صفاء صالح
ذبيح الله مجاهد: طالبان قضت على الرشوة والفساد وحقوق المرأة شأن داخلي
- عام مر على حكم طالبان لأفغانستان ومازال الخوف على الملف الحقوقي متسمر
- أكثر من 20 مليون أفغاني على وشك التعرض للجوع الشديد تبعا لتقاير دولية
- طالبان تشكك في حادث الظواهري وتصفه بأنه محض ادعاءات بلا دليل حتى الآن
في أغسطس الجاري يكون قد مر عام كامل على حكم جماعة طالبان لأفغانستان، في بداية العام اهتمت الجماعة أن تخبر العالم ان طالبان اليوم ستختلف عن طالبان أمس.
وفي نهاية العام كانت كل النتائج تقول أن حكم طالبان منذ ما يزيد عن 20 عاما يتكرر اليوم. وضع النساء وحقوق الانسان، شبح الخوف من المجاعة يدق أبواب نصف الشعب الأفغاني.
زعيم تنظيم القاعدة السابق أيمن الظواهري كان يقطن في بناية بوسط العاصمة بالقرب من القصر الرئاسي، فكيف تقيم طالبان حكمها بعد عام كامل.
السيد ذبيح الله مجاهد المتحدث الرسمي باسم حكومة طالبان كان معنا في “أخبار الآن” لنجري معه هذا الحورا للحديث عن تقييم التجربة بعد عام كامل من الحكم.
الفقر وتوفير الخدمات للمواطن الأفغاني
- كيف ترى أفغانستان الآن بعد عام من حكم طالبان هل ترى وضعها كما يراه العالم أجمع أسوأ من ذي قبل؟ أم أن هناك إنجازات لطالبان لا يعرفها العالم تريد إيضاحها لنا؟
دون شك أن الإمارة الإسلامية حققت خلال العام الماضي إنجازات في عدة ملفات و عدة مجالات منها مجال الأمن، توفير الأمن حيث يستطيع المواطن الأفغاني أن يذهب في أي مكان شمالا أو جنوبا دون أي خوف أو أي تهديد. ثانيا: لقد بدأنا مكافحة ضد الفساد ولا يوجد أي نموذج أو مثال للفساد في الدوائر الحكومية في الإمارة الإسلامية الآن وكذلك لا أحد يستطيع أن يقدم الرشوة لمسؤول سواء كان كبيرا أو صغيرا ، كذلك كانت هناك الكثير من الأراضي التي تم اغتصابها من قبل السلطات السابقة، استعدنا هذه الأراضي.
وهناك انجازات كثيرة في عدة مجالات، ففي المجال الاقتصادي نحن نحاول أن نسيطر على الفقر ونقدم الخدمات التي يحتاج إليها المواطن الأفغاني ، وهناك دول كنا علي حرب معها خلال 20 عاما فهم لازالوا ينظرون إلينا نظرة حقد ونظرة غضب، ليس لديهم نية الصداقة مع الإمارة الإسلامية رغم اننا فتحنا أيادينا لكل من هو علي استعداد للتعاون معنا دبلوماسيا أو سياسيا.
وبالنظر إلى الدول المجاورة لأفغانستان في المنطقة فلدينا معهم علاقات حسنة لأننا لا نشكل تهديدا لأحد من جانب أفغانستان، في محاولة منا لعمل علاقات سواء مع الأعداء أو الأصدقاء.
مقتل أيمن الظواهري
- سيد ذبيح الله دعنا نبدأ من حيث النهاية, كيف تسير التحقيقات في قضية مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة السابق في وسط العاصمة كابل؟
كما تعلمون نحن جدد في الحكم وهذه القضية لم نؤيدها من البداية ولا نعلم هل قتل أيمن الظواهري في كابل أم هذه فقط مجرد شائعات أو ادعاءات ولكن التحقيقات مازالت مفتوحة وحين تنتهي التحقيقات سوف نعلن النتيجة مع العالم كافة وبالأخص معكِ.
- متى نتوقع إعلانا رسميا عما أسفر عنه التحقيق؟
الجهات المرتبطة بالتحقيق في القضية مازالت تعمل عليها، تعلمون أن القضية مغلقة تحتاج إلى التحقيق الفني إلى جانب التحقيق الأمني لكننا في أي وقت نتوصل إلى نتيجة سوف نشاركها عبر الإعلام ولن نخفي أي نتيجة.
- طالما أنكم لا تخافون أي نتيجة إذا تبين أن بعض الجماعات أو الأفراد أحضروا الظواهري إلى كابل دون إبلاغ قيادة طالبان والسلطات الحكومية ، فماذا يجب فعله مع المسؤولين عن ذلك؟
هذه القضية لازالت تحت التفتيش والتحقيق وإذا تبين أن أي شخص من الحكومة قد تورط فيها فإن السلطات الحكومية وبالأخص المحكمة العليا للبلاد سوف تتخذ قرارا بشأنه.
المقاتلين الأجانب في أفغانستان
- بعد حادث الظواهري، ما نوع الإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها لزيادة الرقابة والسيطرة على المقاتلين الأجانب داخل أفغانستان؟
الجهات الأمنية المختصة بهذا الشأن يراقبون وهناك تشديدات أمنية بهذا الشأن، وتعلمون أن أفغانستان بها مناطق جبلية بعيدة صعب مراقبتها خاصة ولكننا نحاول ليلا ونهارا المراقبة وشددنا التركيز على المراقبة في هذا الموضوع، والإمارة الإسلامية تقولها بوضوح، إن الأراضي الأفغانية لا تستعمل ضد أي بلد، سواء جيراننا أو غير جيراننا ولن نسمح لأي أحد أو لأي جماعة متطرفة أن تستقر في الأراضي الأفغانية.
- إذن أنت تتفق معنا سيد ذبيح الله أن المنطق يقول أن هناك بعض المواطنين الأجانب الذين يضر وجودهم في أفغانستان بالشعب الأفغاني و بمصالح البلاد ؟
أنا أكرر كلامي بأن الإمارة الإسلامية لن تسمح لأي جهة أو لأي شخص متطرف بأن يستعمل الأراضي الأفغانية ضد الآخرين، نحن نعارض هذا الشئ بكل جدية وأنتم تعلمون أن هناك بعض العناصر المتطرفة من داعش أو من الجماعات والعناصر الإرهابية في أفغانستان ولكن الجهات الأمنية بالإمارة تراقبهم ولازالت عمليات التصفية جارية في بعض المناطق أو المدن الأفغانية في أوقات متفرقة.
- فماذا ستفعل الحكومة للعثور عليهم وترحيلهم؟
الإمارة الإسلامية قبضت علي 1200 إرهابيا من تنظيم داعش ولازالوا موجودين عندنا في السجون ،وكذلك تم تصفية 600 شخص قتلوا أثناء الاشتباكات مع القوات الأمنية للإمارة، إذن نحن نركز ونشدد في هذا الأمر ولن نسمح لأي أحد أن يخر بأمننا أو أن يقوم بأعمال تخريبية داخل المدن أو القرى أو الأماكن العامة .
الجماعات والعناصر المتطرفة
- بسبب الصلات مع القاعدة أو الجماعات الأخرى، كم عدد هؤلاء الأفراد الذين تم ترحيلهم منذ وصول طالبان إلى السلطة العام الماضي؟
فقط عناصر وأفراد من تنظيم داعش نحن حاربناهم وقتلناهم وأمسكوا بهم وما زالوا في السجون ممتلئة بهم، ولم نجد غيرهم رغم أن المخابرات والجهات الأمنية تحاول العثور عليهم ، ولكن حتى الآن لم نجد شخص واحد من هذه الجماعات يعيش في أفغانستان لنحاول ترحيله ، إذا وجدنا بعدها نأخذ قرار كيف نرحله او كيف نتعامل معه.
- سيد ذبيح الله، دائما ما تتحدث عن داعش فقط فماذا عن القاعدة، فهناك تقارير تقول ان زعيم التنظيم السابق أيمن الظواهري قتل في وسط العاصمة كابل ، فماذا عن أعضاء التنظيم الذي يقودنا العقل والمنطق إلى أنهم كانوا بجوار زعيمهم داخل أفغانستان؟
بداية أود الإشارة إلى ما ذكرته سابقا أن قضية أيمن الظواهري هي فقط في حدود الادعاء أو الشائعة، حتى الآن لم يثبت لنا بالشواهد أو بالإثباتات أن أيمن الظواهري كان موجود، فنحن إلى الآن ننفي وجوده في كابل، أما عن إشارتكم بأن عناصر القاعدة كانوا موجودين في كابل فأكيد انهم كانوا موجودين بالفعل ولكن قبل 20 عاما، والكثير منهم ذهبوا والكثير منهم ماتوا ، الآن لا يوجد أي فرد أو أي عنصر من تنظيم القاعدة داخل أراضي أفغانستان ، إلا إذا كان مختفيا ونحن لا نعلم، ونحن نحاول أن نعلم عنهم و ونسيطر ونقبض عليهم إذا وجدناهم.
- أنت تقول أن مقتل الظواهري غير مؤكد وتشكك في تقارير مقتله، فماذا عن مقاتلي القاعدة الأجانب الذين علموا بهذه التقارير وصدقوها ويرغبون السفر إلى أفغانستان ليكملوا ما بدأه زعيمهم ، للقتال من أجل القاعدة هناك فما هي رسالتك للأجانب الذين يريدون القدوم إلى أفغانستان للقتال المسلح؟
الإمارة الإسلامية لن تسمح لأي جماعة أو لأي فرد أن يأتي إلى أرض أفغانستان ويستعمل هذه الأراضي ضد الآخرين هذه هي سياسة الإمارة الإسلامية ونحن لم نشاهد أي عنصر من تنظيم القاعدة داخل أفغانستان.
رسالة المتحدث باسم طالبان للمقاتلين الأجانب
- إذن هل يمكنك أن توجه نداءا إلى هؤلاء المقاتلين الأجانب خارج أفغانستان نداءا بألا يأتوا إلى أفغانستان ؟
في الحقيقة أن أفغانستان آمنة حاليا ولا توجد بها حرب، لذا فلا توجد أي حاجة لتأتي الجماعات المحاربة والعناصر المتطرفة لتقاتل داخل أفغانستان ونحن تعهدنا ألا نترك أي تحركات داخل أراضينا تمثل تهديدا للآخرين، إذن لا حاجة لمجيئهم إلى أفغانستان حاليا.
- تتحدث سيادتكم عن موقف طالبان ولكنني أتحدث عن موقفهم هم، فهم مقاتلون تابعون للقاعدة يظنون أن أرض أفغانستان بحاجة إليهم فهل توجه لهم نداءا مباشرا الآن بأن لا تأتوا إلى أرض أفغانستان نحن لا نريدكم؟
هذه رسالة واضحة انا أخاطب الجماعات او الأفراد الذين يريدون أن يأتوا إلى أفغانستان ويستعملوا أراضينا ضد الآخرين لن نسمح لهم ولا نريدهم ولا حاجة لنا بهم.
- لقد ناقشنا مرارًا وتكرارًا خطر داعش مع مختلف ممثلي طالبان خلال العام الماضي. كثيرا ما سمعنا أنه لم يكن مثل هذا الخطر الكبير، ولكن التقديرات الدولية تقول أن مئات الأفغانيين قتلوا في هجمات لداعش وألاف المصابين أصيبوا جراء تلك الهجمات بعد هجمات داعش الأخيرة ، هل تولي حركة طالبان والحكومة اهتمامًا أكبر لخطر داعش أكثر من ذي قبل؟
دون شك ان داعش تمثل تهديدا وسببا للقلق ولكنهم إلى الآن ولله الحمد لم يدخلوا إلى الدوائر الحكومية، وبالأخص المراكز العسكرية التابعة للإمارة الإسلامية فهم يستهدفون الأماكن العامة والمساجد والأسواق ويقتلون المواطنين من العامة ولم يستطيعوا استهداف أي مسؤول كبير في الحكومة حاليا، ولكن رغم هذا التهديد فالإمارة الإسلامية تتابعهم وتراقبهم وتحاربهم وتقاتلهم
- كيف تزيد طالبان من إجراءاتها لمكافحة الإرهاب؟ يرجى إعطائنا أمثلة محددة للتدابير الجديدة التي يتم اتخاذها؟
الجهات المختصة تراقبهم فقد ذكرت سابقا أن 1200 شخص من عناصر داعش تم القبض عليهم ومازالوا في السجون، و600 منهم قتلوا، و المخابرات المختصة للإمارة الإسلامية تقتلهم وعشرات المراكز التي كانوا بها دمرناها.
- هل سلطات طالبان قادرة تمامًا على الدفاع عن مواقع مثل مطار كابول الدولي من هجوم ضخم لداعش بهدف قطع اتصال أفغانستان بالعالم الخارجي؟
مطار كابل منطقة آمنة، أقولها بكل وضوح أن قواتنا يقظة وتحمي المطار من كافة النواحي، وبعيدا عن المطار فإن الدوائر الحكومية بصفة عامة لم يستطع عناصر داعش حتى الآن أن تقترب منها أو تهجم عليها قواتنا يقظة وتواجههم بكل جدية وبكل شدة.
تعليم الفتيات وحقوق المرأة
- ذكرت مصادر دبلوماسية أن الإعفاءات من حظر السفر التي منحت لـ 13 مسؤولا في حركة طالبان مدرجين على لائحة عقوبات الأمم المتحدة انتهت و بانتظار موافقة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على تمديدها المرجح وهناك بعض الدول تربط هذه الإعفاءات بملف حقوق المرأة والتعليم ، فلماذا التضحية بكل شئ من أجل قمع المرأة والوقوف أمام مستقبل الفتيات الصغيرات؟
قضية تعليم الفتاة الأفغانية وحقوق المرأة هي قضايا داخلية، لا تهم الآخرين، ونحن اتفقنا في اتفاقية الدوحة أن كافة الضغوطات و الموانع ضدنا يتم رفعها حتى يتم شطب أسماء قيادات طالبان من القائمة السوداء لدى الأمم المتحدة، لكنهم لم يشطبوا ولم يرفعوا أسماءهم فبعض الدول تحاول اختلاق المشاكل وهذه الضغوطات ليست في مصلحتنا ولا في مصلحتهم وأرجو أن لا يتدخل الآخرون في القضايا الداخلية لأفغانستان.
- إذا كانت القضايا الداخلية مرتبطة بعلاقاتكم الخارجية، فهل اتخذت طالبان من السيدات والفتيات رهائن أو ملكية خاصة لا يستطيع المجتمع الدولي ان يدافع عن حقوقهن، نحن نعيش مع المجتمع الدولي، طالبان لا تعيش وحدها في العالم حتى تقول هذا شأن داخلي، الشعب الأفغاني غير راض عن هذه القرارات الخاصة بالمرأة وتعليم الفتيات، وعلى طالبان أن تلتزم أيضا بما قدمته من وعود باحترام حقوق المرأة إذا كانت تريد للعالم أن يلتزم باتفاقية الدوحة؟
دون شك أن الإمارة الإسلامية لا تخالف تعليم الفتاة والمرأة وتحاول بكل جدية إتاحة الفرص المناسبة لعمل المرأة، ولكن تعلمون أن لكل بلد تقاليد وثقافات خاصة فنحن لدينا أصول ونظام، ووفقا الثقافة الأفغانية والتقاليد والثقافة الأفغانية نسعى أن نوفر الجو المناسب لتعليم الفتاة الأفغانية وعمل المرأة الأفغانية وفقا لذلك، ومخالفة بعض الدول لنا في هذا المجال ليست مخالفة من اجل الحقوق المرأة الأفغانية بل هم حاقدين على الإمارة الإسلامية من البداية إلى الآن وهم متربصين بنا ، يحقدون علينا ويحسدوننا لأننا حاربناهم على مدار 20 عاما .
روسيا والصين وملف التعدين
- هناك تقارير دولية تتحدث عن مجاعة دولية سيعاني منها ربما نصف الشعب الأفغاني بسبب سوء الأحوال الاقتصادية فكيف تقيم لنا الوضع الاقتصادي في أفغانستان الآن؟
هذا ملف هام جدا، فلو نظرنا علي مدار 20 عاما مضت، لا يوجد مشروع اقتصادي يساعد أو يدعم الشعب الأفغاني بشكل جيد، ولكن الإمارة الإسلامية تبذل جهدا وقد زادت العائدات الداخلية من الجمارك وغيرها وكذلك بدأنا بالمشاريع الكبيرة التي تستفيد منها ملايين من المواطنين الأفغان وكذلك بدأنا باستخراج المعادن و تجارتنا تتزايد مع دول المنطقة وداخل المدن الأفغانية بشكل ملموس ونحن نهتم بهذا الأمر كثيرا.
- ولكن معلوماتي أن من يقوم باستخراج المعادن هما الصين وروسيا، فهل هذه الخيرات تذهب إلى حكومات الصين وروسيا أم الشعب الأفغاني؟
مجال المعادن مفتوح لكل الدول وليس فقط للصين ولا لروسيا، ولكن نحن لازلنا في مرحلة نقاشات مع شركات أخرى دولية كبيرة لاستخراج المعادن ليسوا روس ولا صينيون، أنا لا أتفق معك في هذا.
- إذا كان المجتمع الدولي يطالب طالبان باحترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة مقابل عودة التعاون ومساعدة الاقتصاد الأفغاني، فما هي رسالتك انت للمجتمع الدولي، ماذا تريدون منه؟
دون شك، في مسألة حقوق المرأة الأفغانية نحن نحاول أن نتيح الجو المناسب لها للعمل ولتعليمها، لا نختلف على ذلك ولكننا نحاول توفير الجو المناسب لهن.
نحن نتعامل مع العالم كدولة مستقلة ونرجو من العالم أن يعاملنا كدولة مستقلة ولنفترض أن حق المرأة تختلف من المرأة الإماراتية عن المرأة السعودية وعن المرأة في ألمانيا، من الصعب أن نجمع كافة حقوق المرأة في دائرة واحدة فلكل شعب ولكل بلد تقاليده وثقافته الخاصة، لكن نتمنى ونرجو من العالم أن يتعامل مع الإمارة الإسلامية كدولة مستقلة ولا يتدخل في قضاياها الداخلية، وقضية تعليم المرأة وما يرتبط بها هي قضية داخلية ليست قضية عالمية، وليس من المناسب لأي جهة أو لأي دولة أن تتدخل في شؤونها الداخلية أو تتحدث في ثقافتنا او في تقاليدنا.
- هل لنا أن نقوم بمبادرة الآن للوصول إلى منطقة وسطى في هذا الملف، هل توافق حكومة طالبان بوجود لجنة من الأزهر ومن علماء المسلمين لوضع آلية لتعليم الفتيات دون حرمانهن من حقوقهن وكذلك عمل السيدات بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية كما تريدون ولكن من وجهة نظر المؤسسات الإسلامية الكبرى؟
هذه قضية مهمة ونحن نحتاج لحلها ونسعى أيضا لحلها فلم نتركها هكذا دون أن نناقشها أو نهتم بها، يوجد داخل البلد كبار العلماء الجهابذة ونناقش هذا معهم بكل جدية، ولكننا نحتاج إلى وحدة الكلمة في هذا الأمر وإلى إجماع داخلي من علماء أفغانستان، هذه القضية ستنتهي ونحن نهتم بها كثيرا.
الخلاصة
وهكذا انتهى عام ملئ بالتوجس والخوف للشعب الأفغاني، ومكتظ بالتحديات لحكومته من جماعة طالبان الذين يبدو صراع الأجيال بين قياداته واضحا في التعامل مع ملف تعليم الفتيات، فيصدر بعض قادتهم أمراً بفتح المدارس الثانوية للفتيات وفي نهاية اليوم الدراسي يصدر قادة آخرون أمراً آخر بانصراف الفتيات إلى منازلهن بلا عودة.
قادة الحركة مهددون بتقييد حركتهم داخل أفغانستان وإعادتهم إلى السوداء للأمم المتحدة، بينما يصارع مواطنوهم في الداخل غول المجاعة الفاغر فاه بقوة ليلتهم أطفالهم ويقف الحكام حديثو العهد بالسياسة عاجزين محاولين تخليص أنفسهم وشعبهم فتحول أفكارهم الرجعية ضد فئات مجتمعهم دون مد يد العون لهم ولا يجدون إلا أيادي الدب والتنين، فها هي الصين وروسيا تمد كل منهما أياديها داخل جبال أفغانستان للاستيلاء على ثرواته بدعوى الاستثمار مقابل دعم غير مشروط لقرارات الحركة، فهل تكون أفغانستان هي الضحية القادمة على جدول بوتين، وشي جين بينغ. وفي قلب كل ذلك تواجه طالبان تحدي الجماعات المتشددة وتواجدها في أفغانستان وهو ما أراد ذبيح الله حسمه في رسالة واضحة للمقاتلين الأجانب بأنه لا مكان لهم علي أرض أفغانستان.
