أخبار الآن | مخيم الهول – سوريا (روناك شيخي)

“شاهدته مرة واحدة في الفيديو”، هكذا ردت جينيفر الشابة الألمانية، عندما سألناها عن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، قبل أن تكمل حديثها بالقول أنه ترك رجاله ليُقتلوا في معركة الباغوز شرقي سوريا. جينيفر شابة جاءت من ألمانيا إلى سوريا لتنضم إلى تنظيم داعش، ثم قررت الخروج والعودة إلى بلدها. وهي الآن في مخيم الهول الذي أقامته قوات سوريا الديمقراطية، حيث يقبع المنظمون السابقون لتنظيم داعش.

تقول جينيفر: “شاهدته مرة واحدة في الفيديو عندما كنت في الرقة، على المنبر في الموصل يقول إنه أمير المؤمنين، والخليفة، لا أعلم، أنا الحسين، وجميع الناس صدقوه، شعرت، وقلت لزوجي إنه ربما جد أسامة بن لادن وهو الآن يؤدي دور الرئيس،لم أصدقه لكن كثيراً من الناس غسلت أدمغتهم”.

وتتابع جينيفر الألمانية وهي زوجة أحد أفراد تنظيم داعش: “والآن اختفي، وهناك كثير من رجاله (جماعته) قد قتلوا في الباغوز في المعارك، ترك كثيراً من الناس هناك لأنه لا يكترث حتى لجماعته، فهو يطيل لحيته ليظهر على هيئة المسلمين”.

وعن الوضع في مخيم الهول الذي يعيشه فيه المنضمون السابقون لداعش تقول جينيفر: “عليكي أن تتجولي في المخيم لتشاهدي الجرحى، أطفال مصابون في رؤوسهم تبلغ أعمارهم سنة وبضعة شهور، لا أستطيع أن أفهم، قلبي لا يستطيع أن يدرك أن هذا الرجل مختفي، كل واحد هنا في المخيم كان هناك، ولكن هذا الرجل استطاع الخروج، لذلك أعتقد أن هذا الرجل (البغدادي)لم يكن موجوداً من الأساس”.

وتضيف جينيفر في حديث لمراسلة أخبار الآن روناك شيخي: “أنا عالقة منذ أربع سنوات ونصف هنا في سوريا، يوماً ما على هذا الأمر أن ينتهي، لم أرد القدوم إلى هنا، أفتقد كثيراً من حياتي السابقة، لو كنت في الباغوز، لو أنني خرجت مؤخراً، لكنت عرضت نفسي للقتل بوقوفي أمام بندقية القناصة. لا يمكنك تحمل هذا، لا استطيع إخبارك حجم الضغط الذي أتعرض له، اسألي صديقتي التي ترافقني كل يوم، لدي أكتئاب بمستوى عالي لا استطيع التعامل مع أطفالي، لا أستطيع رؤيتهم يبكون، لا أستطيع أن اشتري لهم الحلوى، أنا امرأة من أوروبا جئت إلى سوريا، صعب جداً التعامل مع هذا الوضع”.

المزيد:

الجيش العراقي يقتل انتحاريا من داعش ويعتقل 17 آخرين في الموصل