط الإنساني، وفق موقع (DW). 

محاكاة البركان لخفض درجة حرارة الأرض
الرماد والدخان الذي نفثه بركان "أوجونج" منذ أيام ليس كبيرا بدرجة كافية ولم يرتفع في الغلاف الجوي بالدرجة الكافية لتهدئة درجة الحرارة على مستوى العالم. لكن العلماء يقولون إنهم يدرسون ما يمكن أن يحدث إذا ثار مجدداً بنفس قوة ثورانه عام 1963.

موضوع ذو صلة: بركان بالي.. خطر يهدد حياة الآلاف الأندونيسيين

قال "جيم هيوود"، أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة إكستر، إن عمليات محاكاة على (بركان) بالي أجريت بالتعاون مع هيئة الأرصاد البريطانية وتضمنت "سيناريوهات محتملة" وبعض نماذج المحاكاة المرتبطة بالهندسة الجغرافية.

وأضاف "هيوود" أن بركان "أوجونج" نفث ثمانية ملايين طن من ثاني أكسيد الكبريت في الطبقة العليا من الغلاف الجوي في عام 1963، على ارتفاع يتراوح بين 10 و15 كيلومترا فوق سطح الأرض، موضحا أنها كانت كمية كافية لخفض درجة حرارة الأرض لعدة أشهر، وكان ذلك الثوران البركاني قد أسفر وقتها عن مقتل ألف شخص في بالي..

هل ستفتح البراكين الباب أمام العلماء لتقليل ارتفاع حرارة الأرض؟
بلغت القياسات التي تجرى بالأقمار الصناعية لثوران البراكين من الدقة درجة تكفي لاستغلالها كنماذج في الهندسة الجغرافية، كان ذلك مستحيلا عندما ثار بركان "ماونت بيناتوبو" في الفلبين عام 1991، الذي نفث نحو 20 مليون طن من ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي، ليصبح ثاني أكبر ثوران في القرن العشرين بعد ثورة بركان آخر في ألاسكا عام 1912. كان لثورة بركان "ماونت بيناتوبو" أثر في خفض درجة حرارة الأرض بسبب الكبريت الذي قلل من حدة أشعة الشمس في أنحاء كثيرة من العالم.

أوضح "ماثيو واتسون"، الباحث في جامعة "بريستول"، أنه منذ بركان "ماونت بيناتوبو تحسنت لدينا (أدوات) كثيرة"، مشيرا إلى أن بركان "أوجونج" قذف نحو عشرة آلاف طن فقط من ثاني أكسيد الكبريت في ثورانه الأخير، وأن المواد المقذوفة لم ترتفع إلى الطبقة العليا من الغلاف الجوي، يشار إلى أن دول العالم اتفقت على ضرورة التركيز على خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ المبرمة عام 2015، بدلاً من البحث عن طرق مختصرة "أشبه بالخيال العلمي" بهدف تقليل الحرارة.

اقرأ أيضا: تصاعد الدخان من بركان بالي للمرة الثانية خلال أسبوع