أخبار الآن | الماتي – كازاخستان – (جمال لعريبي)

تورسوناي واحدة من الايغوريات اللواتي تعرضن لأبشع انواع التعذيب في المعسكرات الصينية الى أن تم استئصال رحمها بسبب العنف الذي تعرضت له، التقتها “أخبار الآن” لتتحدث لنا عن معاناتها.

لم تكن تتخيل يوما بانها ستكون خلف اسوار المعسكرات الصينية بسبب ما تعرضت له من تعذيب وحشي.

تورسوناي لم توافق في البداية على اجراء اللقاء معنا بسبب خوفها الشديد من متابعة الحكومة الصينية لها بعد خروجها من المعسكر لكن بعد التحقق من هويتنا كصحفيين التقينا بها لتحكي لنا عن ما عاشته داخل هذه المعتقلات و ما تعرضت له النساء داخل  الزنزانات  و انواع التعذيب الوحشي .

اغتصاب وحقن لإيقاف الحيض هذا ما عاشته تورسوناي في فترة اعتقالها من قبل السلطات الصينية

عند دخول المعتقل يتم تجريده من ملابسه بعنف ودموية

وقالت تورسوناي انه قبل استدعائها من الشرطة تم اعتقال شقيقها لأنه كان ملتزم بالصلاة، مشيرة الى ان حوالي 10 الآف معتقل موجودين داخل المعسكر من نساء وأطفال شيوخ.

وأضافت انه وقبل دخول الشخص الى المعتقل يقوم رجال الأمن بتفتيشه بشكل دقيق، حيث ينزعون عنه ملابسه، بالإضافة الى نزع الحلي والمجوهرات من النساء بطريقة مهينة تصل الى نزعها بالقوة واصابة النساء بجروح نتيجة ذلك، مشيرة الى انها شاهدت سيدة عجوز تبكي بعد ان خلع عنها رجال الأمن غطاء الوجه وملابسها بالقوة.

واستكملت تورسوناي روايتها بالقول انها وحين دخولها الى المعتقل أمرها الأمن باتباع خط أصفر لمعرفة الطريق، وبعدها تم إدخالها الى زنزانة تضم 12 سيدة، مشيرة الى انه لا يستطعن الحديث مع بعضهن لأن الزنزانة مليئة بالكاميرات، وفي حال تحدثن مع بعضهن يقوم الأمن بالاعتداء عليهن بالضرب المبرح.

وأضافت تورسوناي انه وحال دخول المعسكر يتم إعطاء كل واحد من المعتقلين لباسا خاصا به، وذلك بعد ان يتم تصنيفهم، بحيث يعطى المعتقل “الأثقل” في الخطورة بحسب وصف الأمن اللباس الأحمر، فيما يكون المتوسط يعطى اللباس الأصفر، اما الأقل خطورة فيحوز على اللباس الأزرق.

تعرضت للضرب والاجبار على أخذ حقنة لمنع الدورة الشهرية.. وبالنهاية تم إزالة رحمي 

وأضافت تورسوناي ان السجانين يأخذون كل ليلة مجموعة من الفتيات، اللواتي يعود بعضهن بعد يومين وآثار التعذيب بادية عليهن، مشيرة الى انها تعرضت للتعذيب مرارا وتكرارا بسبب زيارتها الى كازخستان، بالإضافة الى طريقة اللباس الطويل وصلاتها وغيرها، حيث أكدت انها تعرضت للضرب بحيث ان جسمها كان ينزف من عدة مناطق فيما تم اجبارها على اخذ حقنة لمنع الدورة الشهرية، فيما لم يأتيها الحيض لمدة 6 شهور، حيث تراكم الدم داخل جسمها، ومن ثم تم اجراء عملية جراحية لها لنزع الرحم، وبالتالي فإن حلمها بالإنجاب انتهى.

تورسوناي أضافت ان هنالك حالة شاهدتها بعينها لسيدة دخلت المعتقل بتهمة إنجاب 6 أطفال، وذلك لأن الصين فرضت تحديد النسل، مشيرة الى ان المحققين اخذوا هذه السيدة لمدة تجاوزت اليومين، وحين أعادوها بقيت لأكثر من يوم لا تستطيع الوقوف، وحين سألوها النساء عما حصل كانت تجهش بالبكاء لأنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب أكثر من مرة.

وأكملت تورسوناي شهادتها بالتأكيد ان هنالك حالات كثيرة لمعتقلين ماتوا تحت التعذيب، مشيرة الى انها كانت تسمع بشكل مستمر أصوات رجال ونساء يصرخون من التعذيب حتى الموت، مشيرة الى انها وفي احدى المرات وخلال التعذيب كان المحققون يجلسونها مقابل حائط ابيض قريب من وجهها وتمنع من التحرك او التكلم او الالتفات، ومن يخالف يتم ضربه بشكل عنيف، وأضافت انها في احدى المرات تم اجبارها على الجلوس على كرسي حديدي ليوم ونصف، مما أدى الى تورم جسدها ولم تتمكن من التحرك لأسبوع.

اغتصاب وحقن لإيقاف الحيض هذا ما عاشته تورسوناي في فترة اعتقالها من قبل السلطات الصينية

هدف السجون هو أن يصل المعتقلون الى درجة الجنون 

وأشارت تورسوناي انه يتم ارعاب وتخويف المعتقلين بشتى الوسائل حتى لا يتحدث أحد عما يراه، ويريدون ان يعيش المعتقلون في عذاب نفسي داخلي يصل أحيانا الى فقدان القدرة العقلية والوصول الى الجنون، مشددة على انها ترددت بالحديث معنا لكنها أصرت على الحديث لفضح ما يجري داخل المعتقلات التي يموت فيها شباب ونساء الإيغور يوميا.

وأضافت تورسوناي انه في أحد الأيام جاء المحققون وقاموا بقص شعر جميع النساء في المعتقل دون أي سبب، واخذوا خصلات الشعر، مشيرة الى انهم كانوا يجبرون المعتقلين على الاستحمام بالماء البارد، ومن لا يطيع التعليمات يتم سجنه في زنزانة انفرادية.

وختمت تورسوناي كلامها بانه صحيح حياتها وصحتها تدمرت الا انها لم تفقد عزيمتها في الدفاع عن قضية الإيغور.

 

للمزيد : 

أكثر من 80 ألف إيغوري .. من “القهر ” في معسكرات الاعتقال إلى “الاستغلال” في مصانع لعلامات تجارية عالمية